دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، السبت، إلى الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة، ووقف محاولات إسرائيل لتقويض حل الدولتين.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه من المستشار الألماني فريدريك ميرتس، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
وذكرت “وفا” أن الجانبين بحثا خلال الاتصال “آخر التطورات السياسية في فلسطين، خاصة في قطاع غزة والضفة الغربية، وسبل تعزيز الجهود الإقليمية والدولية لوقف الحرب وتحقيق السلام العادل والدائم”.
وجدد عباس التأكيد على ثوابت الموقف الفلسطيني، مشيرًا إلى أن القيادة الفلسطينية “أدانت منذ اللحظة الأولى قتل أو أسر المدنيين، بما في ذلك ما قامت به حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وضرورة انتهاء حكمها في غزة وتسليم سلاحها”.
وكانت حركة حماس قد شنت في 7 أكتوبر 2023 هجومًا على قواعد عسكرية ومستوطَنة بمحاذاة غزة، قتلت وأسرت خلاله إسرائيليين، ردًا على ما وصفته بـ”جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى”.
ودعا عباس إلى “انسحاب إسرائيل الكامل من غزة وفق المرحلة الثانية من خطة الرئيس ترامب”، التي تتضمن 20 بندًا لوقف حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع.
وشنت إسرائيل، بدعم أمريكي، منذ 8 أكتوبر 2023 حرب إبادة على غزة، أسفرت عن أكثر من 70 ألف شهيد وأكثر من 171 ألف جريح فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال.
وكان من المفترض أن تنهي الحرب اتفاقية لوقف إطلاق النار دخلت مرحلتها الأولى حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، لكن إسرائيل خرقتها يوميًا، مما أدى إلى مقتل وإصابة مئات الفلسطينيين، فيما ترفض الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق.
وأضاف عباس: “سبق أن اعترفنا بدولة إسرائيل، وما زلنا ملتزمين بذلك”، مؤكّدًا أن دولة فلسطين “متمسكة بحل الدولتين استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية، لتعيش دولة فلسطين المستقلة إلى جانب دولة إسرائيل في أمن وسلام”.
وأوضح أن “الأولوية الآن هي تنفيذ خطة الرئيس ترامب من أجل وقف الحرب ووقف نزيف الدم، وتخفيف معاناة شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، ومنع التهجير القسري”.
كما رحب بقرار مجلس الأمن رقم 2803 الصادر في 17 نوفمبر 2025، الذي اعتمد خطة ترامب بشأن غزة.
وينص القرار على “تشكيل هيئة إدارية انتقالية ذات شخصية قانونية دولية تتولى وضع إطار العمل وتنسيق التمويل لإعادة تنمية غزة وفقًا للخطة الشاملة”.
وشدّد عباس على أن “الخطوة التالية يجب أن تتمثل في تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة، التي تقوم على تسليم سلاح حماس والفصائل للدولة الفلسطينية، وانسحاب إسرائيل الكامل من قطاع غزة”.
وأشار إلى أن هذه الإجراءات ستمهّد الطريق لاستكمال تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي، والانطلاق في عملية إعادة إعمار القطاع بشكل منظّم وفعّال.
وفيما يتعلق بالضفة الغربية، أكد عباس للمستشار الألماني “ضرورة اتخاذ خطوات لوقف تقويض حل الدولتين”.
وأوضح أن من بين هذه الخطوات “وقف عنف المستوطنين والتوسع الاستيطاني وسياسة الضم، والإفراج عن أموال المقاصة الفلسطينية المحتجزة لدى إسرائيل، لما لذلك من تأثير بالغ على الحكومة الفلسطينية ويعيقها عن القيام بالتزاماتها”.
وأكد عباس حرصه على العمل مع ألمانيا ومع المستشار ميرتس شخصيًا من أجل تحقيق السلام العادل والدائم، مشدّدًا على أن “لا بديل عن السلام بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي”.
وتزامنت هذه التصريحات مع استمرار اعتداءات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة الغربية، والتي أسفرت عن استشهاد 1088 فلسطينيًا، وإصابة نحو 11 ألفًا، واعتقال أكثر من 21 ألفًا، وفق أرقام رسمية فلسطينية.


