خبر : ذكرى 48 لنكسة حزيران عام 67 هزمنا عسكريا ولكننا تحدينا الهزيمة وبقيت هاماتنا مرفوعة آنذاك ..!!!؟ بقلــم المهندس :حاتــم أبـو شــــعبان

السبت 06 يونيو 2015 04:36 م / بتوقيت القدس +2GMT



كانت نكسة فظيعة وصدمة عنيفة وهزيمة كبيرة للجيوش العربية ، لكن الشعوب العربية عامة والشعب المصري خاصة تحدى الهزيمة من اليوم الاول لوقف القتال، حيث خرجت الشعوب بأكملها بصورة تلقائية ، بالملايين يومي 9و10 يونيو 1967 رافضة استقالة الرئيس جمال عبد الناصر وطالبته بالبقاء الى حين ازالة اثار العدوان وتحرير الأرض التي احتلت.
 بعد ذلك بشهرين جاءت قرارات مؤتمر القمة العربي الذي عقد في الخرطوم باللاءات الثلاثة المشهورة رغم الهزيمة، وهي - لا صلح ولا مفاوضات ولا اعتراف بإسرائيل - ، وجاءت هذه اللاءات في الوقت الذي كانت تراهن اسرائيل والادارة الامريكية والغرب عامة بان مؤتمر القمة سيخرج بقرارات الاستسلام ورفع الراية البيضاء، ولكنهم فوجئوا من تحدي المهزوم واصراره وتمسكه بتحرير فلسطين، وظل مرفوع الرأس ومنتصب القامة ، بالإضافة الى بدء الجيش المصري حرب الاستنزاف على الجبهة المصرية ضد جيش الاحتلال الاسرائيلي في سيناء بعد انتهاء الحرب بعدة اشهر قليلة، وهذه الحرب انزفت الجيش الاسرائيلي خسائر فادحة لعدة سنوات مما استدعى تدخل وليم روجرز وزير الخارجية الامريكية آنذاك وحضوره الى مصر في يونيو 1970 طالبا وقف اطلاق النار لمدة ثلاث اشهر فقط ، ووافق الرئيس عبد الناصر على هذه الهدنه، لأنه كان يريد في هذه الفترة (الهدنة المؤقتة) نقل الصواريخ المصرية الحديثة المتطورة سام 6 وسام 7 (صواريخ الدفاع الجوي) التي كانت تصطاد الطائرات الحربية الاسرائيلية عند اقترابها من قناة السويس ،ونقلها الى منطقة متقدمة من الجبهة عند خط قناة السويس لتتمكن هذه الصواريخ من صد الطائرات الحربية الاسرائيلية من عمق سيناء ومنعها من الوصول للجيش المصري، وتم وقف اطلاق النار، وقام الجيش المصري بنقل الصواريخ الى خط قناة السويس ، واعادة انتشار وتموضع الجيش المصري بصورة افضل مما كانت عليه قبل وقف اطلاق النار ، وكانت الشعوب العربية تنتظر بفارغ الصبر عودة حرب الاستنزاف بعد اعادة انتشار الجيش المصري وتموضعه ونقل الصواريخ تمهيدا لحرب التحرير لكل الاراضي العربية المختلة عام 1967 ، ولكن القدر كان اقوى من كل شيء ، فقبل انتهاء مدة الثلاث اشهر لوقف اطلاق النار بأيام قليلة، مات الرئيس جمال عبد الناصر في 28/9/1970، وهو يؤدي دوره القومي العربي في المصالحة الاردنية الفلسطينية ووقف الاقتتال في الاردن ، وجمع الرئيس ياسر عرفات والملك حسين اللذان تعانقا في نهاية مؤتمر القمة الطارئ الذي عقد بالقاهرة لوقف الاقتتال بفضل الجهود المضنية التي بذلها عبد الناصر وتمكن في نهايتها من اتمام المصالحة. 
بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر ، جاء الرئيس انور السادات خليفة له، الذي قام بتجديد وقف اطلاق النار لعدة سنوات، حتي قيام حرب التحرير في العاشر من رمضان في اكتوبر عام 1973، والتي حقق فيها الجيش المصري نصرا محدودا على الجبهة المصرية اعاد الروح المعنوية لشعوب الامة العربية ، وبدأ بعد النصر والتحرير مسلسل التنازلات العربية ، الى ان وصلنا الى ما نحن عليه الان. 
 
للأسف كنا بعد هزيمة يونيو 1967 مرفوعي الراس ونشعر بالكرامة العربية اكثر مما كنا عليه بعد نصر اكتوبر، والان اصبحنا مطأطئين رؤوسنا الى الحضيض واصبحت ثوابتنا هي رفع الحصار وفتح معبر رفح وعدم قطع الكهرباء ودفع الرواتب وميناء بحري صغير في غزة وفرض ضريبة التكافل .. وووو ، والسؤال هو لو لم يمت جمال عبد الناصر ،وبقي حيا لما بعد حرب التحرير ،فهل كانت احوالنا تغيرت الى نحو افضل مما نحن عليه الان !!!!؟ الله اعلم ..ولكن هذه هي ارادة الله عز وجل.
عضو المجلس الوطني الفلســــطيني 
غــــــزة فـي 5/6/2015