تل ابيب سماحذرت وسائل إعلام عبرية، الأربعاء، من أن مشاكل مالية قد تؤدي إلى توقف البناء في مشروع العائق الذكي الذي يفترض أن يحيط قطاع غزة بالكامل.
ويتضمن العائق معدات تكنولوجية وهندسية متطورة، للكشف عن الأنشطة التي تتم تحت وفوق سطح الأرض، ويفترض أن يتمّ الانتهاء منه بعد عامين، بهدف مواجهة مخاطر الأنفاق.
وبحسب مصادر، فإن الزخم الذي يشهده المشروع، والذي كشف عنه النقاب في نيسان/ أبريل الماضي، يأتي بهدف وضع حلول لمواجهة إمكانية تسلل عناصر من حركة حماس عبر الأنفاق الحدودية، ومن ثم توفير الحماية لسكان المستوطنات المحيطة بالقطاع.
كمين الموت
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن ضابط كبير بالجيش الإسرائيلي، أن حركة حماس، عقب الإنتهاء من بناء العائق الذكي “ستكتشف أنها تنصب لنفسها في الواقع كمين الموت” على حد وصفه، مضيفًا أن الجدول الزمني للانتهاء من المشروع الذي تبلغ كلفته ملياري شيكل يفترض أن يكون بعد عامين، أي في نيسان/ أبريل 2018.
ومع ذلك، أشارت الصحيفة عبر موقعها الإلكتروني إلى أن ثمة مخاوف من توقف المشروع الذي وصفته بالمهم، لا سيما وأن موازنة 2017 – 2018 لم تضع في الاعتبار أية مخصصات مالية لصالح استكماله.
عقبات أمام المشروع
ونقلت عن عضو الكنيست حاييم يلين، النائب عن حزب هناك مستقبل الوسطي الليبرالي، المحسوب على جناح المعارضة، أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو كان قد وعد بألاّ تشكل الموازنة الخاصة بالمشروع إشكالية أو قيد يحول دون تنفيذه، مضيفًا أن نتنياهو ملزم بتنفيذ وعده.
وحذر النائب الذي يفترض أنه يقطن مستوطنة قريبة من السياج الأمني الحدودي بين إسرائيل وقطاع غزة، أن “تقطيع ميزانية العائق سوف تتسبب في مضاعفة الكلفة المالية للبناء، ما قد يهدد بتوقف المشروع برمته”.
عائق ذكي
وأعلنت إسرائيل قبل قرابة 5 أشهر البدء في بناء جدار يحيط قطاع غزة بالكامل، وأشارت إلى أن الجدار الذي يوصف بـ العائق الذكي سوف يشكل استجابة أمام خطر أنفاق حماس الحدودية.
ونوهت مصادر مطلعة أنه في أعقاب الكشف عن أحد أطول الأنفاق الحدودية بين القطاع وإسرائيل، بدأ الجيش الإسرائيلي في تكثيف عملياته بهدف تنفيذ المشروع المشار إليه، لافتة إلى أن المؤسسة العسكرية قررت أن يتمّ الانتهاء منه بعد عامين تقريبًا.
ولفتت إلى أن المشروع كان معطلًا منذ فترة طويلة، وأنه عقب كشف النفق الأطول في آذار/ مارس، بدأت تلك الخطة ترى النور، على أمل أن توفر استجابة لحزمة من التهديدات التي تشكلها الفصائل الفلسطينية في غزة، سواء فوق أو تحت الأرض.
وواجه مشروع العائق الذكي العام الماضي أزمة كبيرة أدت إلى تجميده مؤقتًا، تتعلق بالمخصصات المالية، في ظل تنفيذ الاحتلال مشاريع أخرى مماثلة إلى حد ما، منها مشروع السياج الأمني على الحدود الأردنية.
وقررت حكومة الاحتلال في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي عدم تضمين مخصصات الجدار المحيط بقطاع غزة ضمن الموازنة العامة، ولكنها نجحت مؤخرًا في توفير ميزانية خاصة لبناء هذا العائق.
استثمار أمريكي
كانت مصادر أمنية إسرائيلية قد أكّدت أن الولايات المتحدة الأمريكية تتجه إلى ضخ المزيد من الاستثمارات لصالح الجيش الإسرائيلي لتطوير نظم الكشف عن الأنفاق الحدودية، وأن بعض النظم الإلكترونية التي أنتجتها شركات أمريكية نصبت بالفعل في مناطق متاخمة لقطاع غزة، بيد أن الاعتبارات الاقتصادية تحول حتى الآن دون تغطية المناطق الحدودية بالكامل.
وأضافت أن الخطوة التالية في تطوير نظم الكشف عن الأنفاق الحدودية ستشمل قيام الولايات المتحدة بضخ 120 مليون دولار إضافية لتطوير وإنتاج نظم الكشف، فيما ستضخ المؤسسة العسكرية الإسرائيلية مبلغًا مماثلاً ضمن مشروع مشترك هدفه مكافحة هذه الظاهرة.
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن مصدر كبير بجيش الاحتلال أن النظم التي يجري إنتاجها حاليًا تتيح الكشف عن عمليات الحفر على مسافة عشرات الأمتار، ولكنها لم تثبت بعد فاعليتها الكاملة، كما أن الاعتبارات الاقتصادية حالت دون نشرها على إمتداد السياج الفاصل بين إسرائيل وقطاع غزة، متوقعًا أن تتيح الاستثمارات الأمريكية الجديدة المضي بوتيرة متسارعة في تطوير وإنتاج نظم كشف الأنفاق، بحيث يمكن نشرها حول قطاع غزة بالكامل.