خبر : العيد .. والأوراق والحديد !! ...معين شلولة

الخميس 07 يوليو 2016 03:13 م / بتوقيت القدس +2GMT



ثمة يوم جميل .. اسمه عيد الفطر المبارك .. لن أضن على نفسي فيه بالفرح !

وآمل أن يكون تشويهه أقل .. أن يتم الابتعاد عن تحويله إلى حلبة بين الجيوب والعيوووون .. بينما الحكم الأخرس هي الأوراق التى تذهب لاحقا ..

إنني إذ آسف بشدة للإشارة ولو من بعيد .. لأزمات الرجال المالية والمعنوية بعد ساعات .. إلا أنني آمل انه حين تدق الأبواب .. أن تحملق الاسرة في وجوه الزوار بدلا من بحلقتها في الأيادي .. أن تحبهم وتحترمهم .. فهؤلاء مدفوعون بالعيد السعيد .. جاؤوكم من كل حدب وصوب حبا فيكم .. آملين أن لا يتم آحراجهم ..

وقد يتعلق الأمر بالغنى والفقر و فاعليتهما بالموضوع .. لكنه أيضا وبقوة .. يتعلق بشروط نفسية ومستويات مشاعر وإدراك ورقي .. و يتعلق بالأمل وزهو الملبس وإعادة حب الحياة بعيدا عن الجهل والمنغصات والمخاوف والخجل والحرج .. يريد الرجل أن يذهب إلى بيت أخته وابنتها .. وعمته وخالته وابنته .. وهو يشعر بحنين صاف وراق يعبر عن عيد .. لا عن ورق ولا حتى عن حديد ..

كانت أجمل اعيادي .. قبل أن أصير منتجا ويصير لي جيب .. كن كلهن بلا استثناء يحببن حضوري ويكبرنه ويحركن روحي وقلبي أعلى .. أما اليوم فالجيوب .. ملأتنا وأعيادنا بالعيوب .. الأمر سهل .. يسير .. انسيابي .. عذب .. إنه في مجموعه عيد .. عيد وزيد !!

اخيرا .. يتها المرأة السيدة .. يتها الماجدة .. يتها الأكبر من كل عاهات التراث وزوائده المنحطة .. أحببت ان أخبرك أن واحدا أو اثنين من إخوتك الرائعين على الأقل .. قد لا يمر اليوم عليك لتهنئتك بالعيد .. حيث سيكون مشغولا بضيف عادي في مثل هذا اليوم اسمه الحرج .. - وأنت وذوقك بأه - إنني أسأل كل سيدة : " ما هو الأرفع والأرقى والأسمى والأهم لك .. أن يزورك رجالك وأشقاؤك لأهميتك .. أم لأهمية العيدية عندك ؟؟ " .. أقول ذلك وأنا أعلم أن نساءا كثيرات .. صرن مع تفكيك العيد ومضامينه ودلالاته يرفضن داخلهن ما يجري فيه .. خاصة أنه يشتمل على شبهة نفسية تدور حول يد سفلى يريدها الذكور العدوانيون هكذا وربما يهدفون من خلالها لوصم شقائق الرجال بشيء من الدونية .. وهو ما لا يمكن أن يخفى عليهن ..

إحداهن أخبرتني أنها موظفة وحالها جيدة جدا .. وقلقة بشأن أخيها شقيقها العاطل عن العمل .. الذي يبدو انه يستدين كل عيد ؛ ليطرق على بابها و" يده ممتلئة " !! ذلك الرجل هو حكاية كثيرين غيره في هذه البلدة الفقراء أهلها ..

إنني لا أعرف عيدا واحدا في الكرة الأرضية .. ومهما كانت خلفيته وطبيعته ؛ يتضمن أن يخشاه الناس .. أو يكون فيه فرح فئة على حساب مخاوف وحرج فئة .." مالكم .. كيف تحكمون !! " .. وهل يعني أن أكون رجلا مثاليا .. أن أعود نهاية اليوم الأول من العيد وقد دفعت كامل المستحقات لما قرره حظي من اعداد رحمي ..!

إن عيد الفطر عيد ديني .. هذه حقيقة !! فلماذا نفصله بتراثياتنا وعاداتنا الحمقاء عما ورد فيه سنة أو فرضا .. هل بوسعنا مثلا أن نلعب بالصلاة المفروضة .. لماذا إذن نلعب بيوم من أيام الله ..!؟

دمتم ..

كل عام ونحن بألف ألف خير أيها الأحبة