خبر : من منظور آخر.. كيف تكتشف الإبداع من حولك بقواعد بسيطة؟

الإثنين 29 يونيو 2015 02:37 ص / بتوقيت القدس +2GMT
من منظور آخر.. كيف تكتشف الإبداع من حولك بقواعد بسيطة؟



سما / وكالات / في كُل يوم نكتشف جانباً فريداً من العالم، كواليس لا يُلاحظها المارين على مسرح الحياة، رُبما لم يسبق أن إطلعنا عليها من قبل لمُجرد أننا مُنهمكين في جرفة الروتين وتيار الحياه الذي لا ينقطع.

الواقع أن الإبتكار متواجد في كُل ما حولنا، إلا أننا غارقين فيما يشغلنا عنه، وكوننا واقعين في تلافيف الحياه ومُنحنياتها إقتصرت أفكارنا على مادة الحياه نفسها.

ما بين المسؤليات، الواجبات والحقوق، ما بين السعّي وراء الرزق والركض وراء لُقمة العيش, تساقطت أحلامنا، حُلم تلو الأخر في عبّثِ لم نختره، وانما فُرض علينا.

من واقع دراسه لم تخترها، الي ظروف بلادنا العربية الغير صالحة حتى للعيش الآدمي، الي مُجتمع ملئ بالأحكام المُسبقة ورهبة التفكير واحتكار النجاح وتعقيد سُبل الوصول وتثبيط أصحاب الهمم!

عشـرُ خرافات حول ” الإبداع ” عليك ان تتوقف عن تصديقهـا !

إذا فكّرنا بهذه الطريقة لما كان عنوان مقالنا “كيف تُبدع” وانما “كيف تعيش”!

إن النظر للساعه في حالتنا هذه مُميت لأبعد الحدود, انه يُعطي مشهد عن الموت البطئ الذي ننجرف له بينما نعتقد أن مُراقبتنا للعالم وهو يتحرك ونحنُ لازلنا عند نفس النُقطة مشاركة في الُإبداع والتطور والتنمية.

والحقيقة أنه ليس كُل من كتب عن الإبداع مُبدع.

تلك الدقائق التي تمُر دون أن نشعر بينما نُسابق أعمارنا, عقارب الساعة التي لا تؤخر ثانية لتستوقف لنا قطار العُمر الراحل، صوت أنفاسك الغير مُنتظم مع كُل تجرُبه فشلت بعد أن خُضتها، قائمة انجازاتك التي لا تزال فارغة مقارنة بمخزون الطموح الذي يتملك سمائك..

قدراتك التي لم تكتشفها بعد والتي ينتابك أحياناً انها غير موجوده بالفعل، كيف وصل المبدعين؟ كيف تعرفوا على ذاتهم؟ كيف أفكر على طريقتي لا على طريقة العالم من حولي؟ وهل حقاً هناك مجال لتحقيق الذات بين كُل هذه الأعباء؟

الواقع يا صديقي آن هذه الحاله تنتابنا جميعاً نتيجة لعدم الشعور بالإنجاز, أوالتكاسُل في السعيّ, والواقع أنها قد تنتابنا كذلك نتيجة لنظرتنا السطحية للأشياء من حولنا!

قد تظُن لوهله أني بصدد أن أُعُدّك لقراءه كلمات عن الأمل والتحفيز المعهوده, و لوفعلت ذلك ستكون سزاجة متألقة, لأن التحفيز سيكون مُخدر وقتي ممتاز وبمجرد إنهائك للمقال واصطدامك بواقع الحياه من جديد ستُدرك كم أن الكلام سهل وخدّاع, وتُدرك أن هذا المُخدر الوقتي يتبعُه حاله مضاعفة من فقدان الأمل.

بطبيعه الحال لن أقف على مِنصة مُدرب تنمية بشرية لأدعوك أن تُغمض عينيك وتقوم بتغيير الواقع وأعطيك طاقة مُزيفة لا تتناسب مع حجم الأمل المنشود داخلك لإصلاح الأمور, أو أنسخ لك عشره طُرق لتزيد ثقتك بنفسك لتشعُر بنشوه نجاح تنتهي مع أول سقطة في اليوم التالي.

لكني سأدعوك من الأن في سلسلة من الأفكار الغيّر مُرتبة والمبنية على آدلة علمية والتي أوقن تمام اليقين أنها حبيسة رأس أُمة ومُجتمع بأكملة لا شخص أو جماعه او حتى منطقة بأكملها أن تكتشف ذاتك وتُغير نظرتك للأمور بنظره أكثر ابداعاً ومرونه!

تذكر أنه اذا كان هذا الواقع مفروض علينا وانه لن يتغير, فعليك أنت أن تُغير نظرتك له!

كيف تنظُر للأشياء من حولك؟ أو بطريقة أُخرى كيف تكوّن نظرة إبداعية للأمور؟

1

الإنسان بطبيعة الحال يسعى لتسليط الضوء على نفسة طوال الوقت, يشغَل نفسة بنفسة, يُحب أن يرى نفسة محط إهتمام, يُحب أن يشعُر بتفّردة ويستمتع بإنبهار من حوله به.

على عكس ذلك أن الإنسان المُبدع هو الذي يخرُج خارج إطار هذه النظرية ليخلق ابداعة من خلال نظرته للأمور من حولة لا على نفسة.

ان الإبداع لا ينشأ من العدم, وانما يمُر بمرحلة التقليد ولكنه لا يبقى آسير لها, فالشخص المُبدع بالأساس يمتاز بقُدرة على التخيُل تجعله يخرج عن النمط التقليدي الي عناصر لم تكُن موجوده من قبل ليخلق عمل يُشكل إضافة نوعية للمجال الذي ينتمي إلية.
CMS4: ألغاز العقل، كيف تربح عبر التلاعب برأس أحدهم؟

والأن إليكم قواعد بسيطة لنظرة أكثر إبداعاً ومرونة

القاعده الأولى: الصمت

بكُل أسف جرت العاده في مُجتماعتنا أن القوه للصوت الأعلى لا للفعل الأقوى, ولأننا لا نُعطي مساحات حقيقية لأفعالنا أن تتحدث عنا كان لزاماً علينا ان نكون في أواخر الصفوف, واقفين على أعتاب العالم لا نسمع سوى ضجيج أصواتنا الذي يعوقنا حتى أن نُنصت لما قد ينتشلنا من حالتنا تلك.

ان الصمت الذي أدعوك الية هو الذي يُتيح لك مراجعه أفكارك وإكتشاف ذاتك وقدراتك الحقيقية حتى لا تُهدر طاقاتك ووقتك في أماكن لم تكُن يوماً لك.

وقفة حقيقية مع النفس ومراجعة صادقة لتلك القائمة التي تود فعلاً تحقيقها و نظرة لما أنت علية بالفِعل.

تذكّر أن الصمت يُتيح لك أن تُنصت لمخزون أفكارك الحقيقي , هل حقاً هذا المكان يتناسب مع قدراتك الإبداعية؟ هل تستطيع تحقيق ذاتك بهذه الطريقة؟

ستمر عليك لحظات تظُن فيها أنك مُجرد نُسخة بشرية في هذا العالم, وجودها أو عدمه لن يُنقصك أو يزيدهم في شئ, مُجرد تِرس صغير في آلة كبيره وان سقوطة لا يعني الكثير!

الحقيقة يا صديقي أننا آسرى لأفكارنا تلك و آسرى للنمطية والتقليد, ان أكثر الأشخاص إبدعاً فالعالم لم يجدو من يُعطيهم مفتاح الفكرة وخريطة الوصول, العامل المُشترك الوحيد على إختلاف أعراقهم و أديانهم وشخصياتهم كان الإصرار على بلوغ الحلم.

تذكر أن تراجع أفكارك, أن تعقِد فقرة يومية للتأمُل تخرُج بها بإجابات حول ما يشغلك, ان تسرق من الزمن بُرهه من الصمت لتتأكد من سلامة طريقك وهويتك.

القاعدة الثانية: المسافة مُفيدة للرؤية

ولأن الأشياء القريبة تكون دائماً خارج مرمى البصر, كان عليك أن تبتعد قليلاً لتنظُر إليها بصورة أوضح, لتراها من الزاوية التي غابت عنك!
2

رُبما العُقدة تكمُن في كوننا ” إعتدنا أن نعتاد ” حتى إقتصرت نظرتنا على جوانب مُعينة متناسيين أجزاء رُبما تكون أكثر أهمية.

إن نظرتك للأشياء من حولك هي التي تُحدد طبيعتها وليس العكس, وإن تحليلك للأمور مهما بلغت من التعقيد قد يصل حد البساطة نتيجة لإختيارك الزاوية الصحيحة والمسافة المناسبة التي تُمكنك من رؤية المشاهد بصوره أكثر دِقة!

أن تكون خلاّقاً يعني أنك اخترت الجانب الأكثر ابتعاداً عن مادة الواقع, لتخرُج بإنجاز يتصل برؤيتك الخاصة والتي تُميزك عمن حولك في نظرتك للأمور.

ما أدعوك له, هو أن تُلاحظ الجانب الفريد في كل ما حولنا من العالم, أن ترى االجانب الإبداعي في كُل ما حولك, لأنه حولك بالفِعل.

ومع الوقت ستُدرك كم أننا لا نُركز الا على جزء بسيط جداً في كّم الأشياء من حولنا, فلو أننا تمعنّا ونظرنا من الزاوية التي لا يلاحظها أحد لخرجنا بأفكار تُحطم المنطق وتُفلت زمام التعقّل.

مُنذ أشهُر, كُنت بصدد قرأتي لما آُسمية ” بالجمال القاتل”, المعنى الحقيقي للنظرة الفريدة، رُبما ما سأقوم بعرضة غريب ولكنه رغم كُل شئ يُقرّب الصورة حول مفهوم النظرة الإبداعية.

الجمال القاتل، تصاميم مُستوحاه من خلايا سرطانية!

قامت جاكلين فيركينس والتي تعمل كأستاذة مسرح في جامعة كولومبيا البريطانية، بعرض تصاميمها المكونة من عشرة فساتين و المستوحاة من الصور المجهرية للخلايا السرطانية والأنظمة الخلوية والتي تُمثل شكل تفاعل خلايا مرض السرطان مع الجسم في معرض كبير بعنوان Fashioning Cancer: The Correlation between Destruction and Beauty

وذلك لتوضيع العلاقة بين الجمال والجسد المريض.

نموزج من الصور

3

4

5

6

من بين هذا الكّم من التدمير والآلم الذي تُصاب به خلايا الجسد, إستطاعت نظره بشرية فريده أن تخلق قدراً من الجمال المُستوحَى في الواقع من مأساه بشرية, ليُثبت لنا أن الجمال لن ينتهي في عالمنا ما دام فيه إنسانُ يُفكر!

5 طرق لتكرار الطلب من دون ازعاج

القاعدة الثالثة : حول الكُتب والأفلام

7

الحقيقة أن الكُتب والأفلام من أكثر المداخل التي تؤثر على عقولنا بدرجة تصل بك حد الذهول.

لذا اذا كُنت مهتماً عليك أن لا تُهدر حياتك دون مشاهده أكبر كّم من الأفلام التي تحتوي على محتوى ثري من الأفكار, يُمكن لفيلم مثل pursuit of happiness , about Time , Yes Man ,A christmas carol أن يجعل منك شخصاً آخر.

تذكّر أننا آسرى لما حولنا بشكل يصل حد التزييف, ولو تمعنا لوجدنا أن الأشياء الأكثر تفرّداً قد تنبع من أبسط الأفكار وأكثرها تهميشاً.

عليك أن تُعطي كُل شئ قدرة, وأن الأشياء البسيطة مهما بلغت من بساطتها لها جانب عظيم ينتظر أن يكتشفةُ أحدهم.

القاعدة الرابعة: أطلب المساعدة

ان صور الإبداع لا تنتهي, لا يُمكن أن تضعه في نظرية, كثيراً ما نتمتلك الموهبة لصُنع الأشياء ولكننا لا نستطيع توظيفها لقلة الخبرة أو لعدم وجود الأدوات المناسبة التي تُمكننا من الوصول.

طلب المساعدة لا يعني أنك تتسوّل على الناس لتطلب حاجتك, أنت لا تركض خلف أحد أنت تركض خلف أحلامك!

أماندا بالمر, أحد الأشخاص الذين ظهروا على مٍنصة المؤتمر العالمي TED.

بدأت تحكي روايتها بأنها كانت أحد الأشخاص العاديين الذين لم يجدوا وظيفة, ظلت سنوات تعمل كتمثال حّي في الشارع, اي ترتدي هيئة تمثال يقوم بتوزيع الورد على الناس, نعتها البعض بالتسوّل, لم يكُن هذا مصدر دخلها الوحيد فقد كانت تتجول مع فرقة موسيقية لجمع المال.

استطاعت من خلال مواقع التواصل الإجتماعي أن تتوصل لمن يساعدها لمشوارها الغنائي الذي طالما حلُمت به من خلال طلب المساعدة من الناس بسؤال مباشر لهم.

مع الوقت تفرّغت للغناء والموسيقى والغريب حيال قصتها أنها كانت تُبدع في طريقة طلبها, وفي آحد المرات التي كانت تُقيم فيها حفلها الغنائي أعطاها أحدهم عشر دولارات اعتذاراً عن حصولة على نُسخة مُقرصنة لألبومها, من هنا كانت نقطة تحّول في خلق مصدر تمويل هام لنجاح مشروعها الغنائي.

بالفعل قامت بالمر بطلب مساعدة الناس لتمويل مشروع لها على كيك ستارتر وجمعت ما يتعدى المليون دولار.

8

الفيديو الكامل لقصتها

تذكّر أن الإبداع مِنصة حُرة لأصحابه, لا تخجل من أفكارك ولا تستصغرها, العالم بالأساس اذاعة للأفكار, وأنت جُزء من هذا العالم.

القاعدة الخامسة: وداعاً للأحكام المُسبقة، وداعاً لقتّلة الإبداع

9
من أكبر الكوارث التي نُعاني منها في مُجتمعاتنا هي ” التعميم ” أو ما يُعرف بالـ stereotyping, تكوين أراء مُسبقة لمواقف, أشخاص , أفكار ,الهيئة , أو منطقة حتى التعميم في القدرات التي تختلف من فرد لآخر.

إن قُدراتنا ليس لها حدود, لا تدّع أفكارك حبيسة رأسك, وتذكر أنك ان لم تُنصت لنفسك لن يُنصت اليك أحد, وان لم تكتُب حكايتك, ستنتهي بمُجرد خروجك من هذه الدُنيا.

على صعيداً آخر, ستُقابل أنماط وألوان من البشر التي ستدفعك للوراء بقوه, التي ستقتُل الإبداع فيك بإحتراف, التي ستُشغلك بمُغريات الطريق عن هدفك الحقيقي.

لكن تذكر دائماً أن أكبر نكاية تُصيب بها هؤلاء أن لا تمنحهُم فرصة إغتيال الإبداع منك مهما إسود الواقع, أن تُذقهم خيبة الأمل في كُل مرة حاولوا فيها قتلك, أن ترابط على ثغور البسمة وتحديات الحياة ومشقّة العيّش!

تذكر أن خياراتنا الصعبة هي التي تصنعنا, وتؤكد متانه الايمان في داخلنا, وان سعيك للإنتصار على أعباء الحياه يستلزم تضحية حقيقية وجهد ضخم والميدان طويل يستلزم المثابرة.

إن كُل يوم في حياتك هو فُرصة جديدة, عِش بقدر ما تستطيع, جرب بقدر ما تستطيع, وتذكّر أن المعنى الحقيقي للحياة هو أن تنظُر للخلف لتجد أنك سعّيت بقدر ما إستطعت لتكون إنساناً حقيقياً لا مُجرد مجموعة من الظروف.

بالنهاية إننا لا نكتُب إنشاءاً أدبياً لننشُر ونحوز إعجاب الجماهير والقراء وانما نكتُب كي لا نموت