وقال دحلان، عبر تدوينة مطولة له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، صباح اليوم الثلاثاء، «نحن شعب موحد راسخ الوجدان، و لن نكون يوماً اعراقاً وطوائف ، وحدتنا كانت دوماً وستبقى عصية على طغيان الاحتلال، ولا يهمنا محاولات الساعين الى زرع بذرة شاذة وخبيثة في نسيجنا الوطني، فلن نسمح لهم بتفتيت لحمتنا الوطنية، لأننا شعب يدرك معنى و منعة الوحدة بعمق، كما نعرف كارثة التفتت بإدراك أعمق، ومن يسعى إلى غير ذلك بتعمد او بإدعاء "زلة لسان"، فلن يلقى من شعبنا إلا الإستهجان والمهانة، أما نحن، فلنا حقا أن نفخر بإرثنا الروحي و تقاليدنا الوطنية، لأننا نحترم أجراس الكنائس الفلسطينية حين تقرع، تماماً كما نحترم صوت آذان المساجد و الجوامع».
وأضاف النائب بالمجلس التشريعي: «سجلنا الوطني حافل ببطولات وشموخ قادة من فلسطين آمنا بنضالاتهم ومواقفهم دون أن نسأل يوما عن مذاهبهم وأديانهم، فمن منا ينسى الموقف الأخلاقي الخالد للراحل الدكتور جورج حبش حين وقف في المجلس الوطني بالجزائر مشبوك اليد مع زعيمنا الراحل أبو عمار و هو يهتف و قد غلبته الدموع " وحدة وحدة حتى النصر" ، و من منا فكر للحظة واحدة بجذور المناضل و القائد الكبير نايف حواتمة قبل أن يقبل ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية ، برنامج الدولة الفلسطينية المستقلة حيث لعب " أبو النوف " دورا محوريا في صياغته و تثبيته، ومن يستطيع أن يتطاول على وطنية وإيمان القائد وديع حداد، أولم يكن كل أولئك الرجال بشجاعة وإقدام عيسى العوام، نعم طبعا كانوا كذلك، ومن بعدهم أبناؤهم وأحفادهم أيضا».
وأردف دحلان «أخيراً، من أراد لأسباب مصلحية او إنتهازية، أن ينسى أو يهمش مواقف وقناعات الراحل أبو عمار، وإيمانه العميق بوحدة هذا الشعب فذلك شأنه، وليس علينا الا الذكرى لعلها تنفع، فأبواب الفاتيكان بكل عصوره ظلت مشرعة دوماً أمام الراحل العزيز، لاقتناع الصرح البابوي العظيم بأن ياسر عرفات يمثل شعباً موحداً متراصاً، وتلك كانت تماماً مواقف الكنائس الشرقية و العربية رغم تعدديتها و تنوعها، فلقد كان أبو عمار زائرا محببا في ضيافة قداسة الانباء شنودة و قادة الكنيسة المرقصية، والسر في ذلك لم يكن الجهد الاستثنائي لابو عمار وحده، بل كان ايضا بحكم اقتناع ورسائل الكنائس الفلسطينية الدائمة الى صرح الفاتيكان، وإلى صروح الكنائس الشرقية والعربية بكل تنوعاتها، لقد قالوا دوما عرفات هو زعيمنا الحقيقي ويمثلنا خير تمثيل».
واختتم القيادي دحلان تدوينته قائلاً «من أراد أن ينسى أرث النبي المصطفى فذلك ليس شأنه وحده ، لأن ذاك سيكون شأن المولى عزوجل معه حين لا ينفع جاه زائل او سطوة سلطان جائر ، أما أنا ، فأني فخور بأني ولدت و عشت على أرض فلسطين وطنا علمني الحب و الاحترام كما علمني الكفاح الشاق و تقبل كلفة القتال من أجل الحرية و الاستقلال ، وطن علمني كيف أقول لصديقي و جاري العزيز في السجن بحب و إحترام و إقتناع (عيد ميلاد مجيد و ميري كريسماس يا عيسى) ، و كنت أسعد أكثر حين يقول لي رفيقي السجين بنفس الحب و الاحترام (عيد مبارك يا محمد)».