خبر : شكراً .. محمــــــــود عبـــاس ! محمد الوحيدي

السبت 01 أكتوبر 2016 12:42 م / بتوقيت القدس +2GMT
شكراً .. محمــــــــود عبـــاس ! محمد الوحيدي



لم أكن أتوقع أن يكون حضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس – أبو مازن لجنازة شمعون بيريز مزلزلاً إلى هذه الدرجة .. محدثاً لكل هذه الضوضاء و الإنفجارات الكونية و الكوارث الطبيعية و غير الطبيعية ، مسبباً أساساً لسقوط النيازك الوطنية و الحرائق القومية ..
لا أَتهَكم ، بِقدر ما أتعجب .. فهل هي المرة الأولى التي نكتشف و يكتشف جهابذة ثورات كوندي ، و سوزان رايس ، على الفيسبوك و تويتر ، أن شمعون بيريز رغم ما إرتكبه من مذابح و مجازر و غدر و قتل و رغم أنه الصهيوني الوحيد – على فكرة إحنا فاكرين إن كلمة صهيوني شتيمة ، مع إنهم بيعتبروها مدح ، زي ما تقول لعربي " يا قومي يا وطني " - - كنت أقول هو الصهيوني الوحيد الذي إستطاع أن يفتح باب مد و دعم و مساندة أوروبية، فرنسة بالذات ، إضافة إلى الأمريكية ،وأن تزود فرنسا إسرائيل باليورانيوم المخصب ، و تمكنها من بناء مفاعل ديمونة في بئر السبع ، المفاعل الأشهر و الأكثر إقلاقاً .. بل و بالطائرات المقاتلة التي كانت سبباً أساسياً في هزيمة العرب في عام 67 .. نعم ، فرنسا .. شارل أبيدو الذي بكيناه ووضعنا صورة و ألوان علمه على بروفايلاتنا ، فرنسا التقدمية ، و الحب و السلام ... نعم فرنسا المبادرة من أجل السلام ، و التي تعاني اليوم من الإرهاب ، وهي أيضاً فرنسا لتي شنت حرباً على مصر مع بريطانيا و إسرائيل عام 56 ، و هي صديقة العرب ، و الفلسطينيين بالذات .. و هي شارل ديغول ، و ديستان الذي بكى ياسر عرفات و الذي أصر أن يقيم له جنازة عسكرية مهيبة في باريس .. اليوم فقط إكتشفنا أن السياسة تناقض ، و أنها لا ثابت فيها إلا المصلحة ؟ و أن لا مبادئ و لا قوانين ضابطة أو حاكمة فيها ، السياسة ليست دين ... اليوم فقط ، إكتشف الناس أن شيمون بيزيز ، بولندي ، و انه مؤسس لحركات إرهابية مسلحة و رفيق درب رابين وديان، و تلميذ نجيب لبن غوريون .. بإختصار ، اليوم فقط عرفنا أن إسرائيل التي أحرقت الأقصى ، ودمرت الأرض تحته و حوله ، و خنقت القدس بالمستوطنات ، و قسمت الحرم الإبراهيمي نصفين ،للمسلمين ولليهود، في مدينة الخيل ، خليل الرحمن ، يبدو أن الكثير سيكشتف اليوم أن مدينة خليل الرحمن ( الخليل ) سميت بهذا نسبة إلى سيدنا إبراهيم عليه الصلاة و السلام ..و المدفون في أرضها عدد من الأنبياء و أزواجهم و ذريتهم .. الرئيس عباس بمشاركته ، أظهر كمية غل و كره و ثورة ، و رفض عربي إسلامي ، لو تم سحبه من إنستاغرام و تويتر و فيسبوك ، و شاشات ما بين القاعدتين وضخه على أرض فلسطين لحررها في ثوان و لأحرق إسرائيل بكل ما لديها من قوة و عتاد ، ولمزق كل الإتفاقات السرية و المعلنة مع دول عربية و مسلمة ، سواء كانت إتفاقات أمنية أو إقتصادية أو سياسية ، أو جميعها معاً ..
محمود عباس – أبو مازن – بمشاركته في جنازة شمعون بيزيز ، ساعدنا على أن نكتشف – يا للهول – أن فلسطين محتلة ، و أننا نعطي الدنية في ديننا ، و في وطنيتنا و قوميتنا لمحتل غاصب عنصري نكد مجرم .. يا للهول مرة أخرى ، و إكتشفنا لأول مرة ، أن هذا العدو ، رسمياً لم يعد عدواً ، منذ الإعتراف المتبادل ، و قبل هذا منذ كامب ديفيد ، و بعد هذا منذ إتفاق هدنة ( وقف الأعمال العدائية ) ، و كله بما يرضي الله !!
محمود عباس بمشاركته في جنازة بيزيز ، أخطأ ، ولكن مرسي برسالته الشهيرة كان يتبع بروتوكولاً او إجراءاً مراسمياً تقليدياً ... و الحفاظ على الإتفاقات من شيم المسلمين و العرب ، و حماية الجار من صفة الكرماء و النبلاء ، و إللي يتجوز أمي أقوله يا عمي .. أما محمود عباس ، فقد كرس إعترافاً ، و أضعف موقفنا أمام عدونا..!! ( ؟؟ أي موقف أضعف و هل هناك أساساً موقف ؟؟ )
و الله إذا كان محمود عباس ، بهذه المشاركة ، قد فجر فينا كل هذه الثورة ، و أمدنا بكل هذه المعلومات عن إسرائيل و قادتها المجرمين ، الذين لا يجب أن نصبر عليهم ساعة بعد الآن ، فشكراً لمحمود عباس ..
و السؤال الواجب طرحه .. ما هو العمل الآن ؟ بعيداً عن صفحات الفيسبوك ، و اللقاءات المدفوعة و المناظرات المرعية في قنوات معروفة و شاشات ذات كثافة عالية !!؟؟
أيها الثائرون ، الغاضبون ، المُكَفِّرون ، المُخوِّنُون ، ماذا أنتم فاعلون ؟