خبر : بديهيات .... نكدة ...م. عماد عبد الحميد الفالوجي

الأحد 01 نوفمبر 2015 06:39 م / بتوقيت القدس +2GMT
بديهيات .... نكدة ...م. عماد عبد الحميد الفالوجي




عادة الأمور التي توصف بالبديهية لا تحتاج الى شرح طويل او كلام كثير حولها ، فهي " بديهية " يتم فهمها وسرعة التوافق عليها بشكل تلقائي ومباشر ، والاصل لا خلاف حولها لأنها بديهية ، وتكون مفهومة لكل المستويات دون استثناء والأصل ان يتم اتخاذ مواقف منها بشكل بديهي وبدون كثير من التفكير ولا تحتاج الى نقاشات كثيرة ،، .. وهذا الطبيعي في الموضوع ، ولكن الغير طبيعي و " النكد " ان تحتاج أمور بديهية لكثير من الشرح بالرغم أن كل أطرافها متفقين على أنها بديهية ومفهومة ويعلن عنها كل طرف بتأكيد بديهيتها ،، ومن المعلوم أن من يجادل ويناقش في أمر بديهي فهو مريض نفسي يحتاج الى علاج وليس نقاش وهذا الطبيعي ..
ولذلك فإن قيادات وشخصيات عامة – بناء على ما سبق – تحتاج فعلا الى علاج وليس نقاش لانه من الواضح ان من يناقش في قضية متفق عليها أنها بديهية لن تصل معه الى نتيجة إيجابية مطلقا ،، وإليكم بعض النماذج ..
واهم البديهيات – المتفق عليها بين الجميع – هي كالتالي /
أولا ...... ضرورة الانتهاء من الانقسام البغيض بين شقي السلطة وضرورة الاتفاق على وحدة بناء السلطة الفلسطينية وصولا لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية على ارض الواقع .... لا يوجد من يختلف على هذه البديهية إلا الكارهين للشعب الفلسطيني وقضيته ..
والبديهية الثانية ... المرتبطة بما سبق أن استمرار الانقسام هو مصلحة العدو المشترك وهو الكيان الإسرائيلي ،، وأن هذا الكيان يعمل ويخطط على استمرار هذا الانقسام بل ويغذيه من خلال فتح قنوات بين أطراف الانقسام لتشجيعه ..
ومع ذلك فإن الانقسام مستمر ومتواصل ..
البديهية الثالثة ..... الاتفاق على أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل كافة المشاكل بين أبناء الشعب الفلسطيني وفصائله ، وأن الحوار يجب ان يكون مستمرا وليس موسميا او لتحقيق أهداف صغيرة ..
ومع ذلك لا تسمع عن الحوار الا في المناظرات الإعلامية ، واستخدام الحوار الموسمي حسب الطلب ودون الخوض في القضايا الملحة ووضع برنامج وخطوات لتجاوز الخلاف ..
البديهية الرابعة .. ان الحزب هو وسيلة لخدمة الوطن والقضية ،، ولكن على ارض الواقع العكس هو الغالب ..
البديهية الخامسة .. هو ضرورة مواجهة العدو على كافة الجبهات والمستويات واستخدام كل أوراق القوة التي نملكها والكفيلة بإحراج هذا العدو أمام حلفائه ،،، ومع ذلك نتردد في استخدام هذا الحق ونخضعه لحسابات غير صحيحة ..
البديهية السادسة .. ان الشعب الفلسطيني ينتمي الى امته العربية وهي الظهير لنا والداعم الأساس لقضيتنا وعليه الرهان لمستقبلنا... ومع ذلك هناك من يعمل على إضعاف روح هذه العلاقة وتجاوزها من خلال مواقف مستفزة ..
البديهية السابعة .. ان كافة الفصائل الفلسطينية انطلقت من أجل هدف واحد وهو خدمة القضية الفلسطينية ومواجهة أعدائها وتحرير الأرض والانسان ، ولذلك من البديهي ان يجمعها الاحترام والتنسيق بالرغم من التوجهات المختلفة بينها وأن تاريخها وتضحياتها هي تاريخ ناصع للقضية الفلسطينية ...... ومع ذلك تجد غير ذلك على ارض الواقع .
البديهية الثامنة .... اننا جميعا نخضع تحت احتلال لا يفرق في عداوته للمجموع الوطني ، والأصل ان توحدنا مواجهة عدونا .... ومع ذلك نحن لا نثق في بعضنا ولغة الاتهام والتشكيك هي الغالبة على ثقافتنا الحزبية ..
البديهية التاسعة .... أن وحدة القيادة ووحدة التخطيط أحد أهم مرتكزات القوة لنا ..... ومع ذلك نختلف على قيادتنا وكل طرف يصنع له قيادة ومرجعية خاصة به ..
البديهية العاشرة ... ان الإنجازات التي يتغنى بها كل طرف فلسطيني يجب ان تخدم في المحصلة النهائية المشروع الوطني العام ، وإذا لم تحقق تلك النتيجة تبقى هذه الإنجازات وهمية لا قيمة لها ولا يمكن البناء عليها ... ومع ذلك الكل يتغني إعلاميا بإنجازات لا رصيد لها في المشروع الوطني الذي يتراجع امام الجميع .
وهناك الكثير من البديهيات التي يتفق حولها الجميع ،، والعجيب اننا نخضعها للحوار والنقاش ،، إنه المرض الحزبي وثقافة الهزيمة ..