كثر الهرج والمرج وزاد الحديث وأخذت الأقاويل مسارات مختلفة ومتعددة حول مصالحة كبرى حركات التحرر الفلسطيني فتح وحماس, وما أن زالت سحابة نيسان حتى جاءت جهينة بالخبر الذي لا يقين فيه بل راج شهر نيسان بكذبته مرة أخرى ليقول عسى أن تجدوا مبتغاكم فيمن يخلفني أو يأتي بعدي, أو عسى أن تحبوا شيئاً فيه كُرهاً لكم.
أخبار تأتي من العاصمة القطرية متفائلة بقرب المصالحة الفلسطينية والتقاء الرئيس الفلسطيني أبو مازن بخالد مشعل زعيم حركة المقاومة الاسلامية حماس, بُرهة قصيرة لنسمع تصريح قادم من الأرض التي خشي اليهود الدخول اليها وقالوا: ان فيها قوماً جبارين, يقول التصريح : "مازالت هناك بعض المسائل العالقة..كالبرنامج السياسي..والموظفين" , ولعل بعض الحقائق والمشاهد التي سايرناها على مدى السنوات الماضية تجعلنا أكثرتشاؤلاً من أي وقت مضى,والتشاؤل هنايأتي كحالة وسطية ما بين التشاؤم والتفاؤل ولكنهيميل من الأولى أكثر,فبعدما شارفت سنوات الانقسام العجاف على عشرة سنين, ولم نتفق على برنامج وطني ينظم طبيعة العمل السياسي الفلسطيني وتحركاته في المرحلة القادمة,ونحنما نزال نرزختحت احتلال اسرائيلي مسيطر على كافة مجريات الحياة, ويقوم مستوطنيه يوميا بسلب ونهب المزيد من الارض الفلسطينية, ومازال كلا الفريقين من فتح وحماس يخرج علينا ليقول أنه ضد الانقسام وأن المصالحة تحظى بأولويةأجندته الوطنية, ولا زالت الاعتقالات السياسية في كل ظرفٍ وحين, ولعل آخرها ما تنادى الى مسامعنا بالحكم على ضباطبأجهزة الأمن الفلسطينية اما بالسجن الفعلي واما بالحكم الغيابي, والأدهى والأمر ظهور تقليعة بائنة بينونة صغرى بخروج قيادات من فتح وحماس وبمباركة رأس المال الفلسطيني بمسيرة تطالب بإنهاء الانقسام.
فقبل مايقارب العشر سنوات وافق الطرفين ومعهم فصائل فلسطينية عريقة على وثيقة الأسرى باعتبارها وثيقة "الوفاق الوطني" لتشكل رافعة للشعب الفلسطيني من محنته, فلماذا القيت بعيدا وذهبت بغير عودة؟؟ولماذا لم يجري تطويرها والبناء عليها؟؟.
لعل لعبة سياسة المحاور التي بذل وضحى في سياقها الشعب الفلسطيني الكثير من دمه وعرقه وقوت أطفاله وآلامه على مدار سنوات مضت, باتت أكثر ميلاً لتكون اليوم محور خير في ظل غياب ما اصطلح على تسميته أمريكياً دول محور الشر,فواقع الاقليمرغم أنه لا يقوى على المجابهة الا أنه يسمح بالمصالحة الفلسطينية وتُبطله الارادة السياسية الفلسطينية المكبلة بالمصالح الحزبية الفئوية المقيتة وطنياً ودينياً, فالإقليم اليوم بات أفضل حالاً من حالنا رغم الجرح النازف في سوريا وليبيا واليمن, الا أن القلب العربي (مصر) مازال معافى ويحظى بالدعم والاسناد السعودي والخليجي وما يكتنفه من قدرات مالية وسياسية من الممكن تسخيرها لتحقيق ما لم يتم تحقيقه في السنوات السابقة, ومع ذلك نبقى أكثر تشاؤلاً مما مضى.
ا. علاء محمد منصور
كاتب وباحث بالدراسات السياسية


