أثار مقطع فيديو سابق تم تداوله قبل ساعات للملك سلمان بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين، والذى تحدث خلاله عن الظروف الصعبة التى مرت بها المملكة العربية السعودية فى السابق، ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك وتويتر، وأجمعت الآراء على أن الحديث عن الفقر أو النشأة فى ظروف صعبة ليس عيباً وإنما العيب هو الاستستلام لما يحيط بالدول أو الأشخاص من صعاب وعدم الإقدام على مواجهتها.
وربط رواد مواقع التواصل الاجتماعى بين فيديو الملك سلمان والتصريحات الأخيرة للرئيس عبد الفتاح السيسي على هامش مؤتمر الشباب فى مدينة شرم الشيخ، والذى تحدث خلاله عن الظروف المماثلة التى عاشتها مصر فى السابق، وكيف كانت ثلاجته لا تحوى إلا المياه فقط، موضحين أن تباين ردود الفعل تجاه الموقفين كشف أن هناك تربص واضح ضد مصر وقيادتها السياسية.
وأجمع غالبية المعلقين عبر "فيس بوك" و"تويتر" على أن الكبار هم من لا ينكرون ماضيهم، ولا يتنصلون من تاريخهم، وإنما أولئك الذين يحققون الانجاز تلو الإنجاز، وبعد اعتلاء المراتب المتقدمة يطلون من آن إلى آخر على ما سبق ويذكرونه بفخر، كما وجه المعلقون سيلاً من الانتقادات لأمين عام منظمة التعاون الإسلامى إياد مدنى.
وظهر الملك سلمان بن عبد العزيز فى مقطع الفيديو المتداول، وهو يتحدث فى أحد الندوات عن الظروف الاقتصادية التى كانت تعانى منها المملكة العربية السعودية فى الماضى، عندما كان طفلاً، حيث قال: والدى كان يصطحبنى برفقة أشقائى للسوق ويدخل بنا أحد المحال ليشترى لنا الحلوى بالدين".
وأضاف الملك سلمان أنه كان ينتظر موسم الحج فى طفولته لكى يتناول بعض الأطعمة والمشروبات التى لم يكن يستطيع الحصول عليها فى بقية العام مثل "الأيس كريم والكازوزا". وتابع: "أنا اكلمكم بصراحة.. هذه الإمكانات اللى كانت عندنا.. وأنا أريد من الأجيال الحالية أن تعرف ما نملكه.. فنحن أشرف وأعظم ما عندنا هى مكة والمدينة".
اللافت فى الأمر أن فيديو الملك سلمان لم يشهد فى ظهوره الأول أى اساءة أو سخرية من خادم الحرمين، أو المملكة العربية السعودية ولم يشهد فى إعادة تداوله قبل ساعات أيضاً أى إساءة بخلاف ما حدث مع حديث الرئيس السيسي، الأمر الذى يكشف المحاولات المتعمدة للنيل من مكانة مصر وقيادتها السياسية.
وأدانت منظمة الشعوب والبرلمانات العربية فى بيان لها الاحد التصريحات الصادرة عن أمين عام منظمة التعاون الإسلامى، إياد مدنى، واعتبرتها تدخلا سافرًا وجسيما فى الشئون الداخلية المصرية وقيادتها السياسية، وأكدت أن هذه التصريحات لا تتسق مع مسئوليات ومهام منصب الأمين العام للمنظمة، وتؤثر بشكل جوهرى على نطاق عمله، ما يتطلب تقديمه الاستقالة فورا فى محاولة لاحتواء الموقف.
فيما استنكرت الخارجية المصرية تصريحات "مدنى" مشيرة فى أول رد فعل لها أن ما بدر منه يعد تجاوزاً جسيماً فى حق دولة مؤسسة للمنظمة وقيادتها السياسية.
وقال وزير الخارجية سامح شكرى إن تلك التصريحات لا تتسق مع مسئوليات ومهام منصب الأمين العام للمنظمة، وتؤثر بشكل جوهرى على نطاق عمله، وقدرته على الاضطلاع بمهام منصبه، وهو الأمر الذى يدعو مصر لمراجعة موقفها إزاء التعامل مع سكرتارية المنظمة وأمينها العام.
جاء ذلك بعد أن قدم "مدنى" اعتذارًا عن الإساءة للقيادة السياسية المصرية، وتأكيده أن ما بدر منه فى هذا الشأن غير مقصود، مشدداً فى الوقت نفسه على احترامه الكامل للرئيس عبد الفتاح السيسي الذى يكن له تقديرًا كبيرًا كقائد عربى محنك يقود دولة عريقة تحتل مكانة كبيرة فى قلب كل عربى ومسلم.