غزة / سما / أعلن قيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أن وفد حركته الذي زار القاهرة مؤخرا ناقش مع المسؤولين المصريين ثلاثة ملفات وتلقى ردودا إيجابية.
وقال القيادي في الحركة أحمد المدلل خلال ندوة عقدت في مدينة غزة، إن الملفات الثلاثة هي المصالحة الفلسطينية الداخلية بين حركتي فتح وحماس، وسبل إنهاء الانقسام الفلسطيني، واستمرار إغلاق معبر رفح البري مع مصر، والعلاقات بين حماس والقيادة المصرية.
وأضاف المدلل إن ملف العلاقة بين حماس والقيادة المصرية استحوذ على جزء كبير من مباحثات الزيارة، مشيرا إلى أن قيادة حركته "استطاعت حل العديد من الإشكاليات فيها" دون الإفصاح عنها .
وأردف أن قيادة الجهاد الاسلامي أبلغت القيادة المصرية أثناء معالجتها لملف العلاقة مع حماس أنه "لا يجب أن تنسحب حساسية تلك العلاقة على الشعب الفلسطيني وقضيته"، داعيا مصر إلى "ممارسة دورها الريادي والإستراتيجي" فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
وأشار المدلل إلى أن حركته أبلغت قيادة حماس السياسية بنتائج الزيارة.
وبشأن ملف معبر رفح، قال القيادي في الجهاد إن "هناك وعودا مصرية بفتحه"، لافتا إلى وجود "إشكاليات كبيرة تتعلق بحل أزمة المعبر بشكلها النهائي منها الإنقسام الداخلي الفلسطيني، والوضع الأمني في شبه جزيرة سيناء المصرية".
وقال ان وفد حركته "طلب من الجانب المصري ضرورة فتح المعبر للتخفيف عن سكان قطاع غزة" .
وأكد المدلل أن الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي رمضان شلح "أجرى اتصالات مع قيادة حركة حماس لتذليل العقبات التي تحول دون فتح المعبر".
وكانت السلطات المصرية فتحت، معبر رفح البري مع قطاع غزة للسفر في الاتجاهين في 11 ايار/مايو الجاري ليومين، وذلك للمرة الأولى منذ 85 يوما على إغلاقه.
وجاء فتح معبر رفح بعد نحو أسبوعين من إعلان وزارة الداخلية في غزة تنفيذها خطة إعادة انتشار على الحدود مع مصر تشمل نشر 500 عنصر أمن إضافي وزيادة عدد مواقعها على طول الحدود من 20 إلى 60 موقعا.
وكان وفد رفيع من قيادات حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة بالقوة منذ منتصف عام 2007 تعهد الشهر الماضي خلال مباحثات مع مسؤولي جهاز المخابرات المصرية في القاهرة بضبط الحدود بين قطاع غزة ومصر مقابل تسهيلات مصرية للقطاع.
وتوترت العلاقة بين حماس ومصر منذ عزل الجيش المصري الرئيس المصري السابق محمد مرسي مطلع يوليو 2013 والذي كان يقيم علاقات وثيقة مع الحركة ذات الروابط التاريخية مع جماعة الإخوان التي ينتمي إليها والتي أعلنتها السلطات المصرية "تنظيما إرهابيا".
وانعكس هذا التوتر سلبا على معبر رفح المنفذ البري الوحيد لقطاع غزة إلى العالم الخارجي ولم تفتحه السلطات المصرية إلا في مناسبات استثنائية بغرض سفر الحالات الإنسانية.
وبشأن ملف المصالحة الفلسطينية، أشار المدلل إلى أن معيقات إبرام المصالحة "تكمن في سببين الأول وجود أجندات دولية وإقليمية وحزبية وفئوية تحول دون تحقيقها بالسرعة المطلوبة، والثاني في حصر اللقاءات بين حركتي فتح وحماس".
وقال إن المطلوب إشراك الكل الفلسطيني في حوارات المصالحة، داعيا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى ضرورة عقد اجتماع الإطار القيادي لمنظمة التحرير لرسم إستراتيجية وحدودية تحمي الشعب الفلسطيني.
وكان وفد من حركة الجهاد الإسلامي ضم أمينها العام رمضان شلح ونائبه زياد النخالة، المقيمان في سوريا زار القاهرة الأسبوع الماضي لعدة أيام للقاء عدد من المسؤولين المصريين.
وجاءت زيارة الوفد بعد يومين من دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الفلسطينيين إلى توحيد الفصائل المختلفة وتحقيق مصالحة حقيقية، وتأكيده على استعداد مصر للقيام بهذا الدور من أجل حل هذه القضية التي طال انتظارها.


