خبر : فيديو ..بعيداً عن الأغاني الحزبية .. فرقة دواوين تعيد إحياء الحفلات الوطنية بغزة

الخميس 14 أبريل 2016 10:00 ص / بتوقيت القدس +2GMT
فيديو ..بعيداً عن الأغاني الحزبية .. فرقة دواوين تعيد إحياء الحفلات الوطنية بغزة



غزة / سما / اعتلى الشاب رؤوف البلبيسي (22 عاماً) منصة المسرح يحمل على كتفه البندقية وبين يديه يحتضن عوده الخشبي ويضرب الأوتار، وبهدوء ترد عليه الفرقة الموسيقية الملتفة حوله عازفة للوطن أجمل الأغاني الوطنية وسط هتافات الجمهور الذي جاء ليسمعهم من جميع أنحاء قطاع غزة.

الفنان البلبيسي أحد أعضاء فرقة دواوين الفلسطينية وهو يشدو بصوته ويبث في الجمهور روح الحماسة فيرددون من ورائه: "موطني.. موطني" وغيرها من الأغاني الوطنية والطربية التي تلهفوا لسماعها بعدما سئموا الحزبية التي تتغني بالفصائل السياسية.

خلال البروفات تحدث الشاب لـ"هافينغتون بوست عربي"، موضحاً أنه يقاوم باللحن والكلمة الحرة كما الجندي الذي يدافع عن بلده بالبارود، مشيراً إلى أنه من حق شباب غزة التعبير عن أحاسيسهم الوطنية والعاطفية كبقية العالم عبر الموسيقى، ولا ذنب لهم بأنهم خُلقوا في أجواء الحرب والاحتلال.

وعن تقبل الناس لما يقدمه من فن طربي ووطني يقول البلبيسي: "بعد فوز محمد عساف بلقب (أراب أيدول) أصبح الغزيون يقبلون على الحفلات الموسيقية بشكل لافت، كما يكتشفون مواهب أبنائهم ويشجعونها، بالاضافة إلى أن العادات والتقاليد بدأت تتغير تجاه الفن".

وبحسب رأيه فإن عساف لفت أنظار العالم العربي لوجود الأغنية الفلسطينية التي يؤديها شباب لديهم طموح بإيجاد من يدعمهم مادياً ومعنوياً للوصول إلى الخارج، فالبلبيسي يطمح بقيادة أوركسترا عالمية والعمل على التغيير من شكل الأغنية الحالية.

ليس وحده الشاب مَنْ يغني ويبث الأمل لدى الجمهور، إذ تشاركه الغناء الفنانة روان عكاشة (22 عاماً) التي تقول: "كنت أخشى ألا يتقبلني الجمهور كفتاة تغني، لكني صُدمت من ردة فعلهم وتشجيعهم لي، وقوفي على المسرح بثوبي الفلسطيني وحجابي جذب الحضور وجعلهم يهتفون لي ويطلبون إعادة ما أغنّيه للوطن".

ورغم أن العائلات الغزية محافظة ولم تتقبل بعد غناء الشباب بشكل عام، إلا أن روان وجدت دعماً من زوجها، فهو يرى - بحسب قولها - أنها صاحبة رسالة ويجب أن توصلها إلى العالم الخارجي بأن غزة رغم الحصار والحروب إلا أنها تحب الحياة.

مدرب فرقة "دواوين" هي الفنانة الفلسطينية المعتزلة رنين، وهي بذلك أول مدربة لفرقة موسيقية بغزة، كما أن حجابها لم يكن عائقاً في طريقها لقيادة فرقة كاملة هدفها كسر حالة الجمود والإحباط في المجتمع الغزي.

وبحسب رنين، فإن الفرقة تعمل بإمكانيات بسيطة، ويدفعون في بعض الأحيان مالاً من جيبهم الخاص لجلب ما يحتاجونه من آلات موسيقية.

وعن العروض التي تأتي الفرقة رغم أن عمرها لا يتجاوز العام، تقول رنين: "كثير من العروض يأتي للغناء على مسارح عربية، لكننا نريد الانتشار في غزة وإمتاع الجمهور أولاً؛ كون الغزيين متعطشين للفن".

أهل غزة سئموا الأغاني الحزبية

كان واضحاً من خلال حضور الحفلات التي أقامتها فرقة "دواوين" الإقبال عليها من جميع الأعمار والفصائل الوطنية، فالشباب بات يضجر من سماع الأغاني الحزبية.

يقول أنس محيسن (26 عاماً)، أحد حضور الحفل: "أحب سماع الأغاني الوطنية التي كان يرددها والدي، وأشعر بالحرية عند حضوره تلك الحفلات البعيدة عن التنظيمات السياسية".

ويصر محيسن على حضور جميع الحفلات التي تقام في غزة، فهي تخرجه من حالة الإحباط الذي تلازمه كبقية الشباب، فطيلة الوقت هو ورفاقه يتفاعلون مع أنغام الموسيقى ويؤدون الدبكة الشعبية.

ومن بين الحضور تجلس فايزة القاضي (53 عاماً) بين أفراد عائلتها تلتقط صوراً من الحفل وتقول: "أفتقد تلك الحفلات الوطنية منذ زمن، فأشجع أبنائي وأحفادي على حضورها، فهم جيل لم يتربَّ على الأغاني الوطنية مثلنا"، مضيفة: "لم أتردد لحظة في المشاركة؛ فهي تعيد لي الذكريات الجميلة حينما كنا نحضر المهرجانات الوطنية".