القدس المحتلة / سما / تُواصل الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة تعقّب الترسانة العسكريّة لحركة حماس، ولا تألو جهدًا من أجل الحصول على معلومات عنها، وذلك لخشيتها وتوجسّها من أنْ تقوم حماس في المُواجهة القادمة بين الطرفين بمفاجئة الجيش الإسرائيليّ، علاوة على ذلك، تُحاول مراكز الأبحاث في تل أبيب سبر أغوار توجّهات حماس، فيما يعكف المُحللون والمُختصون على مُتابعة ما أصبح يُسّمى إسرائيليًا الخلافات الداخليّة داخل الحركة، وتحديدًا حول منافسة يحيي السنوار على منصب قائد حماس، خلفًا لخالد مشعل.
ويبدو أنّ أكثر ما يُرعب الإسرائيليين، قيادةً وشعبًا، هو ليس فقط الأنفاق الهجوميّة التي تقوم حماس بحفرها، بل القوّة البحريّة التي شكّلتها الحركة، وتقوم بتدريبها بشكلٍ مكثفٍ، كما قالت المصادر الإسرائيليّة لصحيفة (هآرتس) الإسرائيليّة. على صلةٍ بما سلف، رأى المُحلل للشؤون العسكريّة، أساف جِبُور أنّ النشاط المكثف الذي تبذله إسرائيل من أجل العثور على أنفاق حماس في غزة والكشف عنها وتدميرها، يزيد التوتر داخل التنظيم.
وتابع: صحيح أنّ مشروع الأنفاق بقيادة محمد ضيف ما يزال موجودًا على رأس أولويات حماس، ولكن، مع ذلك، يتعين على ضيف الذي يتولى رئاسة الذراع العسكرية للحركة، أنْ يُوْجِد بدائل إضافية من أجل تحدّي إسرائيل. وبرأيه، فإنّ اكتشاف شحنة من بدلات الغطس في معبر كرم سالم على يد سلطات المعابر والشاباك، يكشف قليلاً من القدرات التي تسعى حماس إلى بنائها استعدادًا للمواجهة المقبلة: قدرات كوماندوس بحري.
وأوضح المُحلل أنّ “عملية زيكيم الجريئة” التي في إطارها قامت وحدة من الكوماندوس البحري في “حماس″ بالسباحة من شواطئ غزة وصولاً إلى شاطئ عسقلان بهدف التسلل إلى كيبوتس في غلاف غزة، جرى القضاء عليها في مهدها بعد اكتشاف الجيش الإسرائيلي أفراد المجموعة فور خروجهم من البحر، والقضاء عليهم على الفور، لكن الأسطورة ما تزال حية.
وتابع: لقد حولت وحدة الأفلام في حركة حماس أعضاء الذراع العسكرية، إلى أبطال حقيقيين، تحولت فيديوهات الغارة البحرية التي نشرها المتحدث بلسان الجيش الإسرائيليّ، إلى أفلام دعائية لحماس، وأعدت بإتقان أفلام عن التدريبات اليومية التي قام بها أعضاء الحركة استعدادًا لتنفيذ تلك المهمة.
وشدّدّ على أنّه في هذه التدريبات يمكن أنْ نرى النشطاء مع معدات غطس حديثة يغطسون في العتمة ويقومون بإطلاق النار من رشاشات كلاشنيكوف من البحر والبر. وتحولت هذه الأفلام إلى أشرطة لتجنيد شباب متحمسين إضافيين في وحدة الكوماندوس البحري الآخذة في التوسع، والتي، لأسباب سرية مفهومة، لا ينشر عدد أعضائها ولا الرتبة العسكرية الخاصة بالقيادة. وقال أيضًا إنّ بدلات الغطس التي هُربت إلى القطاع خبئت داخل شحنة بريئة ظاهريًا من المعدات والألبسة الرياضية المستوردة من الخارج إلى مناطق السلطة الفلسطينية، ومن هناك أرسلت إلى قطاع غزة.
وقد صودرت الشحنة وفتح تحقيق من أجل تحديد الأشخاص المتورطين في عملية التهريب. وبالإضافة إلى بدلات الغطس، كشف المُحلل، يتدربون في حماس أيضًا على قدرات إضافية في الجو. ففي الفترة الأخيرة جرى اعتراض شحنة روبوتات طائرة (Octocopter) كان من المفترض أنْ تصل إلى قطاع غزة، من أجل اكتساب قدرة استخباراتية للحصول على معلومات عن منطقة غلاف غزة والحدود الإسرائيلية.
وخلُص المُحلل، الذي نشر تحليله في موقع (NRG)، خلص إلى القول إنّ عمليات التهريب إلى قطاع غزة تُشير إلى جهود حثيثة مبذولة من أجل إدخال منتجات يمكن أنْ تُستخدم لأغراض مدنية وعسكرية، مثل إدخال مادة بولياستر التي يمكن أنْ تستخدم في إنتاج الصواريخ ونوابض للقنابل اليدوية، ثمة أمر واحد واضح، وهو أن حركة حماس لا تضيّع الوقت، كما أكّد.
وكان قائد الكوماندوز البحريّ الإسرائيليّ، قال في مُقابلة مع (يديعوت أحرونوت)، إنّ حماس تعمل بدون كللٍ أوْ مللٍ على تقوية القوّة البحريّة الخاصّة بها، وفي الوقت عينه يُحذّر الجمهور الإسرائيليّ قائلاً: إنّ العملية التي قامت بها القوّة البحريّة في زيكيم، خلال العدوان الإسرائيليّ الأخير على قطاع غزّة، في صيف 2014، قد تتكرر في المُستقبل المنظور وشدّد على أنّ العملية، التي يُقّر بأنّها كانت نوعية وفاجأت المخابرات الإسرائيليّة وجيش الاحتلال، يُمكن أنْ تقوم حركة حماس بتنفيذها في عكّا وحيفا والخضيرة، على حدّ تعبيره.
وفي معرض ردّه على سؤالٍ للصحيفة يقول الجنرال الإسرائيليّ إنّ الحلّ الوحيد لمُواجهة قوّة حماس البحريّة هو ضربها في عقر دارها، بحسب تعبيره، لأنّ الوسيلة الأنجع للدفاع، هي الهجوم، حسبما ذكر. وفي خطوةٍ تعكس مستوى القلق الإسرائيليّ من قدرات المقاومة الفلسطينية، أجرى سلاح البحرية التابع لجيش الاحتلال أخيرًا مناورة ضخمة للتدرّب على مواجهة عمليات تسلّل تنفذها حركة “حماس″ إلى حقول الغاز الإسرائيلية والسيطرة عليها.
وبحسب الصحيفة، المناورة حاكت هجومًا ينفذه عناصر من “الكوماندوس البحري” في “كتائب عز الدين القسام”، الجناح العسكري لحماس، على أحد حقول الغاز والسيطرة عليه، والهيمنة على المنظومة التقنية التي تتحكم باستخراج الغاز في الحقل.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ السيناريو الذي يثير الفزعَ لدى القيادة الإسرائيلية، يتمثّل في تمكّن عناصر “كوماندوس حماس″ البحري من الوصول إلى الحقل عبر قوارب صيد أوْ من خلال وسائل الغوص ومن ثم السيطرة عليه، وأسر كل العاملين في الحقل، والتعاطي معهم كرهائن.