عمان ـ «القدس العربي»: لا يمكن تحديد السبب الذي دفع رئاسة أم الجامعات في الأردن لاتخاذ قرار غير مبرر وعلى نحو مفاجئ بحظر أي هتاف سياسي خلال تجمعات الطلاب، باستثناء الهتاف للدولة الأردنية ورموزها وللهاشميين.
إدارة الجامعة الأردنية في عمان العاصمة حشرت نفسها مجددا تحت أضواء الإعلام المتخصص بالحديث عن القمع ومنع الحريات وهي تقرر عقوبات فصل بحق طالبين من التيار الإسلامي يقولان إنهما هتفا لنصرة المسجد الأقصى.
الإجراء المثير للجدل اتخذته عمادة شؤون الطلبة ضد طالبين قياديين في اتحاد الطلاب اتهمتهما بالهتاف للشيخ الراحل ومؤسس حركة حماس أحمد ياسين.
برأي الطلاب تهتف مسيراتهم للمقاومة ولياسين ولحركة فتح منذ عشرات السنين.والتقدير أن الجامعة قررت لأسباب مجهولة التحرش بالمسيرات الطلابية ورفعت سيف العقوبات في وجه الطلاب ونشطاء التيار الإسلامي بذريعة الهتافات.
لافت جدا للنظر أن عميد شؤون الطلبة ويدعى أحمد عويدي ظهر على شاشة محطة «الجزيرة» ليبلغ الجميع بقرار إدارة الجامعة معاقبة كل من يهتف لأي رموز غير وطنية.
العميد نفسه بدا خارج المألوف وهو يحاول ترسيم حدود ما ينبغي ان تطلقه حناجر الطلاب في تجمعاتهم السياسية، مشيرا إلى أن المسموح فقط هو الهتاف للهاشميين وللدولة الأردنية، علما أن مناصرة المسجد الأقصى، كما يقول الناشط الطلابي فتحي العمر، هي بحد ذاتها دفاع عن خيارات الدولة الأردنية وعن الوصاية الهاشمية التي تعتدي عليها إسرائيل.
عقوبات الفصل بحق الطلاب كانت رسالة تحذير، وأثارت جدلا واسعا حول مستوى الحريات الطلابية تحت سقف جامعات الحكومة عند المنظمات المدنية المعنية. لكن الإجراء نفسه أثار سخرية وتعليقات متعددة على وسائط التواصل الاجتماعي كونه غير مسبوق فلم يسبق حتى لوزارة الداخلية أن طالبت المعتصمين في أي وقت ومكان بحصر هتافاتهم بالدولة، والمعترضون على القرار يشيرون إلى أن إجراء من هذا النوع يسيء للدولة في الواقع أكثر مما يخدم توجهاتها.


