- رفض العديد من سكان غزة اتهامات اسرائيل لمحمد الحلبي المسؤول في غزة عن منظمة "وورلد فيجن" الخيرية بتحويل ملايين الدولارات لحركة حماس، وهو ما سبق ان شككت به المنظمة نفسها.
وقال رجل الاعمال الفلسطيني صقر العطار وهو جالس في مكتبه في غزة وهو يتحدث عن الحلبي "بالكاد اتذكر شكله. قد اكون التقيت به مرة، حتى انني لا اعرف رقم هاتفه".
وتتهم اسرائيل الحلبي بالاستفادة من موقعه على رأس منظمة "وورلد فيجن" في قطاع غزة لتحويل ملايين الدولارات من اموال هذه المنظمة الى حركة حماس.
وعندما اعتقلت اسرائيل الحلبي في آب/اغسطس اتهمته عبر الاعلام بانه كان يختلس سنويا 7،2 ملايين دولار من اموال المنظمة لتحويلها الى حركة حماس. الا ان هذا الرقم لم يرد لاحقا في القرار الاتهامي.
ومع قرار اسرائيل اجراء محاكمة مغلقة للحلبي ازدادت شكوك العاملين في القطاع الانساني في غزة في جدية الاتهامات الموجهة اليه.
وقالت محامية الحلبي انها قد تدخل السجن في حال ناقشت مع وسائل الاعلام التهم الموجهة الى وكيلها.
وقال ايمانويل نحشون المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية لوكالة فرانس برس "ان الدلائل تقدم الى المحكمة حيث تدرس ولا تقدم الى وسائل الاعلام".
وتعتبر اسرائيل ان حالة الحلبي وحالة موظف آخر يعمل مع الامم المتحدة في المجال الانساني، "تؤكدان ان حماس تستغل بشكل منتظم برامج المساعدات للقطاع".
ويتحدر الحلبي من عائلة غزاوية معروفة وسبق ان صنف بين "الابطال الانسانيين" خلال حملة قامت بها الامم المتحدة عام 2014 . وهو دار حول العالم في اطار عمله مع "وورلد فيجن" ويتكلم الانكليزية بطلاقة.
وشككت "وورلد فيجن" بالاتهامات الاسرائيلية مؤكدة ان لديها آليات رقابة فاعلة تمنع اي اختلاس.
وكانت هذه المنظمة غير الحكومية استعانت سابقا بمحقق خارجي بعد ان قام احد المحاسبين العاملين لديها بتوجيه اتهامات الى الحلبي باقامة علاقات مع حماس، حسب ما قال مصدر في "وورلد فيجن". واكد هذا المصدر ان التحقيق لم يكشف عن اي تصرف غير قانوني للحلبي.
وتوضح عائلة الحلبي ان هذا المحاسب الذي صرف من المنظمة عام 2015 غادر قطاع غزة وبات اليوم شاهد اثبات.
وقال رئيس منظمة "وورلد فيجن" في العالم كيفن جينكينز انه "من الصعب مطابقة الاتهامات" الموجهة الى الحلبي مع الوقائع.
وهو يؤكد ان اي مبلغ يتجاوز الثمانين دولارا يتطلب توقيعين، والمبلغ الذي يتجاوز 15 الف دولار لا بد ان يحظى بموافقة مكتب المنظمة في القدس.
كما اجرت الحكومتان الالمانية والاسترالية تحقيقات لان هذين البلدين من الدول المانحة، من دون ان تؤدي هذه التحقيقات الى العثور على اي ادلة تؤكد الاتهامات الموجهة الى الحلبي.
وتؤكد "وورلد فيجن" ان مشاريعها اتاحت العام الماضي مساعدة 40 الف طفل في غزة.
ومن بين التهم الموجهة الى الحلبي تضخيم فواتير شركات فلسطينية تتعامل مع "وورلد فيجن" مثل شركة صقر العطار الزراعية. وتقول اسرائيل ان الحلبي كان يدفع الى حماس الفارق بين السعر الفعلي والسعر الوهمي.
الا ان العطار يؤكد انها اتهامات لا اساس لها لانه يتفاوض مباشرة مع مكتب المنظمة في القدس وليس مع مكتبها في غزة في العقود التي توقع معها، حسب ما قال لوكالة فرانس برس.
وقال العطار الذي لم توجه له اي تهمة، "من بين كل المنظمات الدولية في غزة، قد تكون وورلد فيجن هي التي عملت معها الاقل".
وتتهم اسرائيل الحلبي بانه وظف شخصا في منظمة "سيف ذي تشلدرن" مقابل انضمامه الى حماس.
الا ان اصدقاء لهذا الموظف يدحضون هذه التهمة موضحين ان شقيقته واربعة اخرين من عائلته قتلوا عام 2009 على ايدي عناصر من حماس خلال الهجوم على مسجد سلفي. والموظف هذا هو بالتالي مناهض لحماس.
ويؤكد مستفيدون من مساعدات "وورلد فيجن" في قطاع غزة ان لدى هذه المنظمة آلية مراقبة دقيقة جدا تمنع حصول تجاوزات.
ويقول ايمن صبح المزارع الذي يعمل قرب الحدود مع اسرائيل وسبق ان تلقى مساعدة بعد تدمير حقوله خلال حرب العام 2014 "انهم يدققون بكل زاوية ويتحققون من كل الخيم البلاستيكية، ما جعلني اضيق ذرعا بتصرفاتهم".