الليكوديون ومؤيدو بنيامين نتنياهو ينبغي ان يطلبوا المعذرة من وسائل الاعلام، من رجال الحملات الانتخابية للمعسكر الصهيوني ومن عنات فاكسمان المسكينة. حملة "فقط ليس بيبي" تدار بكل نجاعتها بالذات في اليمين. فالى الكراهية الداخلية في الليكود والى النفور في البيت اليهودي، واللذين لم ينتجا حتى الان خطوات عملية ناجحة، انضمت الخطوة السياسية المذهلة لافيغدور ليبرمان (لا غرو ان احد المطالب الائتلافية لاسرائيل بيتنا كان تعليم الشطرنج للاولاد في المدارس)، مما مزق لنتنياهو الحكومة. من موقع المنتصر الاكبر والواضح يتدهور رئيس الوزراء الى وضع يوجد تحت يدي حكومة يمينية هشة موتها في دماء ايامها هو فرضية شبه طبيعية.
يبدو أن ليبرمان يقامر بكل الصندوق، بمعنى، برأس بيبي. موشيه كحلون، الذي يعظمه الجميع الان كي يحطموه بذات القوة بعد ذلك، قال بعد البيان الدراماتيكي لصديقه ان "حكومة 61 هي حكومة غير جيدة... انا بشكل شخصي، بعد أن وقعت على الاتفاقات، مكبل قليلا". حاولوا ان تبحثوا اين يوجد عرسان يشعرون "مكبلين قليلا" عشية العرس، بعد اشهر منه. بشكل عام يكونون "اكثر حرية بكثير" في مكان آخر.
صحيح ان الاصوليين راضون وولاءهم مضمون، وليس للبيت اليهودي، رغم استعراض العضلات في الدقيقة التسعين، بديل حقا. فهم جمهور أسير، مثل توأمهم من اليسار ميرتس. فالى اين سيذهبون اذا ما أفشلوا نتنياهو الان؟ رغم كل هذا، فان الليكود – بينيت - الاصوليين ليس ائتلافا.
هكذا بحيث أنه بشكل مفعم بالمفارقة، فان الوحيد الذي يمكنه أن ينقذ بنيامين نتنياهو من كابوس الـ 61 هو اسحق هرتسوغ، الذي على أي حال سيدعى في موعد ما لانقاذ بيبي من مفترسيه داخل كتلته. ومصوتو المعسكر الصهيوني كفيلون بان يكتشفوا بانهم شبكة الامان لنتنياهو. بعضهم، ممن يتبنون عقيدة "التأثير من الداخل"، والتي أثبتت نفسها بشكل ناجح جدا في اثناء جلوس ايهود باراك في حكومة نتنياهو، قد يكونوا راضين عن ذلك. الحقيقة هي أنه في ضوء صمت هرتسوغ وشيلي يحيموفيتش من كل المسائل القيمية والسياسية التي برزت في اثناء المفاوضات الائتلافية – من محاولات المس بالمحكمة وايداع دائرة الاستيطان في أيدي اوري اريئيل، عبر التدخل في وسائل الاعلام وحتى اندلاع احتجاج سليلي اثيوبيا – سيكون من السذاجة ان نطلب منهما فتح جبهة ايديولوجية ضد نتنياهو. فهما يريدان ان يكونا وزيرين، والـ دي.ان.ايه الحزبية خاصتهما لا تعترض حقا على الاحتلال، مظالمه وجولات العنف المتواترة التي ترافقه.
ومع ذلك، فان المهامة الحالية لزعماء حزب العمل هو انهاء حكم بنيامين نتنياهو. هذا هو التفويض الذي اعطاه لهم ناخبوهم من كل أطراف الطيف في الوسط – اليسار. كل عمل آخر سيكون خيانة لهذه المهامة.
حكومة يمين ضيقة، بمبادراتها التشريعية العدوانية، هي أمر مخيف. كما أن فقدان قوة التأثير – في المحكمة، في الاكاديميا، في وسائل الاعلام – هو أمر مخيف. ولكن حكومة يمين ضيقة هي واجب الواقع، اولا لان هذه هي ارادة الشعب، التي عبر عنها بالطريقة الديمقراطية – لكحلون صوت خائبو الامل من الليكود بعد أن وعد الا يجلس في الحكومة التي تعتمد على العرب، ولم يكن ينقص الكثير حتى تجدد الكهانية عهدها في الكنيست في شكل "ياحد" – وثانيا، لان معسكر السلام، وان كان في الاقلية، يحتاج الى اعادة البناء، الذي أساسه رفع الرأس وبلورة بنية تحتية قيمية واضحة.
لا يحتمل ان من ربط قيمة "اليسارية" بقيمة "الخيانة" سيتمتع من خدمات التبييض لمصوتي اليسار. لا يحتمل أن من ادعى بان في يديه بديل لحكم نتنياهو واليمين سيسحقه بعد اشهر قليلة من ذلك. إذ أنه اذا كانت المباديء الاساسية الصريحة لنتنياهو مقبولة من حزب العمل لدرجة فحص امكانية الجلوس المشترك، فلماذا لا يندمج في الليكود بدلا من الاصرار على أن يكون صيغة اكثر رقة واقل شعبي له؟


