خبر : الشرق الاوسط كتمرين محاكاة هوليوودي \بقلم: رؤوبين باركو \ اسرائيل اليوم

الأربعاء 27 مايو 2015 03:04 م / بتوقيت القدس +2GMT



          السكرتير المساعد للشؤون الخارجية في مجلس التعاون الخليجي، عبد العزيز عويشك، أجريت معه مقابلة في قناة "الجزيرة" على خلفية الاحداث في الشرق الاوسط. في رده على سؤال ما هو موقف السعودية ودول الخليج من تنظيم الدولة الاسلامية والقاعدة، تلوى في كرسيه وأجاب بتملص بأنه حتى اليوم تعتبر دول الخليج القاعدة وأشباهها منظمات ارهابية، لكن من الجهة الاخرى ترى في منظمات اسلامية "معتدلة" مثل جبهة النصرة، منظمات معارضة شرعية تبرر الدعم، ازاء الحاجة الى ازاحة النظام المجرم للاسد ومؤيديه الايرانيين.

 

          ما هي المنظمات الاسلامية "المعتدلة"؟ الله وحده يعلم. الحدود بينها خربت منذ زمن. في السنوات الاخيرة أظهرت دول الخليج استعدادا لتقليص تدخلها في تسويق وتمويل الارهاب العالمي للاخوان المسلمين. هذا التوجه تعزز خلال الربيع العربي، عندما فهم الزعماء العرب أن ايديولوجية حركة الاخوان وتياراتها الارهابية موجهة في الاساس ضدهم.

 

          يبدو أن الرئيس اوباما هو الوحيد في العالم اليوم الذي يعتقد أنه يمكن ترويض الاخوان وضمهم. الزعماء العرب أدركوا أن حماس، القاعدة، داعش وأشباهها ليسوا سوى نسخة خطرة لنفس الفيروس الفتاك الذي نما في المختبر العالمي للاخوان. هذا الفيروس يعمل الآن بالتحديد ضد الذين ساعدوه، في الاساس في مصر وسوريا والعراق. حسب ايديولوجية "التكفير" الخاصة بهم يعتبر الزعماء العرب الذين رعوا في السابق الاخوان، كفار منحرفون عن الاسلام، وحكمهم هو القتل.

 

لهذا فقد تم اخراج الاخوان المسلمين خارج القانون في العديد من الدول العربية، وأُقفل صنبور التسليح لمنظمات الارهاب الاسلامية. الآن العرب موجودون في فخ يُذكر بالعربي المتزوج من امرأتين، الذي فقد لحيته بعد أن انتزعت الصغيرة شعراتها البيضاء، والكبيرة شعراتها السوداء: ويل لهم من حركات الارهاب الاسلامية، وويل لهم من الطغيان الامبريالي للايرانيين. في حالة اليأس هذه فانهم يساعدون داعش واخواته في العراق وسوريا واليمن ضد ايران.

 

إن المنطقة تتصرف كتمرين محاكاة امريكي هوليوودي. في الوقت الذي يضرب فيه الامريكيون داعش بتكاسل من الجو، فانهم يعززون أعداء اسرائيل، ومنهم ايران التي تسير لتصبح نووية، العراق الشيعي، الاسد ومؤيدوه الروس وحزب الله، الذي يتعلق مصيره بضربات "الشيطان الامريكي الاكبر". في هذا الواقع اللامعقول يساعد حلفاء امريكا وفي الاساس تركيا والسعودية وقطر، الراديكاليين الاسلاميين وداعش ضد ايران وأدواتها بواسطة تسليح المتطوعين والحصول على النفط وبالتدريب. وحسب المثل العربي "المرض الخبيث يحتاج الى علاج نجس".

 

في الفخ الـ 22 هذا (الدول العربية) يضغط الامريكيون على اسرائيل لاقامة دولة فلسطينية بسرعة في يهودا والسامرة، رغم أنه من الواضح أنها ستتحول الى قاعدة جديدة لداعش وحماس، التي ستكون مثيرة لاسرائيل والاردن. لماذا لا.