حوار أقرب للهزار .. محمد يوسف الوحيدي .

الأربعاء 02 نوفمبر 2016 09:37 م / بتوقيت القدس +2GMT
حوار  أقرب للهزار .. محمد يوسف الوحيدي .



كنت أقلب صفحات الأهرام  صبيحة الفاتح من نوفمبر ، يا صباح يا فتاح يا عليم ، يا رزاق يا كريم ، حتى وقعت عيناي على مقال بعنوان ( حالة حوار / تركيا و قطر و حركة فتح )  للدكتور عمر عبد السميع .. 

و ما بدأت بالقراءة ، إلا وقد إنتهى المقال .. فاعدت القراءة مرة ثانية و ثالثة  محاولاً أن أبحث عن مضمون أو معنى لما هو أبعد و أعمق من العنوان فلم أجد .. و هنا فكرت في أن أفرد السجادة و أتجه إلى القبلة  ، و أصلي ركعتي شكر لله ، على نعمته التي أنعم علينا كأمة عربية في منحنا لغة فصيحة ، يمكن أن تختصر معان كبيرة في عنوان ، فنحن أصحاب المثل القائل ( الجواب يتقري من عنوانه ) و قبل ذلك قال أجدادنا ( خير الكلام ما قل و دل ) ، و لكني هنا وجدت ما قل ... و لكني لم أجد – حقيقة – ما دل .. 

 صدقوني و بكل شفافية ، حاولت أن أجد " منطق " فيما كتب سيادته فلم أجد ، فهو مثلا  مصمم أن هناك مؤتمراً لحركة فتح ( منظمة فتح كما يسميها و مبدئياً الفرق التعريفي باهظ و كبير بين التنظيم و المنظمة و الحزب و الحركة و الجبهة ، لكن ما علينا .. ) و أن هذا المؤتمر تسبقه إرهاصات ، أو مقدمات حرب حامية الوطيس بين الرئيس عباس و المفصول من " منظمة فتح" محمد دحلان .. ما رأيكم في هذا التناقض اللذيذ .. أولاً هو يصف ما يحدث أنه ( حرب حامية الوطيس ) ، و هنا أتساءل ، أي حرب ؟ إلا إذا كان يعتبر ترشيح بعض الصحف العبرية ، و إيحاءاتها للمجتمع العربي و الفلسطيني تحديداً ، أمر مسلم به ، و أن هناك اسماء في مقدمتها محمد دحلان ، مرشحة لرئاسة فتح .. علماً بأني لم أسمع أن هناك " جدول أعمال " تم طرحه حتى الآن لما سيناقشة مؤتمر حركة فتح السابع ، و هل سيكون هناك اي بند للنقاش حول رئيس الحركة ( القائد العام ) أم لا !! و لا أعرف من اين جاءت للسيد الدكتور عبد السميع هذه ( الأجندة) قبل غيره من أعضاء اللجنة المركزية للحركة ؟!! 

ثانياً .. هل " التلاسن " و الرأي و الراي الآخر من قبل ناشط ، سياسي ، نائب منتهية صلاحية عضويته في المجلس التشريعي الفلسطيني ( بإعترافه و بحسب تصريحاته هو سواء في البرامج التلفزيونية التي تحتضنه أو اللقاءات الصحفية ) ، و بين قائد للحركة ، شرعي ، و رئيس للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ؟  و لن أقول هنا و رئيس للدولة و السلطة .. سأترك هذا جانباً .. حرب بين من و من ؟  

ثالثاً : هل الأفكار الأخوية ، و التي تعبر عن " حرص و إنتماء قومي " التي تتقم بها مصر أو السعودية أو الأردن أو الإمارات ، أو غيرها من الدول العربية ، تعتبر ( إطاراً ملزماً ) ؟ و تعتبر مناقشتها و الخروج عليها و قبول بعضها و طلب تفسير بعضها الآخر ، هل يعتبر تحدياً و إصطفافاً ؟  ، و زائدة لازمة للسؤال إسمحوا لي أن أطرحها ، هل نأخد موقف ( دولة ) من رأي كاتب مهما بلغ في المقام و القامة و الإحترام ؟ ألم تقل هذه الدول أو تلك الدول أنها مع الشرعية و تدعم القيادة الفلسطينية و لا تفكر أبداً مجرد تفكير بإلزامها أو الضغط عليها ؟ إذا كانت ( الدولة ) تقول هذا ، فاي حديث يحاول ( تمرير) عكس هذا المنطق فهو عملياً يحاول أن يلوي منطق ( الدولة ) و يأوِّل توجهها .. 

رابعاً : من قال ، أن زيارة تركيا و قطر التي قام بها الرئيس عباس ( و التي تزامنت مع إيفاد الرئيس الفلسطيني لأحد كبار مساعديه إلى القاهرة ) إستهدفت ترسيخ ما سقط من مشاريع ، و دولة خلافة عثمانية و ما إلى ذلك من ( كلام كبير ) ؟؟ و من قال أن اللقاء بين الرئيس عباس و قيادة حماس في قطر أنتج ( تياراً ) أو خطة أو أي مشروع مخالف لما تعرفه و ترضى به كل الدول العربية  في إطار المصالحة و تفعيل حكومة التوافق الفلسطينية ؟ أين ؟ من اين جاءت هذه الأفكار و النتائج ؟ أين كتبت أو من صرح بها ؟ لابد أن في الأمر " هزار " .. أو أن ما كتب كان سيناريو لبرنامج الكاميرا الخفية ..  

ملاحظة : رفضت أسرة تحرير الأهرام اليومي نشر ردي على مقال السيد الأستاذ الدكتور عمرو عبد السميع ، بحجة أن مقالي هذا فيه ( تجريح ) لأحد الزملاء .. عاشت حرية التعبير و حق الرد مكفول ..