الشيخ محمود الهباش، وزير الشؤون الدينية السابق في السلطة الفلسطينية، هو مستشار أبو مازن للشؤون الدينية والاسلامية. الهباش دعا في آذار الماضي من المقاطعة في رام الله الدول العربية الى ضرب حماس كما يضرب العرب الحوثيين، بسبب أن حماس تمردت على شرعية السلطة الفلسطينية.
في بداية حزيران 2015 اتهم أحد قادة حماس، صلاح البردويل، السلطة الفلسطينية أنها قلصت نسبة الاموال الممنوحة لغزة، وأنها تسرق الاموال انتقاما من الغزيين من اجل التحريض على حماس واسقاطها. قبل بضعة ايام قال متحدث وزارة الداخلية في حماس إنه تم القاء القبض على مبعوث للسلطة وفي حوزته سيارة مفخخة، وقد اعترف أنه تم ارساله من الهباش والجنرال سامي نسمان من الاستخبارات في السلطة الفلسطينية من اجل تفجير السيارة في الشجاعية ضد رئيس حكومة حماس اسماعيل هنية.
على خلفية خطاب الهباش، فان حماس تعتقد أن السلطة الفلسطينية ستستمر في محاولاتها لاعادة سيطرتها في غزة بالقوة. ويتم في الميدان نشر شائعات حول انشاء قوة في سيناء تحت إمرة محمد دحلان بمساعدة مصرية، ضد حماس. مصادر فلسطينية قالت إنه قبل المصالحة الفاشلة قامت حماس بحفر نفق تحت المقر الرئاسي لأبو مازن في غزة وأعدت له كمينا. ومؤخرا فُجرت بشكل سري بيوت مقربين من حركة فتح في القطاع، وفي 2006 تم اطلاق النار على شخصيات السلطة في غزة وتم القاء آخرين من فوق أسطح المنازل. ومنذ ذلك الحين لا يتجرأ أبو مازن ورجاله على الدخول الى غزة.
بسبب تدمير الانفاق من قبل المصريين فقدت حماس من مداخيلها. وبسبب الضرائب المبالغ فيها في القطاع وفي المعابر، والتدمير والجوع، فقدت المنظمة الرغبة في مكافحة الفساد. وبسبب الكارثة التي تسببت بها حماس في غزة في الجرف الصامد فان السكان يشعرون بالكارثة الانسانية والانهيار الاخلاقي. الى جانب اليأس الجماعي، الخنق المصري وعقوبات السلطة المالية، فان رغبة حماس بالقتال تبخرت. هذا التغيير يخلق على الارض نوعا من الاستماع لجهات دولية والى الهدنة مع اسرائيل، وهذا يسبب الانتقاد من المنظمات السلفية المتعطشة للدماء.
في عدد من التهديدات والمنشورات واطلاق النار ضد سيارات قادة ومنازل لزعماء حماس في غزة، فان داعش تكفر بسيطرة حماس المطلقة حيث تعتبرها "طاغية". هذه الكلمة مقتبسة عن المفكر الاسلامي إبن تيمية، وهي تمنح الشرعية لمحاربة أي نظام اسلامي يعتبر طاغية. اطلاق الصواريخ على اسرائيل كان يهدف الى جرها لكي تضرب حماس، بمساعدة داعش من غزة. بناءً على ذلك، هدمت حماس مسجد الحركة، وصادرت محتوياته واعتقلت العشرات وقتلت الشيخ عبد اللطيف موسى، زعيم الحركة. الحديث يدور عن "النواة الصلبة" التي تستند الى الحركات السلفية القديمة التي عملت في الماضي مع حماس ضد اسرائيل وضد المصريين. داعش يسيطر في غزة على بضعة صواريخ سُرقت من حماس، وهو يعتمد على المتطوعين والتبرعات، مع القدرة على الانتاج الذاتي للوسائل القتالية.
د. بردويل ينفي وجود داعش في غزة. وفي تلميح للسلطة الفلسطينية زعم أن أعداء حماس "المعتدلة" يعملون (في الانترنت ايضا) من اجل تقديم غزة على أنها داعش، وبالتالي كراهية المجتمع الدولي لحماس. الآن داعش يطلق النار على حماس في حركة دائرية من تحت الطاولة، كما فعلت حماس في حينه ضد السلطة الفلسطينية. أما نحن الاسرائيليين، نقوم بالاطلاق بخط مستقيم. فالبنسبة لنا حماس هي العنوان


