شدد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، محمود العالول، مساء اليوم الأربعاء، على أن حركة فتح عصية على الانكسار وهي ترفض الإملاءات وستفشل كل المؤامرات التي تحاك ضدها.
جاء ذلك في حديث لبرنامج " ذاهبون إلى المؤتمر" الذي يبث على تلفزيون فلسطين وعدد من الفضائيات والإذاعات الفلسطينية، بمشاركة عدد من كوادر الحركة ومناضليها.
وأضاف العالول في حال لم تعقد حركة فتح مؤتمرها السابع فلهذا تداعيات، ومخاطر؛ لأن المؤتمر يشكل قوة دفع للحركة، ونحن نطمئن أبناء شعبنا بأن القرار اتخذ وأن المؤتمر سيكون في التاسع والعشرين من الشهر الجاري.
وتابع: إن "فتح" عبر الفترة الماضية أكدت أنها حركة قوية، وصلبة، وعصية على الاملاءات، والضغوط، لقد بقيت في كل الظروف متمسكة بثوابتها وظلت ترفض الاملاءات التي حاولت دول كبرى فرضها عليها.
وأردف العالول: إن أعداء حركة فتح فشلوا في تغيير جوهرها، أو التأثير على مبادئها، لقد كانت هناك محاولات لدفع الحركة للتنازل عن ثوابتها، إذ لم ينجحوا في ذلك مع الشهيد ياسر عرفات الرجل الصلب، وهذا تكرر أيضا مع الرئيس محمود عباس الذي اعتبروه بأنه أكثر مرونة، لكنهم أدركوا في النهاية بأن النهج نفسه يتواصل، وأن مدرسة فتح لا تنكسر ولا يمكن تطويعها.
وأشار إلى أن تماسك "فتح"، وصلابة موقفها يصب في خدمة المشروع الوطني؛ لأنها العمود الفقري للحركة الوطنية.
بداية لتجديد الشرعيات:
وقال العالول: إن المؤتمر السابع بداية الطريق في تجديد الشرعيات وضخ دماء جديدة، فهذا المؤتمر سيتبعه عقد المجلس الوطني ونحن متفائلون بذلك.
وأردف: نقول لمن يخرجون ويتآمرون على الحركة هذه أمانة الشهداء، هذه ليست مشاريع استثمارية، ولمن يسعى لافتعال المشاكل والتآمر نؤكد له أن كوادر فتح لن يسمحون بذلك، فهذه الحركة ماضية قوية نحو تحقيق الأهداف الوطنية في الحرية والاستقلال.
وأضاف العالول:" الكثيرون لا يريدون عقد المؤتمر، ويشككون بأهميته ويحاولون عرقلته، بعد اعتقادهم أن فتح ربما خف وهجها، أو انه يسهل عليهم ازالتها، وهذه مسألة مستحيلة، خاصة بعض فشلهم في دفع الحركة للتراجع والتنازل عن ثوابت الشعب الفلسطيني".
وأشار إلى تأثير حركة فتح على العالم، وضرورة خروج الصوت الفتحاوي للأمة العربية ليؤكد أن النضال سيبقى مستمراً مضيفا:" حينما خرجت الأمة العربية مهزومة في عام 1967، تأثرت معنوياتها، إلا أن فتح أصرت على الانتصار في معركة الكرامة، وقد أعادت الروح للأمة العربية التي خفتت بهزيمة الـ67.
وحذر من أية أزمات قد يخلقها البعض في الشارع الفلسطيني لتعطيل انعقاد المؤتمر عبر نشر الفلتان الأمني ، مؤكداً ان أعداء الحركة لم ييأسوا من محاولة النيل منها .
وذّكر العالول بإصدار الحركة في المؤتمر السادس إعلان سياسي، موضحاً أنه جاء في مقدمة البرنامج، وتكون من مجموعة نقاط، الأولى تؤكد أن حركة فتح متمسكة بكونها حركة تحرر وطني تهدف إلى إزالة ودحر الاحتلال وتحقيق الاستقلال، وأكدت على أن تناقضها الاساسي مع الاحتلال وأية تناقضات أخرى هي ثانوية، وأنها متمسكة بالثوابت الوطنية، وأن الحركة رغم تمسكها بخيار السلام العادل وسعيها من أجل انجازه، أكدت عدم اسقاط أي من خيارتها، وتؤمن بأن المقاومة بكل أشكالها حق مشروع للشعوب المحتلة بوجه محتليها.
فتح آفاق جديدة:
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي محمود أبو الهيجاء: إن مشاعر الفتحاويين تغيرت تماما بعد الإعلان يوم أمس عن الموعد النهائي لعقد المؤتمر السابع، فهذا الإعلان فتح آفاقا حقيقة نحو المستقبل.
وأضاف: ما يميز فتح بأنها تتعاطى مع الواقع بعيدا عن الشعارات، وهي ليست معنية بحماسة الجمهور بقدر ما أنها تسعى دائما إلى خدمة شعبنا وتحقيق أهدافه الوطنية بالحرية والاستقلال.
وأردف: إن "فتح" عصية على التشظي والانقسام، فكل الذين انقسموا وانشقوا عن الحركة كان مصيرهم أن فتح لفظتهم وكانت نهاياتهم مأسوية.
وأشار أبو الهيجا إلى أن الشارع الفلسطيني ينتظر المؤتمر من منطلق تعلقه، بأن هناك قوى طلائعية قادرة على إخراجه من النفق المظلم، كون المؤتمر سيكون من أهم مؤتمرات فتح باعتباره مؤتمر التحديات، موضحاً أنه جاء على أرضية التحديات والتدخلات الاقليمية فيها، مؤكداً حالة الارتياح التي يشهدها الشارع الفلسطيني عب الاعلان عن موعد انعقاد المؤتمر.
حضور الأسرى في المؤتمر السابع:
وبدوره، قال المناضل علي المسلماني (الأسير المحرر الذي أمضى 30 سنة في سجون الاحتلال): إن رسالتنا اليوم للأسرى "اطمئنوا فالرئيس محمود عباس مصمم بقوة على عقد المؤتمر السابع داخل فلسطين، والأهم أن المؤتمر سينعقد بكل مكوناته وسيكون مؤتمرا تمثيليا وقانونيا.
وأشار إلى أن المؤتمر سيحرص على دعم مسار تطهير "فتح" من أعداء الحركة الوطنية، وممن أساءوا لهذه الحركة وتاريخها.
وقال المسلماني: إن الأسرى جزء مهم من المؤتمر وجزء من رسم سياساته، وهذه أول مرة سيمثلون بهذا الزخم.
وأضاف: محاولات المفصول محمد دحلان لن تنجح في التأثير على المسار الديمقراطي لحركة فتح، وأنا انتهز هذه الفرصة لأدعو الأجهزة الأمنية إلى جمع السلاح غير القانوني، لقطع الطريق على أعوان الاحتلال وعلى كل من يحاول أن يعبث بالحالة الفلسطينية.
ورأى أن هذا المؤتمر له أبعاد وتشعبات محلية وإقليمية ودولية نظرا لدور حركة فتح التاريخي، كونها العمود الفقري لمنظمة التحرير الوطني الفلسطيني، التي تعني ضمير الشعب الفلسطيني.
وشدد المسلماني على أن ترتيب البيت الفتحاوي الفلسطيني هو الأرضية والقاعدة الحقيقية التي ننطلق منها للبيت الفلسطيني في انعقاد المجلس الوطني وانتخاب المجلس المركزي، واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، مضيفاً:" هذه القيادة العليا هي ضمانة الشعب الفلسطيني بهدفها الموحد".
الحفاظ على القرار الفتحاوي المستقل:
من جانبه، قال أمين سر فتح في رفح جلال الشيخ عيد: إن المؤتمر ينعقد يوم 29 تشرين الثاني/نوفمبر في ذكرى يوم التضامن الدولي مع شعبنا، وهو يأتي ليؤكد وحدة الحالة الفتحاوية في جميع محافظات الوطن وكذلك في الشتات، ونحن جئنا من غزة لنؤكد أن فتح واحدة موحدة.
وتابع: إن هذا الإنجاز الوطني الهام يؤكد تصميم الرئيس على مجابهة التحديات الإقليمية والدولية، ونرى أن عقد المؤتمر السابع ضروري للحفاظ على القرار الفتحاوي المستقل الذي حاول البعض العبث به.
وأضاف أمين سر فتح في رفح: رسالتنا التي حملناها من غزة أن الكادر الفتحاوي مجمع على الوقوف خلف الرئيس عباس القائد العام للحركة، ومن يخرج عن قرارات الحركة فهو خارج من صفوفها والأصوات النشاز لن تؤثر على مسار فتح الديمقراطي.