خبر : يقتربون منا \ اليكس فيشمان \ يديعوت احرونوت

الخميس 02 يوليو 2015 12:15 م / بتوقيت القدس +2GMT




لم تمض ساعة على قيام رجال "داعش ولاية سيناء" بشن هجوم على الجيش المصري، حتى دخلت القيادة الجنوبية في حالة تأهب. فالذكريات الصعبة من الهجمات الارهابية في آب 2012 لا تزال محفورة عميقا في وعي القيادة. الانباء التي وردت من حلبات المعارك تحدثت عن سيطرة رجال داعش على آليات عسكرية ثقيلة تابعة للجيش المصري، ومن بينها على الأقل دبابة واحدة.
في اب 2012 ايضا، سيطروا على شاحنة وعلى مصفحة عسكرية واخترقوا الحدود وتسللوا لعدة كيلومترات داخل اسرائيل، وتم بأعجوبة صدهم قبل ان يتمكنوا من تنفيذ عملية تفجيرية في كرم ابو سالم. الذين شنوا الهجمات امس، هم ذات السلفيين، غالبيتهم مصريين من سكان سيناء. في 2012 عملوا برعاية الجهاد العالمي تحت اسم "انصار بيت المقدس"، ولكن في السنة الاخيرة "استبدلوا التبعية"، وامس عملوا برعاية داعش لواء سيناء.
لم يكن المهاجمون هم انفسهم فقط، وانما يتشابه توقيت الهجومين: قريبا من السابع عشر من رمضان، الذي وقعت فيه معركة بدر، احدى المعارك الشهيرة في الاسلام. بالنسبة للتنظيمات السلفية يعتبر هذا التاريخ موعدا مفضلا لمهاجمة اعداء الاسلام. ولذلك كان يفترض ان لا يفاجأ الجيش المصري، خاصة وان الهجوم وقع على مقربة من الذكرى السنوية لاسقاط نظام الاخوان المسلمين في مصر.
انتقال السلفيين الى العمل تحت راية داعش في سيناء يحول هذا التهديد المحتمل، الذي يحدث على الحدود الجنوبية لإسرائيل، الى مسألة اكثر درامية. يمكن مشاهدة الفارق في الاشرطة التي ينشرها الارهابيون انفسهم في الأشهر الأخيرة. اذا كان يمكن الى ما قبل نصف سنة، رؤية لابسي الجلابيات وهم يحملون بنادق الكلاشنكوف – الامر الذي يذكر بمجموعة من البدو المسلحين – فانهم يظهرون اليوم بالزي العسكري، المرصع بالرتب العسكرية ويرتدون الدروع ويمتلكون اسلحة متطورة اكثر.
المقصود اليوم تنظيم عسكري مدرب ومنظم، يتزود بأفضل الأسلحة. لقد هاجم رجاله في ذات الوقت امس، عدة اهداف كبيرة للجيش المصري، داخل منطقة طولها 25 كلم، بما في ذلك معسكر رئيسي في الشيخ زويد. كانت حملة مخططة ومتزامنة على طراز عمليات داعش في العراق وسوريا. وفي ساعات الظهر وزع التنظيم منشورات في العريش تطالب السكان بالهرب، لأنه سيسيطر على المدينة. ولكن المعركة على المسار بين الشيخ زويد والعريش لا تزال بعيدة عن الانتهاء.
خلال الموجة الاولى من الهجمات شارك بين 70 – 100 سلفي، تزودوا بصواريخ متطورة مضادة للدبابات. لقد اطلقوا قبل اسبوعين فقط صاروخا من نوع كورنيت على دبابة مصرية، وامس اطلقوا العشرات من هذه الصواريخ. وكشفت هذه الصواريخ احدى قنوات الاوكسجين الرئيسية للسلفيين في سيناء – الذراع العسكري لحركة حماس: فالمسؤول عن تدريب السلفيين في سيناء هو خبير الصواريخ المضادة للدبابات، عبدالله قشطه. وهذا ليس الرابط العسكري الوحيد بين حماس في غزة والسلفيين في سيناء. فبعض مصادر تمويل السلفيين تصل من صندوق حماس ، رغم ان حماس تخفي ذلك كي لا تثير غضب سكان القطاع الجوعى، وكي لا تتسبب بمواجهة مع الايرانيين اعداء داعش.
حماس تدفع للسلفيين كي يحرسوا مستودعات الاسلحة التابعة لها في سيناء، ولا يعرقلوا عمليات التهريب الى غزة. وفي المقابل تقدم حماس العلاج الطبي لرجال داعش في مستشفيات الشفاء والاهلي في غزة، كما تحول اليهم المعلومات العسكرية والدعم اللوجستي. بشكل عام تعتبر حماس تنظيم داعش في سيناء جهازا صديقا يمكن من خلاله وبمساعدته العمل ضد إسرائيل من سيناء.
اذن اصبحنا الآن معلقين بما ستفعله مصر. لقد سمحت إسرائيل لمصر، خلافا لاتفاق السلام، بتفعيل اسلحة عسكرية في سيناء، من الطائرات الحربية وحتى الدبابات. وحصلت على كل ما طلبت. لكن الاستراتيجية التي تتبعها مصر ضد السلفيين في سيناء – عزلهم عن الجمهور المدني على امل ان يلفظهم – فشلت. كما لم تنجح مصر بعزل غزة وفصل الذراع العسكري لحماس عن السلفيين. وكما يظهر الامر، فانه اذا لم تنجح مصر باحباط داعش ومصادر معيشتها في سيناء، ولم تنجح بفصل غزة بشكل كامل عن سيناء، فان هذه المشكلة ستصل الينا، عاجلا ام آجلا.