أعلن وزير الخارجية ابيغدور ليبرمان في اللحظة الاخيرة انه غير معني في الحقيقة بالدخول الى التحالف، وأبقى رئيس الحكومة نتنياهو قبل ايام معدودة من انتهاء مهلة تشكيل الحكومة مع اغلبية بسيطة جدا. لقد طرحت تساؤلات عديدة بشأن هذه الخطوة وتوقيتها، وطرحت العديد من الاسئلة الصعبة. وقد اجاب عنها ليبرمان. لقد اوضح انه خلال المفاوضات الائتلافية تم الغاء قانون القومية. وانه امتعض من الغاء فقرة الاستقواء ضد المحكمة.
لقد تحدث عن الموازنات الضخمة التي تم وعد الحريديين بها، ليس بهدف تشجيع التشغيل او التعليم الديني ولكن من اجل الحفاظ على الوضع الراهن. اضافة لذلك، اشار الى التوجه نحو الغاء قانون الحكومة الذي يحدد عدد الوزراء بـ 18 وزيرا، في الوقت الذي يطلبون فيه من الجمهور "شدّ الاحزمة على البطون". لقد دعى الحكومة الاخذة في التبلور بـ "حكومة تشكل تجسد الانتهازية" وشرح انه اختار الا يكون جزءا من جسم كهذا، ولكن "ان يخدم الشعب من موقع المعارضة".
تحدث ليبرمان عن المباديء التي يؤمن بها، والتي سحقت حسب اقواله. عن التجميد الفعلي للبناء في المستوطنات، عن الحكومة التي تقوم بتحويل النقود للفلسطينيين، وعن الخنوع الشامل امام حماس. اما حقيقة انه كان عضوا في الحكومة التي قامت بكل ذلك فقد تم نسيانها في اوار الخطاب.
كل هذا صحيح ويقنع من لا يعرف ليبرمان.اي ، كل هذا صحيح ولكن ليس هذا هو الحقيقة. الحقيقة هي ان وزير الخارجية لم يعد منذ فترة الشريك الطبيعي لليكود، كما كنا نميل للاعتقاد. هو ورئيس الحكومة يواصلان سيرهما في مسارين متعاكسين، ويوصلان الابتعاد ومراكمة احقاد، الواحد تجاه الاخر. هذا كل ما في الامر، الامر شخصي، نفعي.
ليبرمان هو شخص قوي جدا. وحتى عضو الكنيست الذي ليس فيه "الأنا" يشعر انه مخنوط في المعارضة، فمن باب اولى وزير الخارجية المستقيل، وكما اعرف ليبرمان – فانه لن يمكث طويلا في مبنى الكنيست. سيقوم ببناء قوته من الخارج ويستعد للمعركة القادمة. لا تسارعوا في نعيه.


