الصلع في العالم العربي يعتبر مشكلة وجودية، وغالباً يتعرض الرجل "الأصلع" إلى سيل من الانتقادات والسخرية. وفي الأمثال الشعبية يأخذ الأصلع حصة الأسد، فيقال: "جبنا الأقرع تيشجعنا كشف عن قرعته وفزعنا"، "لا تصاحب الأقرع ولا تاخذ منه نصيحة لو ربنا يحبه كان خلى دماغه صحيحة". غير أن الدراسات الحديثة تشير ألى أن الصلع قد يكون عامل إثارة وقوة بالنسبة إلى الرجل، فهل فقدان الشعر نعمة أم نقمة لصاحبه؟
الصلع مصدر قلق الرجل العربي
ينتقد الرجل المرأة على إفراطها في الاعتناء بشكلها الخارجي، لكنه بدوره يمضي الكثير من الوقت يتأمل مظهره الخارجي. يتخوف من فقدان بريقه وجاذبيته أمام المرأة التي يحبها، وأكثر ما يقلقه تساقط شعره وخسارته بالكامل،. فذلك ينعكس سلباً على تقييمه لذاته وثقته بنفسه، لأنه يشعر أن الصلع يجعله يبدو أكبر سناً ويفقده شبابه، ما يدفعه إلى اللجوء إلى مراكز متخصصة بزراعة الشعر، ليصبح أكثر جاذبية وأصغر سناً.
يقول مروان (36 عاماً) عن مشكلته مع الصلع: "كنت أصاب بالإحباط في كل مرة أنظر فيها إلى نفسي في المرآة، وألاحظ أن شعري يخفّ إلى أن فقدته بالكامل، وبات موقفي حرجاً أمام أصدقائي، الذين لا يتركون مناسبة إلا ويعايرونني بصلعتي. وأكثر ما يغيظني حين يقومون بمداعبة رأسي والتهكم علي ومناداتي بالأصلع".
بدوره يعاني جورج (40 عاماً) من مشكلة تساقط الشعر، منذ كان في الـ30 من عمره. لجأ إلى استخدام عدة مستحضرات، لكنها كانت كلها غير مجدية. ويكشف كيف أن الإعلانات الموجودة على التلفاز وفي الطرقات أغرته وجعلته يحلم بأن يكون لديه شعر كثيف. فكان ينفق نصف راتبه لشراء أحدث المستحضرات في السوق. ويقول: "كنت كلما سمعت عن مستحضر جديد أذهب فوراً لشرائه، لأكتشف بعدها أن مشكلتي لم تحل. وبعد أن طفح الكيل، قررت أن أتقبل وضعي كما هو لحين أن أتمكن من الذهاب إلى تركيا والخضوع لعملية زرع شعر هناك، إذ قيل لي إن التقنية المتّبعة فعالة جداً كالسحر".
النجوم العرب يحاربون الصلع بالباروكة وزرع الشعر
في حين يلجأ البعض إلى زرع الشعر كحل جذري لمشكلة الصلع، يفضل البعض الآخر الطريقة الأسهل والمضمونة، كاستخدام الشعر المستعار، وقد لجأ عدد من مشاهير السينما والتلفزيون في العالم العربي إلى زرع الشعر أو وضع الشعر المستعار.
في مصر مثلاً عدد كبير من النجوم الذين يرتدون الباروكة في كل إطلالاتهم، ولعلّ أبرزهم الممثل سمير غانم، الذي لا يمكنه التخلي عن شعره المستعار. ويصرح دوماً أنه مستعد لدفع الآلاف لشراء أكثر من باروكة، حتى أنه كشف في السابق عن قيامه بدفع 5 آلاف دولار لشراء باروكة أعجبته.
بدوره قرر الممثل عزت أبو عوف مواجهة مشكلة الصلع من خلال الاستعانة بشعر مستعار. فباتت الباروكة ترافقه في مختلف أعماله باستثناء دوره في فيلم "حسن ومرقص"مع عادل إمام وعمر الشريف، إذ بدا رأسه أصلع.
وبالنسبة إلى الممثل الكوميدي محمد هنيدي، اعترف أنه يعاني من مشكلة الصلع في منتصف رأسه، واتخذ قراراً بعدم الاستغناء عن الشعر المستعار، لا في حياته الخاصة ولا في أعماله الفنية، بالرغم من أن الجمهور يطالبه دوماً بنزع باروكته.
وبما أنّه يتعيّن على الفنان أن يحافظ على شبابه أمام الجمهور، يصبح الصلع أمراً مرفوضاً تماماً، على اعتبار أنه يجعل الفنان يبدو أكبر سناً. من هنا يخضع العديد من الفنانين العرب لعمليات زرع الشعر لاستعادة شبابهم، من بين هؤلاء النجوم الفنان التونسي صابر الرباعي، المطرب المصري محمد فؤاد، الفنان اللبناني عاصي الحلاني والفنان الخليجي ماجد المهندس.
ما العلاقة بين الصلع والمناصب الرفيعة؟
بخلاف الاعتقاد السائد في العالم العربي أن الصلع نقمة لصاحبه، كشفت دراسة جديدة أعدّها "ألفريد مان"، في جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأميركية، أن الرجال "الصلع" يتميزون بالقوة والقدرة على التأثير على من حولهم. بالإضافة إلى كونهم أجدر بالثقة مقارنة مع الرجال الذين يفضلون المحافظة على شعرهم.
فانطلاقاً من تجربته الشخصية، حين قام بحلق شعره تماماً، لاحظ مان أن نظرة الناس تجاهه تبدلت. انكب على دراسة الرابط بين الصلع والقوة، واتّضح له أن الرجل الأصلع أمامه فرص عمل بمركز قيادي أكثر من غيره من الرجال الذين يحافظون على طول شعرهم، نتيجة الخصائص الرجولية التي تظهر جلية عليه. وبحسب ما ورد في صحيفة الغارديان البريطانية، ينظر للرجال الذين يحلقون رؤوسهم بالكامل على أنهم أكثر رجولة وأكثر قدرة على فرض سيطرتهم على محيطهم.
شاركغردننصح الرجل الذي بدأ بفقدان شعره أن يحلق شعره "على الصفر" من دون تردد، إذ اتضح من خلال الدراسات الحديثة أن الصلع ليس مشكلة، بل نعمة
شاركغردلا داعي للتحسر على الشعر الذي خسرته بعد الآن... صلعتك قد تكون مثيرة للنساء
وفي دراسته، قام مان بعرض عدد من الصور لرجال صلع وآخرين بشعر، وطلب من المشاركين أن يسجلوا أرقاماً تصاعدية للصور التي تظهر على ملامح القوة والقدرة على التأثير، بالإضافة إلى أكثر الأشخاص الجديرين بالثقة. وأظهرت الأرقام أن الرجال الصلع احتلوا أعلى المراتب. وكشفت الدراسة أن بعض الصور التي تم إطلاع المشاركين عليها، كانت للأشخاص أنفسهم قبل وبعد حلق رؤوسهم. وأشارت النتائج إلى أن الرجال الصلع يظهرون أطول بنحو 2.5 سنتيمترين، فضلاً عن ظهورهم بمظهر أقوى من صورهم قبل حلق رؤوسهم بنسبة 13%.
وعليه، اعتبر الباحث أن الصلع مرتبط إلى حد وثيق بالقوة والسيطرة، فالرجل الذي يلاحظ أن شعره بدأ يتساقط ويقرر حلقه بالكامل هو رجل شجاع، جريء، مثابر ومصمم على تحسين شكله بشتى الطرق. وأشار إلى أن من يلاحظ الجنود والرياضيين المحترفين وأبطال أفلام الحركة والتشويق، يكتشف أن لديهم قاسماً مشتركاً، هو حلق الرأس، كون تلك الخطوة تضيف على مظهرهم الرجولة، وتجعلهم يظهرون بدور المنقذ.
وبالفعل يبدو أن نظرية مان صحيحة. إذ نلاحظ أن أهم المناصب الرفيعة يحتلها رجال "صلع"، مثل جيف بيزوس، المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أمازون، لويد بلانكفين، رئيس مجلس إدارة غولدمان ساكس، دايموند جون الرئيس التنفيذي لشركو فوبو للملابس العالمية. وفي عالم السياسة هناك عدة شخصيات بارزة اشتهرت بصلعتها، وكان لها كلمتها الفاصلة ودورها القيادي، كوينستون تشرشل، غاندي، لينين، موسوليني، وصولاً إلى برلسكوني وفلاديمير بوتين.
إحلق رأسك لتزيد وسامة وجاذبية
إضافة إلى اعتبار الصلع مصدر قوة وثقة في الحياة المهنية، اتضح أيضاً أنه يزيد الرجل إثارة في عيني المرأة. فأشار العلماء إلى أن الرجال الأصلع أكثر وسامة من غيرهم.
وبطبيعة الحال، يختلف ذوق كل فتاة لناحية اختيار الرجل الأوسم، غير أن المرأة بطبيعتها تحب الرجل الذي يشعرها بالأمان والقوة، من هنا تميل إلى الرجل الأصلع، على اعتبار أنه أكثر رجولة وجاذبية من غيره. ولعل النجوم الذين اتخذوا قراراً جريئاً بحلق رأسهم عززوا هذه النظرية، فمن يشاهد الممثل بروس ويليس مثلاً، لا يمكنه أن يمر على "صلعته" مرور الكرام. وبدوره،يسحر فين ديزل بطلّته الذكورية قلوب النساء، تماماً كالممثل جايسون ستاثام الفخور بـ"صلعته". وفي عالم الرياضة، هنالك عدة رجال عرفوا بجاذبيتهم بسبب رأسهم الأصلع، من بينهم ديفيد بيكهام، الذي حلق شعر رأسه وازداد سحراً وجاذبية. فضلاً عن لاعب التنس أندريه أغاسي واللاعب الفرنسي من أصل جزائري زين الدين زيدان.
وقد حاولت عدة نظريات الكشف عن سرّ العلاقة بين الصلع والجاذبية. فكشف موقع "اكسبرس" عن نظرية تشير إلى أن الرجل الأصلع يجعل المرأة تفكر بأنه شاب جدّي ورصين، وبالتالي ترغب في الإنجاب منه. في حين اعتبرت نظرية ثانية أن غياب الشعر يجعل المرأة تركز فقط على عيني الرجل، وتتواصل معه بشكل أفضل، من دون الالتهاء بأمور أخرى كطول شعره.
حقائق مثيرة عن الرجل الأصلع
الثبات: الرجل الأصلع يبقى بنظر حبيبته هو هو لا يتغير، في حين أن ذلك الذي لديه شعر مثلاً قد ينام بـ"لوك"، ويستيقظ بـ"لوك" مختلف.
أكثر من علاقة جنسية: أوضحت الدراسات العلمية أن الرجل الأصلع لديه معدل تستوستيرون مرتفع، يتسبب بتساقط شعره، إنمايزيد الرغبة الجنسية لديه.
رياضي بامتياز: لا شك أن الشعر الطويل قد يشكل عائقاً أمام ممارسة بعض الرياضات. لذا يفضل الرجل الرياضي أن يحلق رأسه، فضلاً عن أن أفضل الرياضيين من حول العالم يتمتعون برأس أصلع كأندريه أغاسي، مايكل جوردان، شاكيل أونيل...
لصحة أفضل: كشف باحثون في جامعة واشنطن أن الرجل الذي يصلع قبل الـ30 ينخفض لديه احتمال الإصابة بسرطان البروستات.
بالتالي، ننصح الرجل الذي بدأ بفقدان شعره، أن يمسك أداة الحلاقة، ويحلق شعره "على الصفر" من دون خوف أو تردد، إذ اتضح من خلال الدراسات الحديثة أن الصلع لم يعد مشكلة ولا نقمة، بل نعمة.