لم يكن فقط بكاء عمرو في الساعة الثانية بعد منتصف الليل هو وحده ما قض مضجعي وجعلها ليلة عصية على النوم. لكن ما قرأته حول سيدة أمريكية (بيتسي دافيس، ٤١ عام) التي قامت بدعوةثلاثين من اصدقائها المقربين الى حفلة "انتحارها"... نعم دعت جمعا من اصدقائها وكتبت لهم في الدعوة بكل وضوح انها ترغب في صحبتهم لها ومساعدتها على ان تطلق جسدها حرا بعد ان قيده مرض اصاب اعصابها وساء معه حالها لما يقارب الشلل. طلبت منهم بكل وضوع عدم البكاء أمامهاـ وفعلا كان لها ما ارادت، فالصور التي التقطها المدعوون لحفل " الانتحار" كانت تشي بأن كل من حضر استمتع، وإن كان ظاهريا، بوقت جميل. حيث يقول اصدقأئها بأنهم قضو وقتا ممتعا في تناول البيتزا والمشروبات. ليس من السهل تخيل التباس المشاعر لديهم، فكيف لبشر ان يجمع رهبة الموت بمتع الحياة في آن واحد دون التباس.
وهنا لا أقف في موقع إطلاق الأحكام، فبيتسي قامت بذلك بعد شهرين من سريان قانون في ولاية كاليفورنيا مكان سكناها، يشرع للمرضى ان يختاروا الموت طوعا ان ارادو ذلك. تقول اختها للصحفيين بأنه وبعد ان قضت اختها يومين بصحبة اصدقائها انتقلت لمكان مجاور للبيت حيث قام طبيبها بحقنها بتركيبة دواء جعلتها تدخل في كوما ومن ثم تفارق الحياة بعد اربع ساعات.
الحياة هبة من الله، حتى في احلك أوقاتها وأشدها... والإنسان في لحظة الالم والمرض يكون ضعيفا ولا تكون قراراته مبنية على منطق اوتفكير سليم. وأخيرا من قال بان المعجزات لا تحدث وان الله لا يقدر ان يبعث الحياة في جسد أرهقه المرض...
يتخيل لي كم الالم الذي يعتصر والدين اصاب طفليهما مرض عضال ووقفا امام قرار مشابه، ايكون من السهولة لهما "اطلاق جسد" طفلهما حرا كما يرى مناصري "القتل الرحيم" ام ينعموا بمشاطرته انفاس الحياة وان كان ذلك على مضض من الالم والحرن.
كم من تشخيص طبي كان خاطئ، كم من طبيب ارتكب خطا أودى بحياة إنسان، الحياة اثمن من ان يهزمنا بها مرض او نقنط فيها من رحمة الله وقدرته.
شفى الله مرضانا جميعا وحفظ علينا وعليكم تاج الصحة ودوام العافية.
ميساء جيوسي


