قال القيادي في حركة حماس الدكتور أحمد يوسف ، لماذا حماس لا تنفتح على القيادي في حركة فتح والنائب بالمجلس التشريعي محمد دحلان لطالما الرئيس محمود عباس يطنش قطاع غزة ، وبعد أن ثبت أنه يحرض اسرائيل على حصار قطاع غزة .
وقال يوسف خلال ندوة نقاش في مدينة غزة ، أن المأزق الفلسطيني على جميع المستويات، وأكد أن الوضع الفلسطيني يعيش مأزق حقيقي على جميع الأصعدة، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، ولم يبق شيئاً ومساراً إلا وتم إحكام القبضة عليه ليعيش في مأزق.
وحمَّل د. يوسف المسؤولية عن المأزق لثلاثة أطراف وهي حركة فتح باعتبار أن الرئيس محمود عباس "أبو مازن رئيس السلطة وبيده مقاليد الأمور في كل شيء، وحركة حماس، باعتبارها السلطة الحاكمة لقطاع غزة وتمتلك زمام الأمور، والطرف الثالث متمثل في "إسرائيل ومصر وامريكا". والذي يتحمل جزء من تعقيدات الوضع في الحالة الفلسطينية، لأنهم عملوا على إظهار حركة حماس صاحبة تجربة فاشلة، باعتبارها حركة اسلام سياسي.
وأشار، إلى أن التقارير الدولية تحدثت من العام 2012 على أن الوضع في قطاع غزة في العام 2020 سيكون كارثياً على جميع الأصعدة في التعليم والصحة والمياه والصرف الصحي وكل ما يتعلق بملامح الحياة في غزة، وزيادة الفقر والبطالة واعتماد المجتمع على المساعدات الإنسانية بنسبة 80%، وهي كلها تقارير تعطي مؤشرات عن الوضع الكارثي المقبلة عليه غزة في حال استمر الحصار.
وعلى الصعيد السياسي، أكد د. يوسف أن الوضع مأزوم سياسياً ويشكل خطراً على القضية والوطن.
وحول مسؤولية حركة حماس عن المأزق، أوضح أن هناك اختلافات في وجهات النظر في حركة حماس ومنهم من يعتقد أن سبب نشأة هذه التعقيدات التي أوصلتنا لهذا المأزق جزء منهم يقولون عدم وضوح وجود حماس في الحكم من عدمه، في ناس تقول من يحكم غزة رام الله والله غزة، بحكم التواصل الموجود من حكومة ووجود وزراء في غزة، وهل بأيديهم يفعلوا شيئاً من عدمه. هذه معظلة.
البعض يقول هل حماس تحكم غزة بالمطلق وهل يوجد شركاء يتحملوا درجة أخرى من المسؤولية، هذه معظلة أخرى.
ايضاً، التنظيم مع حماس المقاومة من يدير الوضع ما يسمى بحكومة الظل، هل حماس التنظيم المستوى السياسي، ام المقاومة موجودة ولها تأثير على كل القرارات التي يتم اتخاذها في القطاع.
تغييب دور الفصائل والاستسلام لحالة العجز والتهميش، الفصائل ظاهرها موجود، لكن في مساحة الفعل هل لها فعل ملموس باستثناء حركة الجهاد الإسلامي، باعتبارها تيار إسلامي وفي تقارب واضح ومستويات من الثقة مع حماس.
فيما يتعلق أيضاً، في محدودية الإمكانيات وتعاظم الإمكانات في قطاع غزة، هل يمكن لغزة أن تقدم للمواطنين أكثر مما هو موجود ولم تفعل، مؤكداً أن الوضع القائم هو أكثر ما يمكن أن تقدمه حماس للمواطن، خلافاً للوضع الذي كان سائداً في عهد الأنفاق حيث كان الوضع أفضل من ذلك بسبب الدخل الناتج عن العمل في الانفاق.
وعلى صعيد العلاقة مع النائب محمد دحلان القيادي في حركة فتح، قال د. يوسف، :" طالما أن الرئيس أبو مازن يطنش غزة وإسرائيل تهدف لكسر حماس، فالسؤال لماذا تبقى حماس تنتظر أبو مازن. خاصة وأنه تبين أن أبو مازن حرض على غزة مع الإسرائيليين والأوروبيين تجاه مصر لخنق حماس في الزاوية. وتساءل لماذا لا ننفتح على دحلان، إذا كان بإمكانه أن يقدم شيء، وثبت أنه قادر على تحريك بعض الملفات، إذا أخذت خطوة باتجاه سواء باعتبار السياسية التي تتحمل على اللعب على هذه الأوراق المتناقضة على الساحة الفلسطينية.
وأكد على أن حركة حماس مضغوطة وبحاجة كبيرة للمال واعتمادها على الوضع في غزة من ضرائب لسد الحاجات لا يكفي لتطوير القطاع ومراعاة التمدد السكانية ومتطلبات التنمية المطلوبة للحياة. مشيراً إلى أن أبو مازن ضيع المشروع الوطني والقضية، والوضع في الضفة ليس أفضل حالاً من القطاع، ففي حال استمر الوضع على ما هو عليه لمدة خمسة أعوام فلن يكون هناك شيء اسمه الضفة الغربية، وستتحول إلى كنتونات صغيرة.
وعن إدراك حماس لطبيعة المأزق، قال د. يوسف، ربما هناك غير مدركين بالكلية، ويعتمدون على أن مصير الأزمة هو الانفراج بدون سقف زمني، والبعض يقول إن المتغيرات في المنطقة ربما تقلب المشهد 180 درجة، والبعض يقول إننا لسنا في مأزق بل مضغوطين والمستقبل مجهول، وأن حماس تتحمل 50% من الحالة الكارثية لأنها لم توفق في الأداء السياسي ولم تستطع اقناع الفصائل في إدارة القطاع. فيما البعض الآخر، يرى تسليم السلطة وإعادة ترتيب أمور الحركة وتعود حماس للمقاومة والعمل الدعوي.
في السياق ذاته، تحدث المتحدث باسم حماس أ. إبراهيم المدهون عن الحلول، مؤكداً أن الكل في مأزق وليس حركة حماس وحدها، وأنه طالما وجد الاحتلال فالشعب الفلسطيني في مأزق ولن ينتهي إلا بانتهاء الاحتلال.
وقال :" هناك خطوات لدى حماس للروج من المأزق الذي نشعر به جميعاً وأولى هذه الخطوات ، هي التمسك بالثواب ولا يجب المساس بها، ترتيبات الأولوية وعدم السماح لاستغلال حالة الضعف لتقديم تنازلات أو مزيد من التنازلات للعدو، الحفاظ على مقومات صمود الشعب، وتعزيز خيار المقاومة وقيقة حماس اولويتها المقاومة متقدمة جداً من الجهوزية والاستعداد ، والعمل على تعزيز الوحدة الوطنية وانهاء حالة الانقسام.
وترتيب البيت الفلسطيني وبناء المؤسسات الفلسطينية وإعادة بناء المنظمة وتفعيل المجلس التشريعي بعد ان تم تفريغها من محتواها. على قاعدة الشراكة والتمسك بالحقوق.
تعزيز معادلة الاشتباك مع الاحتلال، وأخيراً العمل على إدارة سليمة لغزة عبر اشراك القوى والفصائل الحية في إعادة تفعيل البلديات ويتحمل الكل مسؤولياته.
وشارك الحضور بفعالية كبيرة في حلقة النقاش، وتناولوا الوضع الفلسطيني بكل جوانبه، وأجمعوا على استحالة الجمع بين الحكم والمقاومة، وأنه لا بد من ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني من خلال حوار وطني شامل يجمع جميع أطياف الشعب الفلسطيني، وإصلاح المؤسسات الوطنية وفي مقدمتها منظمة التحرير الفلسطينية لتكون ممثلاً وحيداً للشعب تضم جميع الفصائل بما فيها حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
وحذر المشاركون من خطورة الاحتلال الخفي، والذي يتدخل في أدق تفاصيل حياتنا اليومية.