القدس المحتلة سماتحت هذا العنوان كتب رئيس الكنيست الأسبق ابراهام بورغ، في صحيفة «هآرتس» الإسرائبلية يقول إن واقع حياة غالبية البشر مليء بالتناقضات، معتبرا ذلك أمرا رائعا ومثريا، فقط لو كانوا يعرفون ويعترفون. وأضاف أن على الأرض بشكل عام، لا يستثمر البشر بغالبيتهم في التفكير والأفكار ويفضلون العيش داخل شعارات مهدئة ومعزية. لذا فإنهم يشعرون بالراحة مع العناوين التي تعرفهم بشكل ملخص وتوفر لهم الجهد المطلوب للانتقاد الذاتي او التغيير، معاذ الله، او الالتزام الأخلاقي والنشاط السياسي. ويتابع القول «هكذا هي مقولة الجيش الإسرائيلي هو أكثر الجيوش أخلاقية في العالم. وارغب في بداية الأمر، التشكيك بصلاحية هذه المقولة ( بتساؤلات) من فحص؟.. من شارك في الفحص؟.. ما هي المعايير؟.. كم من السنوات استغرق البحث.. وبشكل عام، من هي مجموعة المراقبة؟.. باختصار، إنها مجرد مقولة شفوية مبتذلة، والحقيقة انه لا يوجد سلاح طاهر، ولكن لدينا مشغلون أنجاس».
ويواصل القول إن ثمة شعارا آخرا يقول إن «الجيش الإسرائيلي هو جيش الشعب» بسببه تجري الضغوط الرسمية شبه اللاسامية على المتدينين ليتحولوا إلى جزء من الشعب الجديد، الإسرائيلي ـ اليهودي، ويستخدمون الوسيلة ذاتها لإقصاء العرب من التكامل الإسرائيلي. وفي تغريدة خارجة عن السرب، يقدم بورغ لائحة اتهام للإسرائيليين: «ولكن، يا لويلنا، قرابة نصف هذا الشعب – كما وجدت كل الاستطلاعات والدراسات والفحوصات والبديهيات – هو عنصري، مطارد ويطارد، وعنيف وسطحي ومتعطش للدماء، ومتطرف وعدواني وقومي… ويتساءل، إذا كان نصف الشعب هكذا، فهل يعني الأمر ان نصف الجيش هو كذلك؟».
ويوضح أن كل الحكومات الإسرائيلية تعتمد على قاعدتين، الأولى أخلاقية لا مثيل لها، والثانية الأب الروحي للرجس. مشيرا إلى أنه من جهة – لكل شعب (يهودي او فلسطيني) حق أخلاقي بتعريف نفسه كما يشاء، وبالتالي فان مطلب الشعب اليهودي بتجديد سيادته الجماعية مناسبة وأخلاقية، ولكن من جهة أخرى، فإن طريقة تطبيق هذه السيادة تكتنز بنوايا مرفوضة وبأعمال غير أخلاقية، من جرائم الحرب في 48 (أنظر حكاية خربة خزعة، وـحداث الطنطورة واللد وغيرها)، وحتى الاستخدام المرفوض لجيش الدفاع في كل مهمة ايديولوجية عقيمة.
ويتابع في نسف الأساطير الإسرائيلية بشجاعة متسائلا «حتى إذا تقبلنا الشعار المبتذل والأجوف من مدرسة الصهيونية الاستيطانية بأن «الشعب لا يمكن أن يكون محتلا في أرضه»، وان هذه الأرض هي حق للشعب اليهودي فقط، وانه صاحب الأملاك وهو الوحيد الذي يسمح له بالتصرف فيها كصاحبها – وأنه لا تسري عليه القوانين الدولية لحماية المستأجر؟.. منذ متى يسمح لصاحب البيت بتحويل المستأجرين إلى عبيد؟.. وسلب حقوقهم الأساسية،.. حرية التعبير والحركة، حرية التنظيم والحق بالتحرر وتقرير المصير؟.
ويعترف علانية أنه لا توجد أي طريق اخلاقية لشرح الواقع، إلا بواسطة مقولة أكثر دقة: حتى اذا لم يكن الشعب اليهودي محتلا في أرضه، فإنه يستطيع بل يحتل سكانها غير اليهود، والجيش الذي يخدم هذه الأهداف المخادعة هو جيش في خدمة الكذب، سلاح غير طاهر يتم ارساله لتنفيذ مهام مرفوضة، ويتم تفعيله من قبل قادة غير أخلاقيين.
بورغ الذي أعلن انضمامه قبل عام ونصف عام للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة مطلقا الصهيونية، يوضح أن الإصبع على الزناد العسكري هي إصبع غير أخلاقية، وحين تطلق النار فمن الواضح انها ليست أخلاقية. ويؤكد أن القلب يريد التصديق بأننا لا نزال رحومين أبناء رحومين، ولا نفعل للآخر ما كنا نكرهه لأنفسنا. لكن الواقع يشهد بأن هذه ليست توراتنا اليهودية السياسية حاليا. والنتيجة: الجيش الإسرائيلي هو ليس الجيش الأكثر أخلاقيا في العالم، ولا يمكن تعريفه كذلك. ويخلص للقول» بعض جنوده لا يزالون كذلك، ومن حظنا أنه لا يزال لدينا النصف الثاني من الشعب، الذي يضمن كون الجيش هو الجيش الأكثر نصف أخلاقي في العالم».
في المقابل يقلل وزير الحرب الأسبق موشيه أرينز من خطورة جريمة إعدام عبد الفتاح شريف بقوله إن «الحادث الذي وقع مؤخرا في الخليل، حيث تم، كما يبدو، إطلاق النار على مخرب مصاب من قبل جندي وقتله، أثار خلافا في الرأي العام قبل استكمال الإجراء القضائي العسكري». ويقول في مقال نشرته الصحيفة ذاتها إن هذا» الحادث» يؤكد المشكلة الأخلاقية التي تواجه الجيش والجندي المنفرد خلال هجمات « المخربين». زاعما انه قبل الحكم مسبقا على نتائج الإجراء القضائي، من المهم لفت الانتباه إلى المعضلات التي تواجه الجندي في وضع كهذا. وفي تبرير مضمر يتابع «العميد (احتياط) يعقوب حسيداي، تطرق اليها في مقالة نشرها قبل أيام قال فيها إن «محاولة الزام جانب واحد على احترام قوانين الحرب في وقت يسخر منها عدوه، ليس مفهوما من ناحية أخلاقية. هذه رغبات أساسية لا تنجح دائما في اختبار الحياة».


