خبر : هل انتهى دور سلطة عباس اسرائيليا؟!! صابر عارف

الأربعاء 06 يوليو 2016 07:43 ص / بتوقيت القدس +2GMT






كال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، غلعاد إردان، اتهامات لمحمود عبّاس بتأجيج الأوضاع في الضفة الغربيّة المحتلة، خلال مقابلة أجراها مع برنامج ‘واجه الصحافة’ على القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، مساء السبت الماضي وطالب بتقييد تحركاته، والتوقّف عن التطرّق إليه كشخص مهم ، كما صدر عن مكتب رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو بيان مقتضب قال فيه إن الرئيس ابا مازن كشف عن وجهه الحقيقي، وذلك ردا على خطاب الأخير امام مجلس الاتحاد الاوروبي . واتهمه بانه من ينشر فرية الدم ،، .
طيلة السنوات القليلة الماضية من حكم محمود عباس لسلطته المسماة بالسلطة الفلسطينية والبعض يمعن بالتزوير والتزويق ويسميها بالسلطة الوطنية الفلسطينية ، ونحن نسمع من وقت لآخر تصريحات اسرائيلية منتقدة لسياسات وأداء اببي مازن تصدر عن مستويات اسرائيلية مختلفة شارك فيها رئيسا الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو والسابق ارئيل شارون ، وكان الطابع العام الواضح والجلي بان هدف هذه التصريحات هو الابتزاز السياسي والأمني ، ولحصد المزيد من التنازلات الفلسطينية ، ولضمان تنفيذ المهام الموكلة لعباس وسلطته بدقة متناهية ، وليدرك في كل لحظة انه تحت رقابة المايكروسكوب الإسرائيلي ، ولتاكيد الطابع الهجومي للسياسة الإسرائيلية عسكرية كانت ام سياسية ام اعلامية او دبلوماسية . ولن اذهب بعيدا للقول بما يتنافي وموضوعيتي والعلمية والمهنية التي اعتز بهما.. للقول بانها تدخل في سياسة التعليب والتصنيع التي تعتمدها اسرائيل كسياسة رسمية ممنهجة لصناعة وتتسويق وتزويق الزعامات المعلبة ،وعندنا منهم الكثير ولهذه السياسة علمها وفنها وسفالاتها التي قد تبدا بالعصفرة المعروفة داخل السجون ، وليس كل من يقف ويتقدم صفوف المصلين هم الاكثر صدقا وايمانا .
رفع وتيرة تصريحات الاسبوع الماضي الاسرائيلية قليلا ، لفتت الأنظار وذهب كل بها لمذهبه ، وتباينت الآراء بصددها وتناقضت ما بين من استغلها ليجعل من أبي مازن بطلا قوميا ومنقذا تاريخيا واسدا جسورا في الدفاع عن حقوق شعبه ووطنه ، وهو ليس كذلك ابدا ، وقارن الحملة ضده بالحملة التي شنت على القائد الخالد ابو عمار عشية دس السم له بايد فلسطينية ، وطالب بضرورة التمسك بسياساته التي ،، يحشرون ،، بها ومن خلالها اسرائيل بالزاوية ، كما يقولون وبئس ما يقولون ويطالبون ، فها نحن نراها من كثرة الحشر تنفجر نموا وتوسعا في الخليج والجزيرة العربية وقاهرة المعز !!! . وذهب البعض من هذه الفئة للقول بان هذه الحملة ما هي الا تمهيد للتخلص من عباس ومن سلطتة !!! . ومن جهة اخرى هناك من روج لها على انها تلميع لخائن وعميل انتهى دوره وكبوه ، كما هي سياسة الاستعمار والمحتل تاريخيا مع الخونة والعملاء بعد استنفاذ دورهم وهو ليس كذلك ايضا ، مع انه بسياسته وبالطريقة التي يعمل بها يحقق وبشكل مباشر لا يقبل التاويل المصالح الاسرائيلية بنسبة عالية جدا جدا ، وهذا نقاش طويل طالما تحدثنا وكتبنا عنه . وحتى لا نذهب بعيدا بالتطرف يمينا او يسارا في تفسير حملة اليوم ،وخاصة فيما يتعلق بصلاحية عباس وسلطته وبما يشيع الناطقين الاعلاميين باسم حركة فتح من ان سلطتهم مستهدفة من الاحتلال ، الامر الذي يفرض علينا حمايتها والالتفاف حولها حتى لا نتساوق مع الاحتلال الذين يحذرون كذبا من موآمرة روابط القرى او موآمرة الوصاية كما قال احدهم أسامه القواسمي .
وحتى نضع الأمور في نصابها الحقيقي والطبيعي لا بد من التذكير والتاكيد عل الحقائق والمعطيات التالية ::
اولا : لا تختلف الحملة هذه كثيرا عن سابقاتها الا في بعض الكلمات الجديدة كالقول بان عهد ابو مازن قد ولى ، فطالما وصف نتنياهو ابو مازن بالارهابي وانه ليس شريكا ، لانه لم يدن مايسميه بجرائم الحرب والارهاب الفلسطيني . وكلنا يتذكر ما كان يقوله افغدور ليبرمان وزير حربهم الذي كان وزيرا للخارجية ، وبامكاننا رصد وتسجيل عشرات التصريحات والمواقف المماثلة السابقة .
ثانيا : ليس كل تصريح لمسؤول ما اسرائيلي ، يعني انه يعبر وبدقة عن سياسة المؤسسة التي ينتمي اليها ، فعادة ما يعبر عن ذلك رئيس المؤسسة او الناطق الرسمي باسمها .
ثالثا : ان المحصلة النهائية لتقييم دور عباس واجهزته ، يتبدى جليا واضحا عبر عشرات بل ومئات التصريحات والدراسات التي تصدر عن قادة العدو وخاصة أجهزته الأمنية والاسنخبارية التي طالما أشادت بدورهم طيلة السنوات الماضية وآخرها ما صدر عن مؤتمر هرتسيليا الأمني بامنياز ، والأشهر والأخطر من بين المؤتمرات الدولية .
رابعا : سلطة عباس هي محصلة ووليدة اتفاق اوسلو الذي يتمسك به طرفا المعادلة بقوة متبادلة ، ويحتضنه وضع دولي تقوده الولايات المتحدة الامريكية الأقوى وموقف عربي يزداد اندلاقا على العدو الصهيوني يوما بعد آخر .
خامسا : ما زالت السلطة القائمة في الموقع الذي تاسست من اجله وهي تعبير صادق ودقيق عن المصالح المشتركة والمتبادلة التي نشات بين طرفي المعادلة ، الاسرائيلي الممول بكسر الواو باموال غيره والحارس الفلسطيني الممول بفتح الواو ، وكل منهم أحرص من الآخر على استمرار الصيغة والوضعية القائمة على ما هي عليه ، ويعرف كل حدوده وحدود مناورته التي يلعب فيها ، ويطلق العنان لتصريحاته وحملاته ان كانت امام البرلمان الاوروبي او ساحات الكنيست الصهيوني ، وباختصار فانه متروك لكل منهما الحق في الاستهلاك المحلي بهذه التصريحات والمزايدات وبدغدغة العواطف الشعوبية عند كل منهما ، انها لعبة السياسة القذرة وليس كل سياسية قذرة .
من كل ما سبق يتاكد لنا بان لا جديد في هذه الجولة الاستعراضية يتجاوز الاهداف آنفة الذكر ، ولا شيء يدعونا للإلتفاف حول ابو مازن كما تطالب حركته ، بعد ان وصلت سياسته للتشخيص الذي شخصته جوقته المسماة باللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حيث قالت في بيان اجتماعها الأخير أمس الاثنين ،، إن التقرير الأخير للرباعية الصادر في الأول من شهر تموز الجاري، يشكل خروجا فاضحا عن القانون الدولي والشرعية الدولية ذات العلاقة، وخارطة الطريق، ومبادرة السلام العربية، والاتفاقات الموقعة، ويخفض سقف الموقف الدولي من قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، ووصفت مواقف الرباعية الدولية بالإفلاس الاخلاقي .
وبعد ان شهد شاهد من اهله لم يبق لنا ما نقول ، سوى اننا لن نقف ولن نلتف حول قيادة اوصلتنا لهذا الدرك من الانحطاط والاندثار ، فنحن مع من يعادي عدونا وليس مع حراسه ولن نخدع ثانية ، ولن يذر الرماد في عيوننا والشمس ما بتتغطى بالغربال !! .
Saberaref4@gmail.com