خبر : إنتفاضة و وحدة، أم إستثمار؟ مصطفى إبراهيم

الأربعاء 14 أكتوبر 2015 06:22 م / بتوقيت القدس +2GMT
إنتفاضة و وحدة، أم إستثمار؟ مصطفى إبراهيم




منذ البداية بدا واضحاً الغموض وغياب الشفافية لدى الرئيس محمود عباس و القيادة، و الفصائل مرتبكة ومترددة، وكأنها غير قادرة على قراءة ومواكبة ما يجري، و لم تتشكل قناعة أو يقين لدى بعض من الفصائل أن ما يجري هو مجرد رد فعل على جرائم المستوطنين، و إستثمار سياسي من الرئيس محمود عباس للضغط على الولايات المتحدة للتحرك.
وما قامت به حركة فتح من تنفيس و مناورة و إستثمار اللحظة واستقبال الرئيس بعد عودته من الأمم المتحدة بمسيرات مسلحة من أفراد من كتائب شهداء الأقصى، والرئيس غير مقتنع بكل ذلك ومتمسك بقناعاته و بلا كبيرة لأي إنتفاضة سواء مقاومة شعبية التي نراها الآن أو حتى المقاطعة أو المقاومة المسلحة، و هو لديه انتفاضته الخاصة به، و هي الحراك السياسي والدبلوماسي والقانوني غير الواضح المعالم، ويحتاج إلى جهد وسنوات طويلة من التحقق و التحقيق سواء من محكمة الجنايات الدولية أو غيرها من المؤسسات التي تم الانضمام لها.
القيادة وحركة فتح والفصائل بما فيها حركة حماس تكرر وتؤكد على سلمية وشعبية المقاومة، ويبدو واضحا أن هناك شبه إجماع وطني على ذلك، لكنه لم يتبلور بشكل عملي وحقيقي على الأرض من خلال برنامج وتوافق طني، والقيام بمراجعة وطنية للعشرين عاماً الماضية، ومسيرة المفاوضات وفشلها الذريع، ونقاش ومراجعة تجربة الكفاح المسلح والمقاومة المسلحة والثمن القاسي الذي دفعه الفلسطينيين.
وهذا ما تحاول إسرائيل إعادة تجربته مرة أخرى في قمع أي انتفاضة سلمية شعبية أو مسلحة وتحاول جر المقاومة إلى هذا المربع، ومدى قدرتنا على الصمود و الاستمرار في الحفاظ على سلمية وشعبية الإنتفاضة.
ولم نسمع حتى اللحظة خطاب إعلامي وطني يحدد معالم المرحلة القادمة التي تتبلور وتقطع مع الماضي، و تأصل لما هو قادم والبناء لحراك وطني بدأ لوقف التراجع والتدهور، حتى لو تمترست القيادة في موقفها ورؤيتها، ومطلوب منها الدعوة لنقاش وحوار وطني، يناقش بجرأة المرحلة القادمة والتوافق على برنامج وطني، وبرنامج عمل في حده الأدنى يخاطب الناس بشفافية، وليس في إجتماعات القيادة واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ويرفع شعار ويحدد أهداف وشعارات المرحلة القادمة للتحرر الوطني.
الأوضاع الكارثية وممارسات الإحتلال من الضم والتهويد و الإستيطان وعربدة المستوطنين، والعشر سنوات الأخيرة كانت عجاف وقاسية، والمواجهات ليست جديدة، فإنتفاضة القدس تتصاعد منذ أعوام إحتجاحاً على الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية، والعام الماضي استباحت قوات الاحتلال مدن الضفة الغربية وانتهت بحرق الطفل أبو خضير، وشن حرب قاسية على قطاع غزة، كل ذلك يستدعي خطوات جريئة لإنهاء الإنقسام وتحقيق الوحدة.
إسرائيل تعمل على تقسيم الفلسطينيين المقيمين في فلسطين إلى أربعة أقسام، جغرافياً و سياسياً، للاستفراد بهم، وهي القدس، وفلسطينيي الداخل، والضفة الغربية، وقطاع غزة، وتحاول تحييد والتعامل مع كل منطقة والتمييز بينهما من حيث مكانهم و قراءة واقع كل منطقة حسب ظروفها وموقفها من الإنتفاضة والمشاركة فيها، والخطوات التي يجب ان تتخذها سواء بالتهدئة أو التصعيد و القمع والبطش، وفرض العقوبات الجماعية خاصة في مدينة القدس، وما نشاهده من إعدامات بدون محاكمات وقرارات قديمة جديدة بحق المقدسيين.
ونحن ما زلنا مشتتين وبلا أمل أو يقين من موقف القيادة والفصائل، وهل نحن في الطريق لتحقيق الوحدة أو أنها بروفة لثورة عارمة، أم استثمار للحظة سياسية قادمة؟ يجب التوحد وتشكيل رأي عام ضاغط على القيادة لتحديد موقفها، والتوقف عن ترديد ان مقاومتنا سلمية، ولم نحدد بعد ماهية سلميتها وشعبيتها، و اتخاذ خطوات سريعة تجاه إنهاء الانقسام، و ما لذلك من انعكاس على معنويات الناس خاصة الشبان الذين يمتلكون الروح والوعي الوطني الذي يتبلور بشكل عميق و واضح للقطع مع الفترة السابقة، و التأكيد على أننا حركة تحرر وطني، وأن الإحتلال إلى زوال.