خبر : تل أبيب تحتفي بالإنجاز المنسوب إليها بالطائرة الروسيّة وتؤكّد أنّ بريطانيا أهانت السيسي

الإثنين 09 نوفمبر 2015 11:59 ص / بتوقيت القدس +2GMT
تل أبيب تحتفي بالإنجاز المنسوب إليها بالطائرة الروسيّة وتؤكّد أنّ بريطانيا أهانت السيسي



القدس المحتلة / سما / احتفى” الإعلام العبريّ اليوم الاثنين بالـ”إنجاز″ الذي نسبه للمخابرات الإسرائيليّة عدد من المسؤولين الأمريكيين، والذين أكّدوا لشبكة التلفزيون الأمريكيّة (CNN) على أنّ المخابرات الإسرائيليّة تمكّنت من رصد مكالمات بين أعضاء تنظيم “الدولة الإسلاميّة” في سبه جزيرة سيناء بُعيد سقوط الطائرة الروسيّة، يوم السبت قبل الماضي، والتي أكّدت على أنّ هذا التنظيم هو الذي نفذّ العملية.


وبحسب المسؤولين في واشنطن فإنّ تل أبيب قامت بتزويد كلّ من واشنطن ولندن بهذه المعلومات، وامتنعت عن إبلاغ موسكو أوْ القاهرة. وبحسب مُحلل الشؤون الخارجيّة في القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيليّ، عراد نير، فإنّ الخطوة الإسرائيليّة بإبلاغ أمريكا، جاءت بهدف تلطيف الأجواء بين الولايات المُتحدّة الأمريكيّة وبين الدولة العبريّة، عشيّة اللقاء المُزمع عقده عصر اليوم الاثنين بين رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، وبين الرئيس الأمريكيّ في البيت الأبيض، خصوصًا وأنّ العلاقات الشخصيّة بين الرجلين وصلت إلى الدرك الأسفل، وهذا هو أوّل لقاء يُعقد بين الزعيمين منذ أكثر من سنةٍ.


جديرٌ بالذكر أنّ إسرائيل الرسميّة التزمت الصمت حول هذه الأنباء. من ناحيته، قال مُحلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة (هآرتس)، د. تسفي بارئيل، إنّ الحكومة البريطانيّة لم تستطع اختيار توقيت دبلوماسيّ أسوأ لتأمر شركات الطيران البريطانيّة تأجيل جميع الرحلات الجوية من مطار شرم الشيخ، خشية من أنْ يكون تحطم الطائرة الروسية قد نجم بسبب عبوة ناسفة. 

مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّها قامت بذلك بعد ساعات من هبوط الرئيس المصري، عبد الفتّاح السيسي، لزيارة رسمية في لندن والتي تتضمن لقاء مع رئيس الحكومة البريطانية، ديفيد كاميرون. وبرأي المُحلل الإسرائيليّ، لم يكن السيسي ليتخيل استقبالاً أكثر سوءً من هذا، لافتًا إلى أنّه على مدى خمسة أيام متتالية، قبل وقت طويل من توصل محققي الرحلة الجوية إلى النتائج الأولية، تصرّ الحكومة المصرية على أنه ليس هناك أيّ سبب للافتراض بأنّ عملية إرهابية تسببت في حادثة التحطم التي قُتل فيها 224 مسافّرا وأفراد الطاقم.


بالإضافة إلى ذلك، أوضح د. بارئيل أنّه لم تكن حكومة كاميرون، التي تلقت أيضًا انتقادات قاسية من المعارضة ومنظمات حقوق الإنسان لكونها تستضيف المستبد السيسي، لتُحرجه ببيان علني كهذا لولا المعلومات الاستخباراتية القوية حول احتمال أنْ تكون عبوة ناسفة قد أدت إلى تحطم الطائرة، على حدّ تعبيره. ولتعزيز أقواله، أوضح د. بارئيل أنّ خروج زعيم “ولاية سيناء” أبو أسامة المهاجر بتسجيل صوتي حمل عنوانًا يشير بوضوح إلى مضمونه: نحن من أسقطها فموتوا بغيظكم، يُجدّد فيه تبنّي تنظيمه لعملية إسقاط الطائرة، دون الكشف عن طريقة التنفيذ. قال: موتوا بغيظكم فنحن من أسقطها، ولسنا مجبرين عن الإفصاح عن آلية سقوطها.

 وفي ما يشبه التحدّي، أضاف المهاجر: هاتوا حطام الطائرة وفتشوا، أحضروا صندوقكم الأسود وحلّلوا، واخرجوا علينا بعصارة أفكاركم، وخلاصة خبرتكم، وأثبتوا أنّنا لم نسقطها، أوْ كيف سقطت، مشددًا على أنَّ ولاية سيناء ستفصح عن آلية سقوط الطائرة في الوقت الذي تريده، وبالشكل الذي تراه، بحسب تعبيره.


وقال المُحلل الإسرائيليّ أيضًا إنّ النقطة الجوهرية في هذا التسجيل هي إشارة المتحدث إلى أنَّ الطائرة سقطت في اليوم السابع عشر من محرم، وهل تدرون أنَّ هذا اليوم يوافق ذكرى بيعتنا لخليفتنا حفظه الله، لأنَّ هذه الإشارة بالإضافة إلى كونها تعني أنَّ العملية جرى التخطيط لها بعناية ودقّة كي يصادف تنفيذها في الذكرى السنوية الأولى للبيعة، فإنَّها من جهة ثانية، تعني صعوبة أنْ يكون البيان كاذبًا لأنّ المتحدث، وهو زعيم “ولاية سيناء”، ربط بين العملية وبين مناسبة تخص “الخليفة” نفسه، وهو لم يكن مضطرًا لذلك لولا ثقته بما يقول. وهكذا بات من الواضح أنَّ فرع داعش في سيناء مُصرّ على تبنّي إسقاط الطائرة، خصوصًا أنَّ التسجيل الصوتي لأبي أسامة المهاجر جاء بعد بيان مكتوب أعلنت فيه “ولاية سيناء” مسؤوليتها عن إسقاط الطائرة بعد ساعات من تحطمها يوم السبت قبل الماضي.


ولفت د. بارئيل أيضًا إلى أنّ احتمال العملية الإرهابية قد نُفي في البداية بسبب التقدير أنّ الصواريخ المضادة للطائرات التي بيد فرع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سيناء ليست قادرة على إصابة الطائرة الروسية. ولكن في الأيام الأربعة الأخيرة كثرت العلامات التي تدل على أنّ احتمال ذلك معقول جدًا، تحديدًا، على شكل وضع عبوة ناسفة في الطائرة وهي لا تزال على الأرض. وتشير الحالة المستعجلة التي صدر فيها البيان البريطانيّ، شدّدّ د. بارئيل، على أنّها كما يبدو معلومات من دولة أخرى.


ورأى المُحلل أيضًا أنّ قيام بريطانيا وروسيا بإجلاء رعاياهم من مصر هي ليس مجرد إضرار بهيبة السيسي، وإنمّا أيضًا ضربة قاسية جدًا لصناعة السياحة المصرية، علمًا أنّه في كلّ عامٍ يصل عدد السياح من روسيا وحدها إلى مصر 3 ملايين سائح.


وخلُص المُحلل إلى القول إنّه منذ الثورة المصرية ونفاد الزوار في الأهرام والمواقع الأثرية في وسط البلاد، اعتمدت السياحة بشكل أساسيّ على السائحين الذين استمروا بالذهاب إلى جنوب سيناء، وقد امتنع فرع داعش، الذي وسّع عملياته في الأشهر الأخيرة عبر سلسلة من الهجمات القاسية ضدّ الجيش المصري في شمال سيناء، عن تنفيذ العمليات في جنوب شبه الجزيرة، وذلك بشكل أساسيّ بسبب حقيقة أنّ الآلاف من أبناء القبائل البدوية في شمال سيناء يساعدون داعش، ويعملون في الفنادق والشركات السياحيّة في الجنوب، على حدّ تعبيره.