بعد تسعة أشهر من انتهاء حملة الجرف الصامد يمكن القول إنه ليس فقط محمد ضيف، رئيس أركان «حماس»، نجا من محاولة تصفية اثناء الحملة بل إنه عاد ايضا ليكون نشيطا في الذراع العسكرية.
في الماضي أدار ضيف بشكل مركزي عمل الذراع العسكرية – من تحديد الاستراتيجية العامة وحتى ادارة التفاصيل الصغيرة، مثل متابعة تطوير قطع غيار الصواريخ.
ويسود في الاشهر الاخيرة توتر شديد بين قيادة الذراع العسكرية وقيادة الذراع السياسية في «حماس»، ويعود التوتر الى «الجرف الصامد».
حيث يشعر مسؤولو الذراع العسكرية بان القيادة السياسية أفشلت الخطوة العسكرية التي كان يمكن لها أن تغير وجه الحملة ونتائجها. فقد عملت الذراع العسكرية لـ «حماس» على مدى السنين على ضربة اولى مفاجئة تبدأ بعدها الحملة الكبرى في قطاع غزة. وكانت خطوة البداية المخطط لها هي ضخ عشرات المقاتلين إلى اراضي إسرائيل عبر الانفاق في منطقة كرم سالم، اجتياح عدة بلدات، تنفيذ قتل جماعي، واختطاف والعودة مع الرهائن الى داخل قطاع غزة. هذه الخطوة، التي خطط لها محمد ضيف نفسه كان يفترض بها أن تغير قواعد اللعب في الجبهة، غير أن القيادة السياسية لم تعط الذراع العسكرية الضوء الأخضر لتنفيذها.
في «حماس» لم ينتظروا كثيراً، حيث بدأوا باستئناف حفر الانفاق الهجومية باستثمار مالي وجهود عظيمة.
فأكثر من الف عامل حفر يعملون على مدار الساعة في ثلاث ورديات، ستة أيام في الأسبوع.
والهدف المعلن لـ «حماس» هو العودة الى نقطة البداية التي انطلقت منها «الجرف الصامد» – مع ما لا يقل عن 32 نفقا هجوميا، بعضها يصل الاراضي الإسرائيلية.
وفي مجال الصواريخ ايضا عادت «حماس» لتعمل في إطار الانتاج الذاتي. وفي الاشهر الاخيرة بذلت جهود لاستكمال مخزون الصواريخ بعيدة المدى، وبالتوازي يوجد حشد للجهود لانتاج الصواريخ قصيرة المدى التي تضرب غلاف غزة. في إطار المحاولة للتصدي لمنظومة «القبة الحديدية» يحتمل أن يحاولوا في «حماس» أن يطلقوا في الوقت ذاته صليات صاروخية من اماكن مختلفة في ارجاء القطاع توجه نحو هدف واحد في إسرائيل.
احد الدروس التي استخلصتها «حماس» من «الجرف الصامد» يتعلق بالحاجة الى فتح ساحة اخرى اثناء جولة القتال ضد إسرائيل. وقد بدؤوا في المنظمة ببناء شبكات في سيناء بهدف إقلاق الجيش الاسرائيلي بالنار من جبهة أخرى.
عن «يديعوت»


