يصعب التصديق بأنه مرت سنة واحدة فقط على الصيف الذي عايشته اشكلون خلال حرب الجرف الصامد، والذي تم خلاله اطلاق عدد قياسي من الصواريخ على المدينة، وصل الى 277 صاروخا. واليوم، بعد سنة واحدة فقط، يمكن التصريح بملء الفم بأنه ليس فقط لم ينجح المخربون بكسر معنوياتنا، وانما خرجت اشكلون من الحرب اكثر قوة.
قبل عام واحد فقط، كنا محاصرين داخل الغرف الآمنة، والآن، سنحتفل هذه الليلة في المدينة بفعاليات "الليلة البيضاء"، وخلال الأسابيع القادمة سنحيي سلسلة من الفعاليات الصيفية، والتي ستكون الأكبر على الإطلاق في اشكلون. وهذا ما كان سيحدث لو لم يظهر سكان المدينة حصانة رائعة أثناء وبعد العملية. وبفضل تلك الحصانة واستعدادات البلدية، يمكن القول ان مدينة اشكلون تعافت من اضرار الحرب. واصبحت اشكلون جذابة تشد اليها الاف الإسرائيليين من مختلف انحاء البلاد، بل تحتل المكان الاول في قائمة البلدات التي تتمتع بهجرة ايجابية، حيث تم استيعاب اكثر من 5000 مواطن جديد.
مع ذلك، علينا ان لا نخطئ. فاليوم، ايضا، لا تزال موجهة نحونا عشرات آلاف الصواريخ. مخربو حماس وبقية التنظيمات الارهابية في غزة لا يتوقفون عن العمل في ترميم قواهم العسكرية بعد الجرف الصامد، وزيادة مستودعات الصواريخ لديهم، واعادة انشاء مختبرات انتاج الاسلحة، وتهريب وسائل قتالية متقدمة، واعادة حفر الانفاق المفخخة. سكان اشكلون يتوقون الى يوم يتحقق فيه السلام، لكن الواقع الذي عايشوه في الصيف الأخير، يعلمنا انه يجب مد ايادينا الى السلام، ولكن في المقابل، الاستعداد بكل الوسائل الخاضعة لسيطرتنا، كي نضمن سلامتنا وأمننا.
في كل اسبوع، تقريبا، نتلقى تذكيرا غير لطيف من غزة، يثبت لنا مدى هشاشة الواقع الذي نعيشه، وهذا هو المكان والوقت المناسبين للتوجه الى صناع القرارات في الحكومة والكنيست والقول لهم بملء الفم، ان سكان اشكلون يمنحونكم الدعم الكامل، في كل الاوقات الجيدة والأقل جيدة، لكن من المهم ان تكون هنا ضمانات متبادلة.
آن الأوان لإعادة اشكلون الى خارطة التفضيل القومي، كمنطقة تفضيل أ، كي نتمكن من جذب شركات كبيرة ومصانع ومبادرين، ونثبت للإرهابيين في غزة، اننا اقوى من أي وقت سابق. وانه على الرغم من عدم زوال تهديد الصواريخ من فوق رؤوسنا فانهم لن ينجحوا ابدا بكسر معنوياتنا.


