خبر : داعش: الهدف هو شبه الجزيرة العربية \ بقلم: يورام شفيتسر \ اسرائيل اليوم

الإثنين 01 يونيو 2015 02:29 م / بتوقيت القدس +2GMT



          خلال صلاة يوم الجمعة في 22 أيار في مسجد الامام علي الشيعي في القطيف في السعودية، قام مواطن سعودي ينتمي الى خلية ارهابية (تابعة لتنظيم الدولة الاسلامية) بتفجير نفسه، وتسبب بقتل 20 واصابة 100 على الأقل. هذه العملية هي الاولى من نوعها التي يقوم بها تنظيم الدولة الاسلامية على الاراضي السعودية. ويسعى داعش من خلالها الى اظهار قدرته وقوته لدى مؤيديه وأعدائه في نفس الوقت، واظهار قلة الحيلة لدى الحكومة السعودية في الدفاع عن مواطنيها. كل ذلك يتم في سياق الدعاية الكبيرة من خلال الشبكات الاجتماعية في محاولة للحفاظ على الفاعلية والسيطرة لنقل الرسائل التي يريدها داعش. هذه العملية توضح ايضا الاستخدام الأدواتي للارهاب من اجل تقدم نواياه لاقامة الخلافة العالمية.

          اتساع العمل الارهابي باتجاه شبه الجزيرة العربية ليس ظاهرة جديدة. ففي اليمن حدث في آذار هذا العام انفجار مزدوج في مسجدين شيعيين، تسببا بموت نحو 140 شخصا. وفي السعودية ايضا رُصدت اعمال نشطة لداعش تجسدت في عدة عمليات اطلاق نار ضد مواطنين شيعة وقوات الامن السعودية وجهات غربية تعمل في المملكة. ويضاف الى ذلك التهديد الذي أسمعه زعيم داعش أبو بكر البغدادي في العام الماضي ضد السعودية، التي سماها "رأس الأفعى"، وتشجيعه مؤيديه على الاعمال الارهابية في المملكة. هذا الامر انعكس في خطابه الأخير في أيار حينما خصص الجزء الاكبر منه لاستنكار التعاون السعودي مع الصليبيين، اليهود والشيعة.

          في أعقاب هذا العمل قامت السعودية بعدة اعتقالات كان آخرها في نهاية نيسان حيث اعتقل نحو 100 شخص اغلبيتهم من المواطنين السعوديين الذين اشتبهوا بالانتماء لتنظيم الدولة الاسلامية وانتظموا تحت اسم "جُند بلاد الحرمين"، وهذا الاعتقال لم ينجح في منع الهجوم الأخير على المسجد الشيعي في القطيف.

          المسجد الشيعي الذي اختير كهدف يناسب استراتيجية عمل تنظيم الدولة الاسلامية ويحقق هدفين أساسيين: الاول، اصابة السكان الشيعة في المملكة على اعتبار أنهم العدو الحقيقي كونهم كفار ومتعاونين مع أعداء الاسلام. الثاني، زعزعة الاستقرار في المملكة السعودية التي تقف اليوم على رأس المعسكر العربي الشريك في الائتلاف الدولي ضد داعش. يحاول تنظيم الدولة الاسلامية من خلال استهداف الشيعة في المملكة اثارة الفتنة الطائفية. هذه العملية تتم في فترة تُدير فيها السعودية حرب لكبح تقدم الحوثيين في اليمن الذين ينتمون الى الشيعة وايران، الامر الذي يثير المشاعر المتناقضة لدى الشيعة الذين يعيشون في المملكة ويشاهدون "الاخوة" الذين تقوم دولتهم بقصفهم. ويضاف الى ذلك الشعور بالظلم التاريخي من قبل الاغلبية السنية، والآن هم يشعرون أن الدولة لا تفعل ما يكفي للدفاع عن أمنهم.

          تنظيم الدولة الاسلامية موجود في هذه الايام في حالة ازدهار بسبب احتلال الرمادي في العراق وتدمر في سوريا. داعش يعمل الآن على تعزيز صورته كمنتصر وناجح في الانتقام من الدول العربية المشاركة في الائتلاف الذي يحاربه. العمليات الارهابية في السعودية واليمن هي تعبير عن ذلك وتشكل البديل للتنظيم عن التواجد العسكري واحتلال هذه المدن، والدعاية التي ترافق هذا الجهد عن طريق الشبكات الاجتماعية تهدف الى زيادة الضربة وزيادة الشعور أن أذرع داعش موجودة بشكل كبير وملفت في شبه الجزيرة العربية. بذلك يطمح البغدادي الى زيادة الشعور بالأمن في اوساط مؤيديه في هذه المناطق، ودفع المواطنين الى الانضمام اليه في حملة اقامة الخلافة.