أكدت صحيفة "الراية" القطرية الصادرة اليوم أن إسرائيل تسعى بكل الوسائل لتدمير أطفال فلسطين، وأطفال قطاع غزة على وجه الخصوص، حتى لا ينشأ جيل ثابت في أرضه ومتمسك بحقوقه، حيث دمرت المدارس وقصفتها بالأسلحة المحرمة دوليا كما تواصل فرض الحصار المطبق على القطاع حارمة الأطفال من أبسط مباهج الحياة وتعرضهم، مع ذويهم، للعقاب الجماعي على جرم لم يرتكبوه.
وأشارت الصحيفة إلى تقرير الأمم المتحدة حول أطفال غزة والذي أظهر أن ربع الأطفال في القطاع لا يزالون بحاجة إلى دعم نفسي واجتماعي لتجاوز مخلفات العدوان الذي شنته إسرائيل على القطاع في صيف عام 2014، قائلة إنه جاء ليمثل دليلاً قاطعاً على ارتكاب الاحتلال جرائم حرب ضد المدنيين في غزة وأن إسرائيل لم ترد من عدوانها على القطاع تدمير البنية التحتية للقطاع وتعذيب الفلسطينيين في الوقت الحالي فقط، وإنما هدفت للقضاء على جيل بأكمله عبر ارتكاب جرائم حرب يندى لها جبين الإنسانية.
وأضافت أنه حينما يتعرض أطفال غزة لمناظر القتل والتدمير ويستمعون لأصوات طائرات الموت ويرون الصواريخ المدمرة تفتك بالقطاع يتولد لدى هؤلاء الأطفال أزمات نفسية هائلة يصعب معهم التأقلم عليها مستقبلاً، وتكون سببا في تعميق معاناتهم.
ولفتت الصحيفة إلى أن كل تلك الممارسات الإجرامية فضحها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، الذي أكد في دراسة له إن العدوان الإسرائيلي على غزة في صيف 2014 خلف آثاراً وتغيرات دائمة في سلوك الأطفال، موضحاً أنه، وبعد مرور عامين على الحرب، لا يزال هناك طفل من بين كلّ 4 أطفال فلسطينيين بحاجة إلى دعم نفسي واجتماعي، ومعالجة آثار الحرب التي شكلت عبئاً ثقيلاً على صحة الأطفال النفسية والعقلية. كما أظهرت الدراسة أن أطفال غزة ما زالوا يعانون من الآثار السلوكية النفسية التي خلفتها الحرب، مثل التبول اللاإرادي، والبكاء. ودعا المكتب الأممي إلى حماية الأطفال من الصراعات، وتوفير الدعم النفسي اللازم لهم، وتلبية احتياجاتهم الصحية والنفسية.
واختتمت "الراية" افتتاحيتها بالقول إن “هذا التقرير يعتبر دليل إدانة واضحا ضد إسرائيل ويستدعي تحركا دوليا لإنصاف ضحايا العدوان الإسرائيلي في غزة وخصوصا من الأطفال كونه صدر عن جهة مستقلة محايدة لا تنحاز لطرف دون آخر وهي الأمم المتحدة بعد تحقيقات مستفيضة وأدلة قاطعة حصلت عليها تؤكد حقيقة جلية وهي أن إسرائيل دولة إرهابية لا تتورع عن توجيه إرهابها لكل فلسطيني وكلنا رأينا ما حدث من دمار فاق الوصف بحق غزة وشعبها فإلى متى هذا التخاذل الدولي الذي يغض الطرف عن الجرائم الإسرائيلية؟”.
