التاريخ والحضارة الإنسانية العظيمة؛ ستبقى تفخر بتضحيات الشعب الفلسطيني ومن مختلف قوى الطيف الفلسطيني، والتي خطت صفحات مشرقة ومضيئة، مملوءة بمداد وأحرف من ذهب؛ في مقاومة الظلم المتمثل بالاحتلال؛ رغم جبروته، ورغم الفارق الكبير في موازين القوى الظاهر.
لا يعيب الفلسطينيين ولا ينتقص من نضالهم ما بثته بثت "القناة الإسرائيلية الثانية" من تقرير مصور يظهر فتاة فلسطينية من عائلة مناضلة، تركت دينها وفلسطينيتها، وتطوعت للدفاع عن دولة الاحتلال الغاشمة.
ساندرا؛ كذبت وأخطأت وتماشت مع الباطل والظلم والطغيان؛ وكونها ابنة شقيقة المناضل المعروف الراحل صخر حبش، القيادي في منظمة التحرير الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح؛ لا ينقص من حقه ولا يعيبه ولا يعيب الفلسطينيين في شيء يذكر، ولا يؤثر ذلك في مسيرة ومشوار التحرير واحترام القيم والأخلاق الإنسانية الراقية والنبيلة الرافضة للظلم والاحتلال السافل.
من شذ؛ شذ في النار؛ ويقول الله تعالى :(ولا تزر وازرة وزر أخرى)، فذنب ساندرا تتحمله لوحدها ولا ينعكس بشيء على كل من يحمل قيم وأخلاق نبيلة وكرامة إنسانية عالية الحس والأخلاق، سواء من عائلتها أو الشعب الفلسطيني.
كذبت "ساندرا" حين قالت أن عائلتها تربت على كره اليهود وتمجيد هتلر، منذ أن كانت لم تتجاوز خمسة أعوام، وأنها تعتذر من كل يهودي قامت بسبه في يوم من الأيام، وتتمنى منه مسامحتها على ذلك.
فالعرب والمسلمون والشعب الفلسطيني لا يكره اليهود، ولا يؤيدون إعدام وقتل هتلر لليهود إن صحت الرواية، فاليهود وعبر التاريخ كانوا يلجئون للمسلمين والعرب لحمايتهم من بطش العتاة والظلمة في أوروبا وروسيا، لمعرتهم أن العرب والمسلمين يحمون المظلوم أيا كانت ديانته وهويته؛ ولكن لا يحمون ولا يدافعون عمن قتل وشرد الشعب الفلسطيني من اليهود الذين اعتنقوا فكر الصهيونية؛ واحلوا لأنفسهم قتل وطرد شعب فلسطين.
أيضا كذبت ساندرا حين قالت بأنها:لا تخشى أن تقتل في سبيل قول الحق، وتتمنى في يوم من الأيام أن تزور "إسرائيل"، وتحمل علمها، وتضرب له التحية؛ لأن "إسرائيل" وجدت لا لأن تُمحى.
إن قتلت ساندرا - واستبعد ذلك - فهي تكون قد قتلت في سبيل الدفاع عن الظلمة والطغاة، والعالم يعرف ذلك وكل من عنده ضمير حي، فهل يعقل أن من يقتل ويطرد شعبا من أرضه أن يكون صاحب حق؟ّ!
وقول ساندرا بان دولة الاحتلال وجدت لتبقى؛ فهذا كذب بواح وصريح لا لبس فيه؛ لان "اسرائيل" وجدت وزرعت بقوة الإرهاب والسلاح؛ بشكل طارئ وغريب، في ظل غفوة من المارد الإسلامي والعربي الكبير، وما بني على باطل فهو باطل وسرعان ما يزول، والجسم الخبيث والطارئ يلفظه الجسم ويطرده خارجا وسريعا؛ فهذه طبيعة الأشياء والحوادث والسنن الكونية؛ التي يرفض الاحتلال الإقرار بها.
مسارعة دولة الاحتلال لبث هكذا أشرطة مصورة؛ هي من قبيل الحرب النفسية، ولن تجديها نفعا، ولن تطيل من عمرها الفاني ولو دقيقة واحدة، والأفضل لليهود هو الاعتراف بخطيئة احتلال فلسطين وإعطاء الفلسطينيين حريتهم،وعودة كل يهودي إلى بلده الأصلي الذي جاء منه؛ وما هم بفاعلون!!!


