تُشكّل الكريات الفضية الصغيرة داخل المحرار الطبي أو مقياس الحرارة الطبي الزئبقي خطراً كبيراً عليكِ وعلى كل فردٍ من أفراد أسرتك. إذ بتكسّر الزجاج الذي يحمي هذه الكريات وسيلان الزئبق منه والإخفاق في تنظيفه بالطريقة الصحيحة، تقع الواقعة! فالزئبق مادة كثيفة جداً، تتمدّد على درجة الحرارة المرتفعة وتنكمش على درجة الحرارة المنخفضة.
عدا عن ذلك، يُعتبر الزئبق بحدّ ذاته سمّاً وخطراً على الإنسان وسائر الكائنات الحية. وتكمن خطورته في قدرته على التبخر في الأجواء من ثم العودة إلى الأرض، متسبّباً لكل محيطه بالتلوّث.
وبوجهٍ عام، يحتوي مقياس الحرارة الطبي الزئبقي ما بين 0.5 و1.5 غ من الزئبق. وقد لا تتسبّب هذه الكمية الصغيرة بتأثيرات سلبية كبيرة على الصحة في حال ابتلاعها أو الاحتكاك بها، ولكنّها قد تتسبّب بمفاعيل خطيرة في حال استنشاق البخار الذي يتصاعد منها على حرارة الغرفة أو في الحرارة المرتفعة. نذكر لكِ من بين هذه المفاعيل على سبيل المثال لا الحصر: الكحة والصعوبة في التنفس وألم الصدر والتقيؤ والصداع.
هذا ويُمكن للتعرّض مطوّلاً لبخار الزئبق ولو كان خفيفاً، أن يؤثر سلباً في الأجهزة الهضمية والعصبية والمناعية ويتسبّب بمشاكل صحيّة كبرى على شاكلة: الرجفة والصعوبة في المشي وقلّة الشهية والتهاب اللثّة وارتفاع ضغط الدم، واضطرابات الكلى، إلخ.
ولكي تتجنّبي وأسرتكِ هذه المخاطر، تخلّصي من مقياس الحرارة الزئبقي واستبدليه بالأنواع الأخرى الأكثر أماناً، بما فيها: مقياس الحرارة الرقمي أو الإلكتروني والمقياس الرقمي للأذن، تماماً كما تفعل النساء والأمهات في الدول التي عمدت منذ العام 2012 إلى حذف مقياس الحرارة الزئبقي من قاموسها الطبي وإحالته على المتحف بعد مرور 300 عام على اختراعه!