خطاب أبو الوليد : تحدث بمثالية عالية في خطابه الأخير وكأن الخطاب وفق #فلسفة المدينة الفاظلة، التي يتنزه مستمعيه عن التجريح والتكبيل وتزوير كلمات الآخر وحملها علي غير معناها، وكأني بأبي الوليد يتكلم كلام المحب للوطن وبخطابه تعفف عن الأخطاء الجسيمة، لمنافس حركته السياسي الذي ما يلبث وأن يتصيد الأخطاء ويجرح الآخر بكل وسائل التجريح والتدليس.
إلا أن حماس صبت اللوم علي نفسها وكأنها هي المخطئة وكأنها هي من ساقت الوضع إلي هذا الحال، إلي أن الأمر غير ذلك فلو تم تقيم مرحلة مضت من حكم حماس سنجد أن حماس تتحمل النسبة الأقل في الخطأ، ومع ذلك حماس قالت (أخطأنا)، وهذا الأمر يحمل الحركة إلا المربع الأوعي ويدخل في أوسع أبواب النضج السياسي دون المبالغة في ذلك، فظروف حماس وواقعها دفعها بالقفز للأمام، والتغلب علي الظلم والجور الذي تتعرض له من جوارها.
ومن هنا يمكن الحديث عن واقع حماس بالآتي: - إن حركة حماس في هذه المرحلة أكثر نظجاَ وأكثر براغماتية. - حماس في مراجعة ومعالجة تاريخ سابق من العمل في الحكم والمقاومة، يظهرها بأنها حركة قادرة علي المزاوجة والإستمرارية والبناء. - بإعتقادي إن حجم الضغط الإقليمي والدولي علي حركة حماس، قوي شكيمتها وأصلب عودها.
- حماس وبعد ذلك تثبتت في الإقليم، وهي في حالة من التعافي من مواقف دفعتها المبادئ علي اتخاذها وأثبتت الثابت والمتغير فيها، وتعلمت من ذي قبل. - حماس أمام مرحلة جديدة تقودها إلي التغير من أعلي إلي أسفل، وربما علت الأصوات في داخل الأروقة التنظيمية إلي حمل الحركة علي ذلك من أجل تطوير أدواتها السياسية والإجتماعية والفكرية بما يتناسب مع وزنها وقوتها علي الأرض، وموقعها في الإقليم المهترء. -
حماس وعبر تاريخ طويل من العمل المقاوم، أثبتت أنها حركة وطنية نهضوية بإمتياز وتقف عند أخطائها. ولكن هنا نقف ونقول علي الامة والشعب ألا يحملوا حماس أكثر مما تطيق فحماس فلسفتها العمل داخل الأرض الفلسطينية من أجل الحرية ونيل الإستقلال، وبالتأكيد بأنها تفتخر بهويتها الإسلامية ومرجعيتها الفكرية، التي لاتجرح في أي من علاقتها مع أحد في الإقليم، فمن يريد أن يحملها فليحملها علي موقعها المتقدم في العمل المقاوم في الساحة الفلسطينية.
" خالد هنية
" باحث في العلاقات الدولية


