المثل الشعبي يقول : إن غاب القط ، إلعب يا فار وهناك مثل اقوى و أعتقد أنه أبلغ يقول : و " من قلة الخيل ، حطينا على ظهور الكلاب سروج "..
لست وحدي ، أعتقد أني ما لقيت صحفي فلسطيني ، يحمل الهم ، و يشعر بالوجع ، سواء في الداخل أو الخارج ، إلا و كان ضمن نقاشنا ، عنوان ثابت وهو: الأداء الإعلامي للسلطة الوطنية ، و لحركة فتح بالذات ، على إعتبار أنها الحركة الرائدة و قائدة المشروع الوطني ، و تحركها على المستويين الداخلي و الخارجي ، الذي تشوبه العشوائية و البطء ، و الواسطة فعلى سبيل المثال لا الحصر ، إذا حصل سوء تفاهم مع الإعلام المصري ، نقرع مليون ناقوس ، و مدفع من مدافع رمضان ، و نصرخ و نشد شعرنا ، نكتب مليون مقال ، و خبر ، و نجري ألاف المكالمات لكل " المهمين" ،إلى أن تستفيق جهة معنية ، فنحمد الله أولا حمداً كثيرا ، على إستفاقتهم و التي جاءت متأخره ، و نقنع أنفسنا بأنها خير أن جاءت من ألا تجئ ، و نصف العمى ولا كله.
الإخوه ، أفاقوا و سوف يقومون بعمل اللازم ، لوقف المهازل ، و نصرة الموقف الوطني ، و نراقب و نراقب ، و نظل نراقب ما عساهم أن يفعلوا ، فتجدهم أخيرا ..وقد أخرجوا من ثلاجتهم ، بعض الوجوه المجففه ، تسافر ، و تركب الطائرات ، و تنام في الفنادق ، ونقول ماشي ، كله في حبك يهون ، طالما أنهم سيذهبون إلى ( مصر مثلا) لتوضيح الموقف ..
فنفاجأ أنهم هناك للتبارى في الإنشاد و في مديح مصر ، و كأن المشكل يكمن في " حاجة ماسة" لدى الإخوة في مصر لمن يأتي ليدلك لهم "الأنا العليا" .. و ينافقهم .. و في النهاية لا نقاط يتم توضيحها و لا موقف يتم تأكيده .. وقس على ذلك بلاداً و شعوباً و أطرافا عربية و أجنبية أخرى ..
و الألذ ، أن الناطقين ، في الأغلب ، يعرفون العربية قراءة و كتابة ( بصعوبة) و لا أعرف منهم إلا واحدا يتكلم لغة أجنبية ، و يعيش حيث بلاد اللغة ، و هو موسمي ، و يتم تقريعه بين الفينة و الأخرى ، حتى فقد كثيراً من مصداقيته ..
و كان من الطبيعي ، و على قاعدة بما أن – إذن ، أن تجد هذه الأيام من يقول و بقوة أن كل هم الدنيا ، و حبس وحصار مليوني فلسطيني في غزة ، نتيجة " للتزلف" من قبل القيادة لمصر ، و نتيجة لعدم رغبة " القيادة " بفتح المعبر
أيها السادة ، نحن يتم إستحمارنا بقوة وكأن حالة إستحمار عام قد تم إعلانها ، و نواصل ( نحن الشعب) بلع إهانات الإستحمار بتلذذ ، و ربما سنطالب بعد مدة قصيرة بعصير هاضم ، لكثرة ما " بلعنا " و ليكن عصير البرسيم .. فهو مفيد للكلى ، على الأقل ..
و اليوم ايضا ، تجد من يقفز و يشتري و يبيع فينا ، و يقول لنا أنه جاء بالمساعدات من كل اطراف الارض و طبعا نحن بفعل تسع سنوات من الإنتصارات و الإستحمار ، و بفعل العصير ( إياه) ، سنهيم و نعوم مع العائمين ، و نصفق و نهلل لمولانا العاشق ، وللقائد المخلص ، كلاهما .. و لا مانع إذا طلب منا أحدهم أو كلاهما، أن نشارك في " لطميات " نسب فيها قيادتنا .. و نتبرأ منها .. و نكتب بالعربية و الإنجليزية و العبرية أنها قيادة لا تمثلنا ، و نفضح أنفسنا بأنفسنا و حبال غسيل الجزيرة و أخواتها ممتدة و في إنتظار غسيلنا الوسخ .. ولم لا ؟؟
فنحن منهمكون في لا شئ ، تسقط بيرزيت ، فنلاحق فتاة تكتب ضدنا ، و نتعامى عن أنفسنا ، يقنعوننا بإلحاح غريب أن المعبر تغلقه القيادة و مصر ، و أن الحكومة مقصرة في أداء واجبها ، و أن موظفيهم أحق منا بالراتب ، و يبنون لهم حائط مبكى ، من المفترض أنه يلبس " سترة الصحافة" يقابلون خلاله وبه كل أوروبا ، و يبكون و يشرحون ، و يتواصلون ، و نحن نكتفي بالتحدث لنا ، على شاشتنا ، و علي الكوفية علي ..
و إتفاقات نسمع عنها كما نسمع عن الأشباح ، و مياة تجري من تخت أقدامنا ، لا نعرف هل هي مياه المنفذ المائي أم هي مياه التبول اللا إرادي ..
وهذا يصرخ بأن رفع رجال أمنه من معبر رفح و إستبدالهم بقوات حرس الرئاسة و الأمن الوطني ، هو عمل غير وطني ، و مدان ، و ذاك يصرخ في كل شاشات العرب ، و إن لم يجد ن يخترع شاشاته الخاصة ، ليقول للعالم أولا و لنا عاشرا ... إنه هو الأمل ، و هو الأقدر و هو الدولار بشرط النوم في العسل ، و نحن يجب أن نصدق ، لأننا لا نسمع إلا هو و هو .. هما الإثنان .. صوتان متشابهان ، رغم إختلافهما في الشكل و البنيان .. و بيني و بينكم ، معهما كل الحق ، و لم لا يقولا ما يريدان ؟؟ هل من مبارز ؟؟ فنحن منشغلين بإفتكاس اقمار صناعية ، و قنوات لولبية ، لأن لدينا فائض خبرات ، و مرتبات ، و موازنات .. و صحافة لغات .. و التعلب فات فات ..
