خبر : على مصر أن تفتح معبر رفح بالأمر واجب النفاذ ...محمد يوسف الوحيدي

الخميس 28 مايو 2015 03:37 م / بتوقيت القدس +2GMT
على مصر أن تفتح معبر رفح بالأمر واجب النفاذ ...محمد يوسف الوحيدي





طقم حنية ، و دلع ، و إنسانية من النوع الفائق الجودة ، الإعلام الإسرائيلي يا ولداه ، الذي يعكس ، أو المفروض أنه يعكس ، نبض الشارع الإسرائيلي و مواقفه و رؤيته ، منهمك منذ الأمس في التعاطف مع الشعب الفلسطيني ، و خاصة أبناء قطاع غزة ، المحاصرين ( ؟؟ ) ، الإسرائيليون يا ولداه ، اللذين إنتخبوا نتنياهو منذ شهر ، و جددوا له و لليمين المتطرف ، و العنصرية و الكراهية و الإستعمار البيعة و العهد ، الإسرائيليون يا ولداه ، الذين شكلوا حكومة نتنياهو- ليبرمان - أيليت شاكيد ( يجب قتل أمهات الفلسطينيين) - تسيبي هوتوفيلي " كل فلسطين حق لليهود " - هذه الصحافة وهذا الشعب ( يتعاطف ) مع الشعب الفلسطيني في غزة ضد ( مصر ) ، مصر التي تقفل المعبر و تهين الفلسطينيين و تضيع فرصهم في السفر و العمل و إكمال التعليم و العلاج .. 

و طبعا هذا التوجه الصهيوني " الملعوب " يقابله توجة فلسطيني أو لنقل " بعض فلسطيني " مغمى العينين ، منساق بالعاطفة و الجهل ، و ترويج الإشاعات ، فيعطي لهؤلاء الأوباش الصهاينة العنصريون الحق في التدخل و النقد ، و تعميق الخلاف ، و هذا طبع غلب التطبع لدى الصهاينة ، أما الغباء السياسي و قصر النظر القومي ، فهو آفة ، و مرض يجتاح الوطن العربي و تظهر أثاره واضحة على كثير من اشباه البشر في كثير من بلادنا العربية و في فلسطيننا الحبيبة أيضا ، مثل هؤلاء ، من الجانب الفلسطيني الذين يعطون الهدايا المجانية ، و يمكنون الصهاينة من تجميل و جههم القبيح و التبجح ، مثلهم أيضا أولئك المصريين ، من إعلاميين و ضيوف و محليين و خبراء إستراتيجيين في كل شئ و قريبا ستجدهم يفتون في برامج الطبخ في رمضان ، و أصحاب رؤى ثاقبة و نافذة ( إللي يجيبوا التايهة ) ، تجدهم يمضون ساعات على شاشات القنوات ، و يسفحون جالونات من الحبر كتابة في مجلات و صحف ، و يقطعون مساحات في فضاء التواصل و الصحافة الإلكترونية ، يبثون بعناد ، و مثابرة ، و إلحاح ، جهلهم ، و شح معلوماتهم ، لتستقر في وجدان المتلقين من مستمعين و قراء و متابعين على أنها حقائق لا تقبل الجدل ، بل و يحذرون و يلمحون ، أن اي مغالطة أو نقاش في ما يقولون هو معاداة للأمن القومي و السلامة الصحية و ربما يهدد البيئة أيضا و يسبب إضطرابات في القولون لصاحبها .. كل هؤلاء ، سواء أكانوا فلسطينيين أو مصريين ، مدعوون بشدة اليوم ، إلى العودة إلى الأرض ، و الوقوف عليها ، وبدلا مة إضاعة الجهد في التصيد و التنكيد و نشر الشائعات و تبرير غير المبرر ، و تلوين البيض ، و عصر الفسيخ شرابا سائغا ، عليهم بذل الجهد في الضغط على إسرائيل لفتح معابر القطاع ، و خاصة بيت حانون ( إيريز) و القبول بالطريق الآمن لجميع الفلسطينيين للتنقل بين القطاع و الضفة و بالعكس ، الكل مدعو الآن للضغط لإلغاء التصريحين ، بيت حانون ثم تصريح الجسر مع الأردن ، الكل مدعو الآن لمناقشة فرض عدم الممانعة على الغزاوي الذي يريد أن " يعبر" الأردن ، للمطار ، في أقل من سويعات ، لينطلق منها إلى وجهته .. لماذا لا نناقش هذا ؟؟ لماذا نصر على التطاحن و التنابذ ؟ و نخترع الأدلة ضد بعضنا البعض و نؤلف القصص و السيناريوهات ؟؟ بدلا من أن نفكر بالمنطق السليم و نبعد أنفسنا عن ألسنة الأعداء و شماتتهم و إدعاءاتهم ؟؟

الماء لن ينتج زبدة مهما تم " خضه " و تفسير الماء بالماء لن ينفع ولن يشفع ، و خطية المواطنين معلقة في رقاب ليس فقط الحكام و أصحاب النفوذ ، بل في رقاب أصحاب الرأي و دعاة الثقافة .. قد ينبري أحدهم ، و بأسلوب ( خذوهم بالصوت العالي ) ليتهمني بأنني اساوي بين مصر و إسرائيل ، و أن مصر يجب أن تفتح المعبر مهما كانت الظروف ،لأنها شقيقة و عربية و جاره .. و أنني لا يجب أن أغني أغنية ( المعابر الستة ) الشهيرة التي راجت مؤخرا ، و أقول ، نعم ، مصر يجب أن تفتح المعبر ، لأنها شقيقة ، و لأنها عربية و لأنها جارة ، و لكن سؤالي ، في المقابل ، ما الذي " يجب" علينا نحن كفلسطينيين ( غزيين) في المقابل ؟؟ 

هل نقول لمصر و المصريين الأنفاق ستستمر ، و إعلامنا لن يتوقف سبا وشتما و تخوينا لكم و لقياداتكم ؟ .. و حكومة التوافق الفلسطينية تستطيع أن تعمل في غزة ، ولكن ليس لها أي سلطة على اي عسكري مرور ، ولا علاقة لها بأمن و لا بداخلية ، وفقط عليها أن تدفع الرواتب ، أما عن الطلب لتواجد قوات شرعية على الحدود ، فليس لدينا اي مانع ، و نرحب و نؤيد ، و عند التنفيذ نقول نحن القوات الشرعية ، وإذا أرتم إدارة المعبر من قبل الأمن الوطني و الشرطة و حرس الرئاسة ، فنحن قوات أمن وطني و نحن الشرطة و نحن حرس الرئاسة ، كلنا شعب واحد .. و التهريب يستمر ، و دق الأنفاق يستمر ، و الشغب الإعلامي يستمر ، و خاوة .. و المعترض خائن ، هي هكذا ، نحن دولة عظمى ، تقول فيسمع قولها ، و تأمر فينفذ أمرها .. على مصر أن تفتح المعبر بغير شرط أو قيد ، بشروطنا ، و تقبل أن نفعل ما نريد وقت ما نريد كيفما نريد ..