خبر : إسرائيل تغير سياستها إزاء سوريا وحزب الله في مرحلة ليبرمان

السبت 11 يونيو 2016 02:08 م / بتوقيت القدس +2GMT
إسرائيل تغير سياستها إزاء سوريا وحزب الله في مرحلة ليبرمان



القدس المحتلة سماصرح مسئول كبير سابق في الجيش الإسرائيلي بأن عمليتي القصف اللتين نفذتا جنوبي مدينة حمص بوسط سوريا الغربي في مطلع الأسبوع، اللتين نسبتا إلى إسرائيل، تعتبران "قفزة في دور إسرائيل في سوريا"، وأنهما تدلان على أن"عهد أفيغدور ليبرمان في وزارة الجيش سيشهد تغييرا ملحوظا في السياسة المتبعة حتى الآن".

جاء هذا التقييم بشكل خاص؛ لأن القصف حصل في عمق سوري لم تصل إليه القوات الإسرائيلية منذ تدميرها المفاعل النووي قرب مدينة دير الزور عام 2007،وقال المسئول الإسرائيلي إن الطائرات التي نفذت الغارتين على مخازن الأسلحة التابعة لجماعة "حزب الله" اللبنانية في منطقة حمص، كانت مكشوفة على المضادات الجوية السورية، لكن الجيش السوري لم يعترضها. وربط بين هذا القصف وزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لموسكو. وقال إنه لا يستغرب أبدأ هذا التزامن، "فالتنسيق الإسرائيلي الروسي في سوريا بلغ أعلى درجة من التفهم، كل لمصالح الآخر".
وكان الجنرال احتياط إليعيزر تشيني ماروم، القائد الأسبق لسلاح البحرية الإسرائيلي، قد صرح بأن تنفيذ العمليتين غداة تسلم أفيغدور ليبرمان لمنصبه كوزير جيش، تجعلهما أول نشاط عسكري صادق عليه. وأضاف بحذر: "إذا كانت إسرائيل هي فعلا من نفذت الهجمتين، فإن سؤالا مهما يطرح نفسه: ما الذي من الممكن تعلمه من هذا؟
أولا، إنها تثبت بأن إسرائيل تواصل العمل وبقوة أكبر لمنع تهريب الوسائل القتالية المتقدمة من سوريا إلى"حزب الله" ، وإذا ما تم بالفعل تنفيذ هذه الهجمات بيد إسرائيل، فإن الأمر يعني أن وزير الجيش الجديد قد صادق عليها خلال مداولات "موغ" (اختزال عبري لعبارة "العمليات والغارات")،والمقصود بها المداولات التي تجري، أسبوعيا، كل يوم خميس، وهي الاجتماعات التي تضم رؤساء الشاباك، الاستخبارات العسكرية، الموساد، قائدي سلاح الجو والطيران، ووزير الجيش إلى جانب رئيس هيئة الأركان. ويفصل وزير الجيش في هذه الاجتماعات ما يخص العمليات الخاصة والسرية في عمق الدول المعادية. فإن كان هذا هو ما حدث، فإن الأمر يعني بأنه قد تم بنجاح تمرير المسؤوليات بين الوزيرين، على الأقل في هذا السياق.
ثانيا، ما من شك في أن الإيرانيين وزعيم "حزب الله" حسن نصر الله يجرون، بشكل دائم، تقدير موقف، وهذا يشمل أيضا التغييرات في رأس الهرم في إسرائيل. جميعنا يتذكر خطاب نصر الله أثناء حرب لبنان الثانية، الذي تطرق فيه إلى شخوص في القيادة الأمنية الإسرائيلية ولمح إلى كونهم مجرد هواة.
ومن المتوقع أن قرار توقيت تمرير الوسائل القتالية إلى "حزب الله" متأت من تبادل القيادة العسكرية في إسرائيل، ومن تقدير الإيرانيين و"حزب الله" الخاطئ بأن وزير الجيش الجديد سيتردد في المصادقة على نشاطات هجومية في الساحة السورية".
وأضاف ماروم: "إن حقيقة نسب هذا الهجوم إلى إسرائيل وكون الهجوم قد نفذ على الأراضي السورية، حيث تعمل إلى الآن طائرات روسية وعدد قليل من المقاتلين الروسيين، إنما تؤكد بأن التنسيق الأمني بين تل أبيب وموسكو يتيح للجانبين ما يكفي من هامش عمل من أجل تنشيط القوات التابعة لكليهما من دون أن يزعج أي منهما الآخر. وهذا إنجاز مهم ينبغي الحفاظ عليه مستقبلا. ففي المحصلة النهائية، تشكل الهجمات المنسوبة إلى إسرائيل رسالة مهمة إلى الطرف الآخر:
إن إسرائيل ستواصل، بكل الوسائل الكامنة في حوزتها، منع نقل وسائل القتال النخبوية إلى "حزب الله"، وإلى جانب ذلك، فإن دخول ليبرمان إلى وزارة الجيش لم يؤثر في سياسات الوزارة، وإن إسرائيل ستواصل العمل بشكل تعقبي يعمل وفق منطق انعدام القدرة الإسرائيلية على منع جميع عمليات التهريب للسلاح، لكنه ما من شك بأن نشاطات كهذه تشوش بشكل كبير عمليات التهريب المذكورة، وتقلل من الكميات المنقولة في كل مرة. إن هذه الهجمات، لو كانت فعلا قد تم تنفيذها على يد إسرائيل، ستؤثر في طبيعة جولة الاشتباك الآتية على الجبهة، فيما لو جاء وقتها".