دمشق سمادعا الرئيس السوري بشار الأسد الثلاثاء جميع القوى للاتحاد في مواجهة الإرهاب من أجل الوصول إلى الأهداف السياسية عبر الحوار، في محاولة لدعم الموقف الروسي الداعم له ونظامه، وبعد رصد التغيير الكبير الذي طرأ في الفترة الاخيرة على المواقف الاوروبية الامريكية بشأن بقائه في السلطة، وضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية مع بروز ازمة اللاجئين السوريين وتزايد خطر داعش.
جاءت تصريحات الأسد خلال مقابلة مع وسائل إعلام روسية الثلاثاء، تحدث فيها عن آخر تطورات الأزمة السورية وسبل الخروج منها، وستبث "روسيا اليوم" المقابلة غدا الأربعاء.
وفي خضم التغيير في الموقف الامريكي والاوروبي المتزايد بشأن الرئيس السوري وبقائه في السلطة ومع تزايد نفوذ وتوسع داعش في العراق وسورية وغيرها من البلدان العربية، بالاضافة الى الخطر التي اصبحت تشكله على الدول الاوروبية والولايات المتحدة، وتزايد نسبة المتعاطفين معها، كشفت صحيفة الغارديان البريطانية في عددها الصادر الثلاثاء عن عرض تقدمت به روسيا قبل ثلاثة أعوام ونصف، يتنحى فيه الرئيس السوري بشار الأسد، ضمن خطة سلام شاملة.
ونقل التقرير عن الرئيس الفنلندي السابق والحائز على جائزة نوبل للسلام مارتي أهيتساري، قوله إن الدول الغربية فشلت في انتهاز الفرصة والموافقة على الخطة. مشيرا إلى أنه منذ أن تقدمت روسيا بالعرض في عام 2012، قتل عشرات الآلاف من المواطنين السوريين، وشرد الملايين، ما أدى إلى أكبر موجة لجوء يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية.
وتبين الصحيفة أنه في شباط/ فبراير 2012، عقد أهيتساري محادثات مع ممثلي الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن. وقال إن السفير الروسي فيتالي شيركين تقدم خلال هذه المحادثات بخطة تتكون من ثلاث نقاط، اشتملت على تنحي الأسد عن السلطة في مرحلة معينة، وبعد بدء المحادثات بين المعارضة والنظام.
ويستدرك التقرير بأن أهيتساري قال إن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا كانت واثقة من سقوط نظام الأسد، وقررت تجاهل الخطة. وعلق أهيتساري قائلا:"لقد كانت فرصة ضاعت في عام 2012".
وذكرت الصحيفة أن روسيا ظلت رسميا تدعم النظام السوري، مؤكدة أن الإطاحة به يجب ان تكون ضمن تسوية سياسية، وأكد الأسد في حواراته أن موسكو لن تتخلى عنه. وبدأت روسيا في الأسابيع الماضية بإرسال قوات ومعدات عسكرية إلى سوريا.
ويشير التقرير، إلى ان لجنة نوبل قد منحت الرئيس الفنلندي السابق جائزة السلام عام 2008؛ لجهوده التي قام بها خلال ثلاثة عقود، لحل الخلافات الدولية من ناميبيا إلى أتشس في أندونيسيا وكوسوفو والعراق.
واوردت الصحيفة أنه في 22 شباط/ فبراير 2012، ذهب أهيتساري، بناء على طلب من مجلس الحكماء، (وهو مجلس يدعو إلى السلام، ويضم في عضويته قادة كبارا، مثل نيلسون مانديلا وجيمي كارتر وكوفي عنان)، لمقابلة ممثلي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن في مقر الأمم المتحدة.
وينقل التقرير عن أهيتساري قوله: "أكثر اللقاءات إثارة كانت مع فيتالي شيركين؛ لأنني أعرف الرجل". وأضاف: "لم نكن نتفق على كل شيء، ولكننا تحدثنا بصراحة، وشرحت له ما أقوم به، وقال لي: سيد أهيتساري، إجلس وسأخبرك بما يجب فعله، وقال ثلاثة أمور:
– أولا: يجب ألا نقدم السلاح للمعارضة.
– ثانيا: علينا أن نفتح حوارا بين المعارضة والأسد.
– ثالثا: علينا أن نجد طريقة مرتبة ينتحى من خلالها الاسد عن السلطة”.
وتفيد الصحيفة بأن شيركين قد رفض التعليق على ما جرى بينهما من حوار "خاص"، لكن الرئيس الفنلندي السابق مصر على ما دار من حوار بينهما.
ويكشف التقرير عن أن أهيتساري يؤكد أنه "لا يوجد أي شك؛ لأنني عدت وسألته مرة ثانية"، حيث لاحظ أن شيركين كان قد عاد للتو من موسكو، ولا يوجد أي شك بأنه كان يتحدث نيابة عن الكرملين.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن أهيتساري قد تقدم بالخطة للسفراء الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين في الأمم المتحدة، وقال إنه "لم يحدث شيء، لأنني أعتقد أن هؤلاء كلهم كانوا مقتنعين بأن خروج الأسد من السلطة سيكون في غضون أسابيع، ولم تكن هناك حاجة لعمل أي شيء".
عن روسيا اليوم


