غزة / سما / حذرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، من أن عدم إبرام اتفاق سلام بين إسرائيل وفلسطين ينذر بحتمية اندلاع حرب جديدة في غزة.
وأوضحت الصحيفة في افتتاحيتها التي نشرتها على موقعها الإلكتروني الثلاثاء أن تقرير الأمم المتحدة حول حرب غزة في العام الماضي، يعد برهانا على وجود صراع مميت أبدي بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وأشارت إلى أن التقرير الأممي أظهر وجود "انتهاكات خطيرة "للقانون الدولي الإنساني" من جانب كل من إسرائيل والفلسطينيين خلال حرب الـ 50 يوما التي قتل خلالها أكثر من 2200 فلسطيني معظمهم من المدنيين، ودُمر خلالها 18 ألف منزل في قطاع غزة.
ورأت الصحيفة أن الجانبين كانا مذنبين، لكن الانتقاد الأكبر يقع على عاتق إسرائيل .. لافتة إلى أن التقرير الأممي -الذي أعدته لجنة من مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة- خلص إلى أن هناك "إفلاتا شاملا من العقاب" فيما يخص الأفعال التي قامت بها القوات الإسرائيلية في غزة.
ورصدت الصحيفة الأمريكية إحصاءات تشير إلى مقتل 216 فلسطينيا من بينهم 115 طفلا و50 امرأة خلال 15 هجمة استخدمت إسرائيل فيها "أسلحة موجهة بدقة"، ولا توجد معلومات حتى الآن تفسر سبب اعتبار إسرائيل المباني السكنية أهدافا عسكرية يجوز ضربها.
وأوضحت "نيويورك تايمز" أن المسلحين الفلسطينيين، ومن بينهم حماس، تعرضوا للانتقادات بسبب إطلاقهم الصواريخ وقذائف الهاون بشكل عشوائي على مدنيين في إسرائيل .. لافتة إلى أن التقرير الأممي أكد أنه تم شن أكثر من 6 آلاف غارة إسرائيلية على غزة بينما أطلق الفلسطينيون نحو 4881 صاروخا و1753 قذيفة هاون صوب إسرائيل في الفترة ما بين 7 يوليو وحتى 26 أغسطس الماضيين.
وحذرت الصحيفة من أن حرب الـ 50 يوما كانت الأخيرة في دائرة مدمرة، ولكنها يمكن أن تتكرر بلا شك إذا لم يقم قادة الجانبين بمحاسبة المنتهكين للقانون الدولي إزاء ما اقترفته أيديهم، ليهنأ الجميع في نهاية المطاف بالعيش في سلام دائم.
ولفتت الصحيفة إلى أن التقرير الأممي قد يكون أساسا لفتح تحقيق شامل وعادل في المحكمة الجنائية الدولية في جرائم حرب محتملة.
ورأت أنه من غير الواقعي أن نتوقع أن حماس - التي تعتبرها الولايات المتحدة ودول أخرى جماعة إرهابية - ستلتزم بالقانون الدولي أو بالسياسة نفسها.. داعية إسرائيل، بما لديها من واجبات، أن يكون لديها رغبة في تغيير سياساتها الحربية لتجنب وقوع خسائر بين المدنيين، كما يجب عليها محاسبة أولئك الذين فشلوا في الوفاء بتلك السياسات.


