حين تتقصّد الفتاة التقرّب من أكثر من شاب واحد في آن، هذا يعني أنها لا تمتلك زمام اتخاذ القرارات في الامور العاطفية. وينجم ذلك عن عدم خبرة ترافقها بساطة في قياس الأمور، وربما طيبة زائدة قد تجعلها ترى في أي تقرّب منها خطوة ايجابية وتسعى الى اعطاء كلّ شخص فرصته في اثبات جدارته للنيل بقلبها. الا أن هذا التصرف لا يمكن ان يتبعه نجاح عاطفي، لا بل انه ينتج ضياعاً وربما خياراً بعدم الدخول في علاقة عاطفية على الاطلاق. وتعكس هذه المسألة نرجسية قد لا تعي الفتاة أنها تعانيها، لأنها لا تسلّم مفاتيح قلبها لأحد، وتفضّل أن تبقى على مسافة واحدة من الجميع وترضي ذاتها من خلال اكتساب أكبر عدد من المعجبين واعتبارهم مجرّد أصدقاء يحظون باحترامها وتقديرها.
وعلى العكس من الفرضية الاولى، قد تتمتع الفتاة التي تعطي فرصة لأشخاصٍ عدّة للتقرب منها بشخصية قويّة، وتمتلك ملامح السيطرة، وعادةً ما تتمتع بميزة القائدة. يختلف الأمر باختلاف نوعيّة طباعها. في حال كان حبّها لذاتها هو ما يدفعها الى هذا القرار، فهذا يعني انها شخصية تمتلك شعبية كبيرة لكنها ليست قائدة. وفي حال كانت خطوتها ناتجة عن خيارٍ عقلي بحت لتوثيق الترابط مع المجتمع، فهذا يعني انها تتمتع بمزايا قيادية. هذا ما يزيد من عديد معجبيها. لكن الذي يجدر ذكره في هذا الاطار، أن هذه المرحلة من حياة الفتاة قد لا تطول، خصوصاً في حال ارتباطها بشكلٍ مبكر. لا بل انها تعتبر محطّة مؤقّتة قد تصادفها في فترة دراستها الجامعية، فتجدها مقرّبة من الجميع، وتحظى باهتمام واحتضان معنوي من قبل الطلاب وتعرفهم جميعاً حتى اولئك الذين لا يشاركونها حصصها الدراسية. وبالتالي فانها قد تشغل منصباً مهما على صعيد الحركات الطلابية او تقود تحرّكاً شبابياً او تنظّم رحلات او تقوم بمشاريع شبابية.
وفي مرحلة ما بعد الزواج، قد تتحوّل الفتاة التي تتمتع بهذه الصفات الى قائدة في عائلتها، وقد تتصرّف من باب السيطرة وامتلاك مفاتيح القرار في حياتها العائلية بشكلٍ دائم. هذا ما قد يصطدم بعراقيل تواجهها في حياتها الزوجية في حال لم يتقبل الزوج أن تزايد على قراراته. ومن الأولويات التي لا بدّ للزوجين المحافظة عليها في هذا السياق، المحافظة على الحوار الدائم بينهما والابتعاد عن المنافسة لنيل لقب القائد. الاتفاق يتم من خلال التشارك في القرارات كافة بدلاً من السعي الى الاحتكار.