خبر : توأمان يصنعان طائرة تونسية تدخل خضم المنافسة العالمية

السبت 14 نوفمبر 2015 10:00 ص / بتوقيت القدس +2GMT
توأمان يصنعان طائرة تونسية تدخل خضم المنافسة العالمية



سما / وكالات / لطالما شهدنا إحباطاً وتثبيطاً للعزيمة في عالمنا العربي للكثير من المبدعين والذين يفكرون جدياً في تغيير الواقع البائس، بل ويطبقون ذلك في محيط معيشتهم العربي، وسريعاً ما يردد العرب مسائل متعلقة بالقتل والسجن والنفي من البلاد في حالة ظهور اختراع عربي ينافس الغرب، لا نعلم لماذا لكن هذه إحدى صور تثبيط العزيمة التي تتمتع بها الشعوب العربية أجمع.

لم يلتفت التوأمان التونسيان إلى جميع هذه الكلمات القاتلة للعزيمة في ظل الانحدار العربي الذي مازلنا مصرين عليه، وقاموا بصناعة طائرات خفيفة بمواصفات عالمية، قام فؤاد وفريد التونسيان الأصل بإنجاز ما كان يعتقده الكثير أمراً مستحيلاً في وسطنا العربي.

قام التوأمان بإنشاء مصنع صغير لتصنيع الطائرات الخفيفة ذات الاستخدام المتعدد ويعمل به الكثير من الشباب التونسي الطموح والذي يسعى للدخول في خضم المنافسة العالمية، بالطبع لم يكن الأمر سهلاً وبالتحديد في بلد عربية تمتلئ بقيود وروتينيات كثيرة، لكن صبرهما وعزيمتهما المتقدة لم تُخمد نار الرغبة في النجاح داخلهما وكانت النتيجة على قدر أحلامهما.

لم يقتصر الأمر على تصنيع الطائرات لاستخدامها في النطاق المحلي وحسب، بل امتد الأمر ليصل إلى العديد من الدول الغربية حول العالم ويؤكد أحد التوأمان أنه كان ينتابه خوف شديد من البدء بهذا المشروع في ظل رفض من المحيطين بذلك، معللين ذلك بأن هذا من سيم أهل الغرب وفقط ولن نستطيع كعرب فعل ذلك، لكن فريد كمال، الطيار التونسي أكد على أن طموحاتهم كانت بالمستوى المطلوب الذي ساعدهم في كسر العراقيل الموجودة أمامهم وتسويتها أرضًا.

ساعد التوأمان أيضاً في إتمام المشروع تخصصهما في الطيران والذكاء الاصطناعي والذي كان عاملاً أساسياً في توجههما إلى تصنيع طائرات أخرى بمواصفات خاصة ومتطورة أكثر من التي كانت في النموذج الأول.

مواصفات الطائرة العالمية تونسيّة الصنع

يقول فريد كمال أحد التوأمين بأن هدفهم الأول في المشروع كان تصنيع طائرات ذات أربع مقاعد وعلى الرغم من وجود عوائق كبيرة مثل التمويل وغيره، إلا أننا أتممنا الخطوة الأولى من المشروع بنجاح، وقد اعتقد التوأمان تشجيعاً من الدولة الأم تونس لكن الأمر كان بالعكس تماماً فلم يكن هناك تشجيعاً من السلطات التونسية وتسهيلاً للأمر ولم يكن ذلك فحسب بل كانت الحكومة التونسية هي الأقل رغبة في الحصول على الطائرات التي ينتجانها من بين الدول المقبلة على اقتناء هذا المنتج وهو الأمر الذي يرغب التوأمان أن يتغير في المستقبل.

نبذه عن بداية شركة التوأمين التونسيين

بدأ العمل الجاد في عام 2012، كانت البذرة الأولى للشركة من إنتاج شركة “أكسجين أيرونوتك” بالمدرسة الوطنية للمهندسين في سوسة وكانت الطائرة تحمل مُحركًا وحيدًا وتتسع لشخصين فقط، يبلغ طولها حوالي ستة أمتار وعرض ثمانية امتار باحتساب طول الجناحين، تزن حوالي 275 كجم، يُمكنها الطيران بسرعة قصوى حوالي 250 كم بالساعة، تستهلك حوالي 6 لتر من المازوت لتطير مسافة 200 كم.

تُصدر الطائرات تونسية الصنع إلى العديد من البلدان الغربية مثل إيطاليا، أسبانيا، فرنسا، وتستخدم في صناعتها كل من ألياف الكربون والألمونيوم، والتي عرضت لاستخدامات عدة مثل النزهات الجويّة، وأغراض الإشهار وأيضاً رش المبيدات الحشرية بالأراضي، كما يُمكن استخدامها في مراقبة الحدود والمياة الإقليمية.

سرعان ما بدأ التوأمان في تصنيع الطائرات من شركة خاصة بهما أسموها Avionav والتي تقع بمنزل كامل بولاية المُنستير بدولة تونس، وحلموا بإطلاق العشرات من الطائرات المتعددة رغم صعوبات الإدارة التونسية الكثيرة في الطيران المحلي لتجربة هذا النوع من الطائرات، تضم الشركة حوالي 4 مهندسين و20 عاملاً وفنياً يقومون بتصميم هيكل عربي للطيران في السماء، وتصل تكلفة الطائرة الواحدة حوالي 100 ألف دينار وتستغرق 30 يوماً من الصناعة، وقد قاموا بتصنيع حوالي 6 طائرات للمستهلك في عام 2014 لكن العائق الأكبر لنمو المشروع هو التراخيص المحلية للطيران والجمركية لنقل هذه المنتج خارج البلاد.