خبر : وما علاقتنا نحن بعمر!! ....د.احمد يوسف

الجمعة 08 أبريل 2016 03:30 م / بتوقيت القدس +2GMT
وما علاقتنا نحن بعمر!! ....د.احمد يوسف




عندما تسمع خطيب الجمعة يتحدث عن سيرة عمر؛ الخليفة العادل، وعن الرجل الذي صنع للمسلمين تاريخاً هو سجل نعتز به ونرويه، وياما كسبنا لدعوتنا الإسلامية  بسيرته العطرة الآلاف من البشر، وتتلمذ على صفحات مواقفه آلاف أخرى منهم.

كان الخطيب يتحدث وبصوت جهوري يزلزل جنبات المسجد ويرهق آذان المصلين، والناس في داخله تقول له: هون عليك.. نعم؛ نحن طوال عمرنا نسمع ما تتحدث به، وقد عشقنا بسببه عمر، وأسمينا أبنائنا باسمه تيمناً بهذا الخليفة العادل، وانتظرنا أن يأتي الزمان الذي نشهد هذه السيرة تعود إلى حياة المسلمين وتسود فيهم، ولكن - للأسف - إن ما تتحدثون به على المنابر لا يتعدى  كلمات لا أثر لها في حياتنا، وظل حبراً على ورق!!  

انتظرنا عشر سنوات طوال لنرى مشاهد المدينة الفاضلة التي بشرنا البعض بها، ولكن- للأسف - ساءت الأحوال وازداد الفقير فقراً، حتى الكريم أذهبنا كرامته وأشقيناه، والطالب الذي عاش يحلم بوظيفة أرعبناه بمستقبل غامض، ودفعناه لأن يركب قوارب الموت أملاً بالحياة!! والصبية التي تجاوزت العشرين ويتلألأ أمام ناظريها عش الزوجية أدركتها العنوسة وما تزال تؤمل بالفرج القريب.

أين أنت يا عمر؟ وأين هي مدينتنا الفاضلة؟  نأمل ألا يستمر خطباء المساجد بتحريك المواجع،  وإرهاق أسماعنا بسيرة عمر؛ الحاكم العادل، فالمشاهد في كثير من تفاصيلها تذكرنا بالحجاج وسيرته، والتي مطلعها "إني أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها...".

بقدر ما أطربنا الخطيب بالحديث عن عمر وعدله وحرصه على رعيته ومتابعته دقائق حياتها، وانتشينا مع  خطيبنا الهمام بساعة من طيب القول، حيث تخيلنا أنفسنا نعيش وقائع تلك المدينة الفاضلة، إلا أن واقع الحال يصدمنا في كل لحظاته، حيث أحاديث الناس لا تتوقف فواجعها ومآسيها.  

اللهم رب الناس أذهب البأس، وفرج عن شعبنا العظيم ما هو فيه من شدة ويأس.. ليس شكاً يا عالم السر والنجوى لكنه شكوى.