غزة / سما / قال د. موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس،: "ما بيننا وبين مصر وشائج ومصالح.. فتحنا صفحة جديدة، وسنسطر فيها أفضل ما نملك من أقوال وأفعال، وكلانا بحاجة للغة جديدة نتعامل بها، وسنفعل".
وحول ما ذكرته بعض وسائل الإعلام من أن مصر طلبت من "حماس" فتح ملف الجنود الأسرى الموجودين لديها، أوضح أبو مرزوق بأن هذا الملف لم يفتح، ولم يأت ذكره، ولو لمرة واحدة مع أي كان؛ وكل ما يذكر في الإعلام هو اجتهادات.
وعن رسالة "كتائب القسام" بالكشف عن الجنود الأربعة لديها، اكتفى أبو مرزوق بالقول إن "رسالة القسام شديدة الوضوح؛ وقد وصلت لأصحابها".
وبشأن المجلس التشريعي ودوره في المرحلة المقبلة، قال أبو مرزوق: "سيجتمع المجلس التشريعي، وسيمارس كامل صلاحياته بعد ستة أسابيع من تشكيل الحكومة (حكومة الوحدة الوطنية) والتي يرى أبو مرزوق بأن مهامها لم تتغير، وخاصة ملف إنهاء الحصار وإعادة الإعمار".
وأضاف أبو مرزوق في حديثه لصحيفة "القدس" بأن الحكومة لا بد وأن تمارس مهامها بالقطاع، وهو يرى:" بأن السلطة لا تمارس مهامها في قطاع غزة، وتغطي عجزها أو عدم إرداتها ببيانات خادعة حول عملها في القطاع، ولا يعلم الجمهور أن ما يذكروه هو يأتي من بوابة إعمار القطاع، وهي أعمال دون المستوى المطلوب، سيما مع عدم استيعاب موظفي القطاع".
وبين أبو مرزوق أن علاقة "حماس" مع فتح ما زالت متأرجحة، وقال : "نرجو أن تكون جيدة. حواراتهم للمصالحة جيدة، وأعمالهم في السلطة غير مقبولة، وسياستهم بحاجة إلى مراجعة، خاصة بعد الانسداد في الأفق السياسي الذي يواجهونه، وفشل حل الدولتين".
وحول مباحثات الميناء العائم في غزة التي كانت ترعاها تركيا، أوضح القيادي في "حماس" بأنه ليس هناك من جديد، وقال: "علمنا أن (الاحتلال) والأتراك متوافقون على الميناء، ولكن الأمر متوقف الآن بدون إبداء الأسباب، والميناء خاصة البحري كان موجودا وليس هناك اعتراض من طرف الاحتلال، ووضع سابقاً حجر الأساس لهذا الميناء".
وتعجب أبو مرزوق بما وصفه اعتراضات البعض ورغبتهم باستمرار الحصار على قطاع غزة، قائلا: "الميناء لن يلغي أهمية معبر رفح، كما أن الميناء يعزز التواصل بين الضفة والقطاع، وذلك لأن هذا الميناء سيخدم الضفة كما غزة، فهو ميناء للسلطة في الضفة والقطاع على البحر المتوسط".
وعن الجولة الخارجية التي سبق وأن تم الإعلان على أن الوفد سيقوم بها لعدة دول عربية وإسلامية، بعد اختتام زيارة وفد "حماس" الأولى ومغادرته القاهرة في يوم 16 من الشهر الماضي، والتي لم تتم، بين أبو مرزوق أن: "من أعلن عن هذه الجولة كان يتحدث عما يتوقع، أو عما يريد، نحن يسعدنا زيارة هذه الدول، ولكن لكل زيارة ظروفها، ولقد عاد الوفد إلى غزة، ولم يزر سوى قطر ومصر".
وبشأن آخر مستجدات ملف المصالحة الفلسطينية، وهل من عودة قريبة للقاهرة لرعاية هذا الملف، قال بأن: "عودة القاهرة لرعايتها لملف المصالحة يسعدنا، وفي الدوحة وجدنا رعاية دون تدخل، بل تسهيل للحوار، واستعداداً لبذل كل ما نريد، ونحن في حواراتنا توافقنا على تشكيل حكومة وحدة وطنية، واتفقنا على الأطر والأسس ولم نبدأ المشاروات لتشكيل الحكومة، ولكن بعد فحص ما اتفقنا عليه من قبل الرئيس، ومن قبل قيادة حماس، سنلتقي ثالثاً للتمهيد للقاء قيادي يعلن الاتفاق فيه".
وعن القدس وما تتعرض له من انتهاكات إسرائيلية هذه الأيام، وعن تراجع الموقف الفصائلي تجاهها، يرى أبو مرزوق أن الموقف الفصائلي من القدس موحداً، ولا خلاف بيننا أن القدس والضفة ستعود يوماً، وشعبنا في الشتات سيعود لمدنه وقراه.
وقال أبو مرزوق: "لا أعتقد أن قضية القدس ممكن أن تغيب عنا؛ فهي عنوان الصراع، وهي ملهمة لا غنى عنها، وهي رافعة لعملنا السياسي والاجتماعي والجهادي".
ولخص أبو مرزوق الأوضاع الحالية في القدس وسائر الضفة الغربية بالآتي:
- العمليات التي تجري تربك المسؤولين في الاحتلال لتتابعها وتنوعها وانتشارها، وتخبط الاحتلال لعدم نجاعة الإجراءات في مواجهة انتفاضة شعب ينشد الحرية، وغير مصدق بما يقوله زعماؤه في السلطة.
- سلسلة العقوبات التي فرضها "الكابنيت" تأتي لإرضاء الاحتلال، ولا تؤثر في مسار الانتفاضة واستمراريتها.
- موقف بعض الفصائل مزدوج؛ تأييد ظاهرة الانتفاضة، وعمل دؤوب لإجهاضها سراً، والثقة تهتز كلما تكررت مثل هذه الأفعال.
- هناك الكثير من الاستدعاءات والاعتقالات والملاحقات من قبل الأجهزة الأمنية، وبغطاء من الرئيس، وهذا غير مقبول من فصائل العمل الوطني والإسلامي.
- هناك إيجابية باجتماعات مستمرة لفصائل العمل الوطني، وإصرار على المصالحة، والدفع بالحوار الوطني إلى الأمام.
- عودة المستوطنين والمتطرفين لاقتحام المسجد الأقصى يشكل واقعاً إضافياً لاستمرار الانتفاضة، والانتقام من هؤلاء الذين يدنسون مقدساتنا، وينتهكون حرماتنا.
- باعتقادي أننا على أبواب إنتهاء الاحتلال، وسنعزز نضالنا حتى نحرر قدسنا، ونصلي في أقصانا.
وعن المطلوب فلسطينياً لمجابهة التصعيد الاسرائيلي في القدس واستمرار عمليات الاستيطان والتهويد، أوضح أبو مرزوق: "هناك عدة خطوات لمواجهة غول الاستيطان وجرائم الاحتلال في القدس من استيطان وتهويد وإعدامات تتلخص بالآتي:
- الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، والاحترام المتبادل بكل مكوناتنا الوطنية.
- مراجعة اتفاقيات أوسلو، ووقف كافة العمل بها والرهان على شعبنا.
- الاتفاق على برنامج لمواجهة جرائم الاحتلال وتغولاته أساسه مقاومة هذه الإجراءات.
- إعادة ترتيب البيت الفلسطيني ترتيبا يناسب برنامج المقاومة.
- ترتيب البيئة المحلية والإقليمية والدولية لمواجهة هذه الإجراءات.
- إذا توحدنا لا يمكن لأي قوة أن تهزمنا؛ فعدونا يراهن على تفرقنا وانقسامنا.


