كتبنا في مقال سابق بعد فشل الانقلاب على الرئيس التركي، رجب أردوغان بأنّنا نحترم رأي واختيار الشعب، وتصميمه على المحافظة على الديمقراطيّة.
أردوغان إنسان يخطئ ويصيب، وعمل الكثير لأجل شعبه، ورغم أنّنا أشدنا بفشل الانقلاب ووقوف الشارع التركي بجانب رئيسهم المنتخب، لكن هذا لا يعني أنّنا نؤيد استغلال الدين والأنبياء في هذه المعارك السياسية البحتة.
قام خطيب وإمام مسجد عمر مكرم بمصر، الشيخ مظهر شاهين، بانتقاد مفتي أنقرة الشيخ “مفعل هوزلي”، وذلك في مداخلة هاتفية في برنامج “خط أحمر”، على قناة “الحدث اليوم”، والذي يقدّمه الإعلامي محمد موسى، بعدما قال المفتي إنّ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، جاءه في المنام، ليوصي شعب تركيا بالالتفاف حول أردوغان.
الشيخ مظهر استغرب لماذا اختار الرسول عليه السلام مفتي أنقرة بالذات ليبلغه هذه الرسالة، ولماذا لم يظهر للسلطان عبد الحميد عندما كان مصطفى أتاتورك متخبّطا في تحويل الدولة من إسلامية إلى علمانية، ولماذا لم يأت لأنصار الرئيس جمال عبد الناصر في حرب أل1967، أو لأنصار الراحل صدام حسين قبل تدمير العراق، أو لأنصار الرئيس بشار الأسد”.
لسنا بصدد الدفاع عن أقوال المفتي أو إنكارها، لكنّنا نتساءل لماذا وبهذا الوقت تحديدا ظهر له الرسول في المنام؟ وليس قبل ذلك ليحذره مثلا من وجود انقلاب، وبذلك يحقن دماء مئات المواطنين الذين خرجوا رافضين للانقلاب.
تُذكّرنا شعبية أردوغان ودفاع الكثيرين عنه بكل ما أوتوا من قوّة، بشعبية الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، وبعشق الفلسطينيين له، أبان إطلاقه الصواريخ على “إسرائيل”، كيف كان الناس يُؤكدون لنا أنّهم شاهدوا صورة “أبو عدي” على سطح القمر.
وأخيرًا فإنّ انتقاد إعلام مصر لأقوال مفتي أنقرة، هذا لا يعفهم من انتقادنا، عندما قالوا في العديد من الفضائيات المصريّة إنّ السيسي رسولا بعثه الله، وبعضهم نسبه إلى آل البيت، واعتبروا أنّ من عصوه فقد عصوا الرسول.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،


