قبل نحو اسبوعين انعقد مؤتمر الاستطلاع للدول الاعضاء في ميثاق منع انتشار السلاح النووي. اسرائيل لم توقع على الميثاق والمصريون طالبوا الانعقاد مرة اخرى لدفعها نحو الجناح المضاء للنووي العسكري. في اسرائيل صدموا (من هذه الغريزة البافلوفية عند الوصول الى المداولات على كشف الامكانية النووية الكامنة) والامريكيون منعوا طرح الاقتراح. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هاتف وزير الخارجية الامريكي جون كيري "للاعراب عن تقديره للرئيس اوباما".
حتى هنا لعبة الاستغماء. العنوان الرئيس في صحيفة "اسرائيل اليوم" هتف بان هذا "انجاز سياسي". غير أن الواقع هو انه من أجل تشجيع الايرانيين على التوقيع قريبا على تفاهمات لوزان، يستخدم اوباما الجزرة، التي هي رفع العقوبات، والعصا التي هي اسرائيل.
ان الدفاع عن القدرة النووية الكامنة لاسرائيل حاليا تستهدف القول للايرانيين احذروا فكلبنا المجنون في الشرق الاوسط كفيل بان يفر من مربضه. ولتعظيم التهديد نشر أن ارسالية قنابل مدمرة للتحصينات (جديدة!) في الطريق الى اسرائيل. وعندما يكون الامريكيون واثقين تماما بان اسنان النووي الايراني اقتلعت واللثة باتت تحت الرقابة من اللجنة الدولية للطاقة الذرية، فانهم سيعودون الى سياسة الكشف والرقابة النووية التي يتبعونها، بما في ذلك استئناف الضغط للرقابة على اسرائيل.
ان زيارة المراقبين الى ديمونا ستستدعي ايضا الكشف عن معالجة النفايات النووية. ليس واضحا مما تخشاه اسرائيل اكثر: من كشف الامكانية العسكرية الكامنة أم من الضرر البيئي.
قبل بضعة اسابيع بثت القناة 10 تقريرا لاورنا بن دور عن خطر التسريب من ديمونا. وقد اصطدم بحواجز رقابة سخيفة. قبل سنوات طويلة نشرت في صحيفة "حداشوت" رحمها الله بان المفاعل في ديمونا هو مشكلة أمان. لم افهم هذا لانني غصت في داخله (بالمناسبة، صديق من عينات تطوع لاثارة بعض الفوضى داخل المفاعل ذهب بالسرطان)، بل لاني قرأت تقريرا تقشعر له الابدان عن مركز النووي في لوس انجلوس عن الصعوبة (والتأخير) في معالجة النفايات النووية، ولا سيما في المفاعلات القديمة.
ان القنبلة الحقيقية للمفاعل في ديمونا هي ما حصل في الايام التي لا يكون فيها ضرر النفايات وصيانة المواد واضحين. في حينه قيل لي ان المفاعل تجدد وتحصن وان هوامش الامان هي محصنة من التسريب. ولكني اشك بان غلاف الامان التاريخي حول النووي هو ايضا بسبب النفايات.


