الطحن اخر اساليب القتل العربي ...حافظ البرغوثي

الأربعاء 02 نوفمبر 2016 09:38 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الطحن اخر اساليب القتل العربي ...حافظ البرغوثي



طحنت سيارة نفايات شابا مغربيا بعد مصادرة اسماكه لإتلافها بحجة ان صيدها ممنوع مع انه اشتراها ولم يقم باصطيادها وتوقع البعض موجة من الإحتجاجات الشعبية على غرار ما جرى بعد انتحار بوعزيزي التونسي حرقا  كبداية الثورة التونسية وما بعدها من ثورات تحولت الى ادوات لتدمير البلاد وليس الأنظمة، وأبادت مئات الالوف وهجرت الملايين.  

لكن لا اتوقع حدوث ثورة ربيعية  قاحطة في المغرب لأن الشعب المغربي تحكمه احزاب انتخبت ديمقراطيا. فقد تابت الشعوب عن الثورة منذ ان شاهدت الفوضى تسود وقوى ظلامية ودولية تنفذ مآربها في التخريب والتدمير دون وازع وحولت المجتمعات الى  طوائف وقبائل وشيع متقاتلة، وبذلك يكون الطحن آخر بدعة للتنكيل والقتل عربيا حيث استخدمت الأنظمة ومعارضوها اساليب جديدة لم تعرف ايام محاكم التفتيش السابقة في اسبانيا او في العصر العثماني الذي سادته الخوزقة. فهناك الحرق والضرب حتى الموت  وقتل الاطفال والخنق بالسلاسل  والصلب والرمي من علو وتقطيع الأطراف بالتدريج والذبح عدا اساليب لا نعرفها. وقد حدثت هذه الفظائع في كل بلد وصلته ثورات الربيع  وشهدنا بعضها في غزة كالسحل والرمي من علو  وتحطيم الاطراف وبدأ استخدامها في مصر من جماعة الاخوان، لكن بفضل الله  تماسك المجتمع المصري وجيشه. والآن على الفلسطيني غير المبالي بالخراب الحالي ان يتخيل فيما لو انه لن يتم وأد بوادر الفتنة  الحالية  فقد نشهد كل انواع التنكيل والقتل لا سمح الله  بين ابناء شعبنا الصابر  فنسمع عن شبيحة وبلطجية وعن زعران وجماعات وعصابات ابو رجل مسلوخة  وجماعة ابو جهل للصد عن ذكر الله وجماعة نكاح الجهاد ومنظمة الأخوة اليهودية الفلسطينة لتدمير بيت المقدس  وعمليات نهب وحرق تحت مسمع الاحتلال وتشجيعه، وفرار للعزل نحو المستوطنات طلبا للحماية واقامة خلاقة في نصف احدى المدن واعلان البيعة للخليفة ابو عنتر الجهنماوي الخ. 

حتى الآن لم تنج مصر من المؤامرة فما زال الاميركيون يراهنون على اسقاط النظام  ودعم معارضيه لانهم يعلمون تاريخيا ان مصر فقط  من صد الغزوات من الشرق والغرب عن المنطقة واذا انهار الجيش المصري بسبب الأزمات الإقتصادية  التي تؤججها قوى اقليمية توسعية وعربية ذليلة ودولية  فيسهل تنفيذ حلم ايران في الهيمنة على العراق والخليج وسوريا، ولتركيا ما تزعمه عن ان الموصل وحلب وكركوك ارض تركية ولإسرائيل ان الحجاز لها.  والسؤال هو ما رأي مصر في من يقصفوننا بالفتنة رباعيا عربيا، ولماذا يحاولون تحويل مصر الى منصة لإطلاق صواريخ  الفتنة علينا؟