خبر : أنا لا أكذب .. و لكني أتجمـــل !! محمد الوحيدي

الإثنين 17 أكتوبر 2016 02:02 م / بتوقيت القدس +2GMT
أنا لا أكذب .. و لكني أتجمـــل !! محمد الوحيدي



حصل خير – قدّر و لطف – الطاسة ضايعة – محدش فاهم ..
تعبيرات كلها تمثل حالة من الإستسلام ، غالباً بدون فهم للتداعيات و الأسباب ، وصبر على النتائج مها بلغت صعوداً أو هبوطاً ، كبراً أو صغراً .. عبارت تعودنا على سماعها ، و من ثم ترديدها منذ نعومة أظفارنا ، و طهارة نوايانا .. أشياء لا نستطيع تفسيرها ، و لا فهما ، فنرحلها إلى ملفات ( الله يخزيك يا شيطان ) ، أو ( المؤامرة ) و غيرها من ملفات التحنيط الفكري ، التبلد الشعوري ، و الإستسلام لأمر واقع ، و لتبريرات أي تبريرات ، من أجل درء تفاقم أو تدهور في حالتنا النفسية ، أو في الأوضاع ، و نستمر في عمليات " الترقيع و الرتق " .. هي ثقافتنا ، للأسف ، أن تسكت المتحرش بها و المغتصبة ، و نسى أو تتناسى ، لتمنع كارثة و قتال و ثار و دماء و فضيحة ، أن لا نصرح بوجع أو مرض ، حتى نمنع فضائح ولا يقال و يعاد في سيرتنا .. و تجد ذات الثقافة ، على مستويت أكبر ، كيانات ، لا تُرى على خريطة العالم ، و تتحكم بنصف العالم ، إن لم يكن بالعالم .. تنظيمات عصابية من المافيوز السياسي و الإقتصادي ، يتحكم في مصائر شعوب و توجهات دول ، و تحالفات عالمية ، بل إن منها من يغير أنظمة و يسقط ممالك .. و بالطبع لا تسمى بإسمها المافيوزي الحقيقي ، بل يتم تجميلها ، بأسماء و ألقاب و مصطلحات مثل ( لوبي ) أو ( تيار فكري ) أو ( طيف سياسي ) و أحياناً يزيد التبجح و يطلق عليها أسماء ذات نكهة وطنية مثل ( المعارضة ) أي والله .. المعارضة ..
و لأن الشعوب – أمثالنا – يا عيني ، ذاكرتهم أصبحت قصيرة ، مجهدة ، لا تحتمل التفكير و تذكر الماضي و تحليلاته و مقارنته بالآني و إستنتاج الآتي .. تحت وطأة الظروف المعيشية و السعي للقمة العيش الذي أنهك الأجساد و العقول ، فباتت لا ترغب بمزيد من الإجهاد و الإنشغال ، و تكتفي بأن تعرف العناوين .. و ترى ما يطفو على السطح ، و فقط .. وهنا ينبري ملوك التسطيح ، و أمراء أقلام "الطرمخة و الصنفرة " .. و يقوموا بعمل الماشطة لتجميل الوجه القبيح .. و يعطون التفسير العملي الواضح لمفهوم " أنا لا أكذب و لكني أتجمل " ، رحمك الله يا أحمد زكي يا فنان ..
وهنا و بصراحة ، لن أخوض كثيراً في تفاصيل ، و تداعيات ، الطريق إلى عين السخنة ، و ما سبقها من نوايا ، و تعبيد طرق ، و تلمس و تحسس ، و فشل في ركوب بعض التلال و القمم ، و سقوط في بعض المنزلقات على الطريق .. ومن ثم و بعد الفورة ( غير المبررة ) و ( المبالغة ) في الهجوم .. كيف يتم النزول عن الشجرة الآن بكل سلاسة و هدوء .. بأقل الخسائر .. فهي أصبحت ، الآن ، مقامة بشكل مستقل ، و مثلها مثل أي ندوة تعقد أو عقدت في أي مكان في العالم و لم ينتبه إليها أحد.. و لم تسفر عن شئ فإطمئنوا ..
( يعني من يقول بهذا كأنه يقول هي فاشلة مثل غيرها من الندوات و الورش و المؤتمرات ، الغرض منها النزهة و الإستجمام لا أكثر و لا أقل ، و التجارة بعنوان كبير ، يتم من خلاله إيجاد طريقة تمويل لتأجير فنادق و قاعات و أكل و شرب و مواصلات و طباعة محاضر و غيرها ... يعني أنا لا أكذب و لكني أتجمل .. ) .. يا سبحان الله ..
أصبحت الآن " مجرد " ندوة .. لا تسمن و لا تغني من جوع .. و هذا أمر مضحك ، أن يسخف اصحاب الشأن نفسه من شأنهم .. و يصفون أنفسهم و ما قاموا به بأنه ( تافه ولا يستحق الإنتباه ) ..
و بالطبع ، يعتمد من يقول بهذا على ذاكرتنا كما اسلفت ، الواهنة ، التي ستنسى كل محاولات الضغط ، و القص و اللصق و إختزال قضية فلسطين ، مرة في معبر على يد هؤلاء وكأن حلم الشعب الفلسطين ليس الإستقلال و لا بناء الدولة و لا القددس ، ولكنه معبر رفح و فقط، و مرة في قضية ( شخص ) .. يراد له أن يقود القطيع كما يتصور راعي البقر في الأتجاه الصحيح ، أتجاه يحدده الكاوبوي نفسه ، ليصل بالبقر إلى ما يريد الكاوبوي ، ليبيع و يشتري أو يذبح أو يفعل م يريد و يحلو له بالأبقار ، فراعي البقر الكاوبوي الكبير، يرى مساحات شاسعة حوله ، ولا يرى فيها إلا الأبقار ، و يحتاج إلى صبيان على أطراف القطعان التي يرعاها ...وهو حر في إختيار صبيانه ، و رعاة أبقاره ..
عموما ، أعتقد أنه من الحكمة الآن ، أن نقول حصل خير ، و نتنمى لكم رحلة سعيدة ، و في نفس الوقت ، نحمد الله ، أننا لسنا أبقاراً ، و لا نحتاج إلى كابوي ولا مساعد كاوبوي ،الحمد لله أن فينا من لا يكذب و لا يتجمل ، و ذاكرته قوية .