خبر : «حزب الله» و«الإخوان»: عودة القطيعة ...قاسم قصير

الثلاثاء 09 يونيو 2015 01:38 م / بتوقيت القدس +2GMT



 

 

تقول مصادر إسلامية إن العلاقات بين القوى والحركات الإسلامية في لبنان والمنطقة العربية تمر حالياً بأسوأ مراحلها في ظل انقطاع شبه تام للعلاقة بين هذه القوى من جهة وازدياد فقدان الثقة بين الأطراف الإسلامية الأساسية من جهة ثانية، وانتظار معظم القوى والحركات الإسلامية مجريات سوريا والعراق العسكرية والسياسية من جهة ثالثة.

وأوضحت المصادر أن اللقاءات بين «حزب الله» و «الجماعة الإسلامية» قد انقطعت كلياً في الأشهر الأخيرة، وأشارت إلى أن قيادة الحزب «رفضت التجاوب مع دعوة الجماعة لعقد لقاء حواري في مقرها الرئيسي».

وفي موازاة ذلك، رفض مسؤولون في سفارة دولة إسلامية فاعلة التجاوب مع الدعوة للحوار، وذلك بسبب عدم ارتياح المسؤولين فيها لأداء «الجماعة» مع الإشارة الى ان سفير هذه الدولة لم يلتق قيادة «الجماعة» منذ وصوله الى لبنان علماً أن السفير السابق كانت تربطه علاقة جيدة بـ «الجماعة» وعقد مع قيادتها لقاءات حوارية عدة.

واللافت للانتباه أن تدهور العلاقة بين القوى والحركات الإسلامية على الصعيد اللبناني امتد الى الساحتين الفلسطينية والعربية، حيث تشهد العلاقة بين «حزب الله» وحركة «حماس» وكذلك العلاقة مع باقي تنظيمات «الإخوان المسلمين» حالة من ضعف الثقة المتبادلة لا سيما بعد التطورات اليمنية وقيام «حركة أنصار الله» (الحوثية) المدعومة من إيران بشن حرب ضد أنصار «حزب الإصلاح اليمني» المرتبط بتنظيم «الإخوان المسلمين» برغم ان انصار هذا الحزب رفضوا الانجرار الى معركة عسكرية مع الحوثيين وأوقفوا تقدم عشرات الآلاف من المقاتلين إلى مناطق الحوثيين، ما أدى الى انزعاج سعودي كبير من «الإخوان المسلمين» على حد تعبير مصادر اسلامية وسطية.

وفي موازاة ذلك، تقول جهات اسلامية معنية ان المشكلة لم تعد مقتصرة على الخلاف السياسي التقليدي بل اصبحت تشمل معظم الخيارات السياسية الإستراتيجية في المنطقة، وتشير الى أن ثمة فريقا اسلاميا فاعلا يراهن اليوم على التطورات في سوريا واحتمال سقوط الرئيس بشار الأسد وانتصار محور السعودية ـ قطر ـ تركيا الداعم لحركات وتنظيمات اسلامية متشددة وإمكان تقدم هذا المحور الى الحدود اللبنانية وملاقاته من قبل قوى وحركات اسلامية لبنانية وفلسطينية لها امتداداتها أيضا في بعض مخيمات النزوح السوري في لبنان، اضافة الى تقدم تنظيم «داعش» في مناطق جديدة في كل من سوريا والعراق.

وتضيف الجهات الإسلامية انه بدل توحد الجهود الإسلامية في مواجهة الخطر القادم «فإن هناك من يراهن على هذه التطورات لإضعاف «حزب الله» وضرب المحور الإيراني ـ السوري.

وتتوقع الجهات الإسلامية نفسها بلوغ الصراع أوجه في الأسابيع الفاصلة عن موعد توقيع الاتفاق النووي في نهاية حزيران، ولم تستبعد تصاعد أعمال التفجير التي تستهدف المساجد والحسينيات الشيعية ليس فقط في السعودية بل في معظم دول الخليج، وختمت بالقول «لا مناص من عودة الحوار بين القوى والحركات الإسلامية بحثاً عن مخارج حقيقية للأزمات القائمة وإلا فإن النار القادمة ستشعل كل المنطقة».

 ـ السفير ـ